حلبجة, تلك المدينة التي تحولت خلال دقائق الى مقبرة جماعية لاحصر لها , تقع في اخضان جبال ( شنروي وسورين وهورامان ) تبعد خمسة عشر كيلومتر عن الحدود الايرانية , في السادس عشر من اَذار/ مارس 1988 وبامر من الرئيس العراقي المعدوم (صدام حسين ) تم قصف المدينية المنكوبة بالاسلحة المحرمة دوليأ منها ( القنابل العنقودية والنابالم والاسلحة الكيمياوية ( غاز الخردل , الاعصاب , الفوسجين والسيانيد ) , استشهد خمسة الاف مواطن كردي بينهم نساء واطفال وتشوهت اجساد اكثر من 7 الاف شخص خلال الدقائق الاولى من القصف الوحشي .... ومن الملفت للانتباه ان طيران النظام البعثي الفاشي قام اولا بقصف حلبجة بالقنابل العادية , ثم اغار عليها بالقنابل الكيمياوية , حيث قال العميد (جودت مصطفى النقيب )في حديث لاذاعة العراق الحر التي كانت تبث من العاصمة التشيكية في براغ , ان الطائرات التي شاركت في ضرب حلبجة بالاسلحة الكيمياوية , انطلقت من ثلاث قواعد جوية تابعة للنظام العراقي , هي (قاعدة البكر وقاعدة صدام وقاعدة كركوك) , وكان العميد جودت مصطفى النقيب يشغل منصب مدير ادارة السلامة الجوية في القوة الجوية العراقية , قبل احالته على التقاعد في تموز 1988 وكان احد ضباط غرفة العمليات في اليوم الذي قصفت فيه حلبجة , وهو يوم 16 اذار 1988 .... ورغم مرور كل هذه السنوات , إلا أن حلبجة الجريحة لاتزال تعاني من تبعات القصف الكيماوي , و لايزال أهالي هذه المدينة المنكوبة وضواحيها يشعرون بضيق التنفس والاحمراروالحكة في العين وحرق الجلد واحتقان الرئة والتعرق والتقيؤ والربو والسرطان وعاهات وإضطرابات عصبية , وتخلف عقلي , وشلل دماغي والعقم ومشاكل البصر واعراض مرضية مزمنة كثيرة اخرى .... ولغرض إجراء فحوصات لتربة المدينة التي قصفت بالسموم القاتلة قبل اكثر من 25 عامأ , زار وفد بريطاني متخصص بالاسلحة الكيمياوية مدينة حلبجة قبل فترة , حيث قام بإجراء فحوصات لتربة المدينة التي تعرضت للقصف بخليط من الغازات السامة المميتة،كغاز الخردل وغاز الأعصاب ( سارين) وغاز التابون وغاز (في أكس), وتبين وجود بقايا من غاز الخردل القاتل في عدد من الملاجئ وأقبية المنازل, وعليه تفاجأ أعضاء الفريق البريطاني بوجود تلك الغازات وطالبوا اصحاب تلك الأقبية بعدم لمس التربة ...... ومن هذا المنطلق نرجو سرعة تكثيف الجهود من قبل الجهات المعنية في الحكومة المركزية وحكومة الإقليم من أجل إيجاد حل سريع لهذه المشكلة الخطيرة التي يعاني منها سكان حلبجة, بالاضافة الى تكثيف العمل من اجل فضح الشركات الاجنبية التي زودت النظام البعثي البائد بالاجهزة والمعدات اللازمة لانتاج السلاح الكيمياوي ,وحسب تصريح المسؤولين عن لجنة الكشف عن اسلحة الدمار الشامل العراقية لصحيفة ( البولتكن الدانماركية , وهي أوسع الصحف انتشارا) بان من ضمن ( 25 ) شركة زودت النظام العراقي البائد باالسلاح الكيمياوي ومعداتها , ( 17 ) شركة منها (المانية ), بالاضافة الى تكثيف العمل من اجل فضح الشركات الاجنبية ومطالبتهم بتقديم التعويضات ( صحيأ وماديأ ومعنويأ ) عن تلك الاضرار الجسيمة التي لحقت بحلبجة باعتبارهم شركاء النظام البعثي فيما اقترفوه من جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وتجريمهم لقاء عملهم هذا ..... نعم ان التحاليل العلمية والمختبرية أثبتت من جديد بان الأضرار الكيمياوية بغازي ( الخردل والسيانيد ) يبقى تاثيرها مستمرأ على حلبجة واهلها الى ما لانهاية ...!!
|