أنوار عوائل كربلائية تعيش في ظلام التهجير

يعجبك في العراق انك لا تستغرب ولا تتعجب ولا تتفاجىء إذا صاحب موسوعة غينيس نفسها هنا مات بالسكتة القلبية! وحتى لا يكون هناك نقدا للاستشهاد بإسم غينيس لأنه أصلا معملا لصناعة البيرة يرأسه آنذاك هيوغ بيفر مؤسس الموسوعة سنة 1951 وفيه مخزونات تداولية دولية قياسية التصديق والوقائع كمرجعية تتحدث يوما بعد يوم بغرابة القادم إليها من عجائب.. مثل أسرع سيارة سايبا في العالم وأقوى ضوء إشارة وامتن دعامية واكبر ذيل سمكة وأجود كبة في الكون وأجمل كيكة وارخص كنافة وأصعب هضبة للارتقاء وأسخف نكتة وغيرها وعذرا من روح السيد بيفر لإني مزقت تجميع جهده بالاستشهادات.

في مدينة كربلاء التي يكون الحديث عن عمرانها لوحده يبعث على الألم الدفين والمستكين في النفس لا تجد تلك البهجة والرقي والعمران الذي يليق بمدينة يؤمها سنويا ملايين البشر بما لا يمكن لا لكتاب غينيس ولا غيره أن يفي حق الرؤية الواقعية والمعايشة لما يحصل من غرائب رقمية تؤطرهاغينيسيا.. فيها في مدار السنة ولكن هل تجدها تشبه شارعا في إمارة دبي؟ هل ترى تلك الانفاق والشوارع والالتفاتات ذات البهجة المدروسة والدوائر المرسومة بعلمية والتي تجعل الدخول للمدينة المقدسة عند العراقيين وضيوفهم سلسا وسهلا ويسيرا؟ إنها مدينة أحلام الخيال ..فالطريق اليها لوحده يبعث لك بل موجبات الأذى..و موجات القذى...

في كربلاء منطقة إسمها مشع ومتلآلأ! الأنوار؟! لوحده الاسم يبعث على السعادة والزهو والأمل والحيوية..تعود لناحية الحُرّ.. نُفِي من الأنوار 400 عائلة إلى صحراء يُقال تجوبها الذئاب والكلاب والصعاب.. السبب هو إن العوائل الكريمة أبناء الأنوار كانوا متجاوزين على أرض سكنهم عمرانيا والسبب لدخولهم مع كم مليون عراقي موسوعة غينيس بعدم تملّكهم أرضا وسقفا يأويهم ثم جمعتهم السلطات الكربلائية في أرض الأنوار بعد تجميعهم من الشتات وتهديم عشوائية بيوتهم..قبل سنة كاملة وأطلقت لهم وعدا جميلا بتمليكهم أرضا في منتجع الأنوار بمساحة 100 متر ومنحة 5 ملايين دينار : تعادل4000$ ربما لشراء أخشاب وهي أغلى فيما لو بنوا بيوتهم على طريقة بيوت الزلازل الخشبية! فلا الأرض نالوا ولا الخمسة ملايين ولا الأنوار! هجروّهم منها أيضا!! بل وكان الأمل بعد ان أدخلوهم برامج الحاسبة كمعلومات والترقيم ولا اعلم بالوورد او برنامج الاكسل وبيانات بحيث كانت كل عائلة تتبسم وتتندر وهي تدخل بياناتها الحاسبة الالكترونية!ولااعلم اللاب توب أم الدسك توب؟ هذه العوائل نفوها للصحراء ربما ليعيشوا ذكريات قريش وابو جهل وابو سفيان وشظف العيش وقتها وجشوبة الحياة؟؟ وقتلتْ وهنا الالم ينطفيء النور، سيوف التهجير.. عشرة اطفال؟! بسبب بُعد المراكز الصحية اذا كانت على مرآى قوافل قريش! ولانهم رفضوا فكرة حفر الآبار اخذوا ينتظرون تانكر الماء القادم كل 4 أيام من صوب الجزيرة العربية وطبعا الماء نقي بنسبة 110% ولااعلم كيف يتم توزيعه على هوية الأحوال ام بالبصمة الالكترونية ام على بطاقة التموين او بصمة العين؟ حمى الله التانكر لهم من عطل الفاصل(الكلج) والبريك ومنظومة الهواء ومضخة التفريع والماطور المصاحب!اما الكهرباء فتصلهم معلّبة!!تعليبا إلكترونيا ممنهجا وتيارها 55 فولت! تيار تجريبي .. حتى لايصاب أحدهم بالصعقة المميتة. والأمية لن تتفشى بينهم لأنهم على طريق قوافل قريش الحديثة يتحدثون الفصحى فقط.

ولإني مؤتمن على نقل هذه المآساة من اغلب جوانبها

تحركت قوى نيابية عراقية لا اسميها منعا للدعاية الانتخابية، للقول هذه إبادة للأحياء..طيب..حصلوا على توقيع 41 نائبا عراقيا؟ لماذا ليس 141أو 244 أو أكثر؟ وكتاب من رئاسة المجلس لمحافظ كربلاء بتمليك هذه الأراضي لهم مع الخدمات ولكن المحافظ لم يستجب للتوجيه ولم يوفر البديل! والسبب وجود مشاريع خدمية على أراضي التجاوز وتمليكهم يحتاج قانونا يخصصها للسكن! وقوله لا يجوز لنا منح أي مبلغ لأي شخص من المتجاوزين!!

إنطفات أنوار عوائل حي الأنوار و خبت آمالهم وأ شرقت وعود المسؤولين بإهمالهم وضحك كثيرا كثيرا صاحب كتاب غينيس لإنه أدخلهم مجانا في ملحق غير مطبوع... أما كان بالإمكان يا من تعرفون الذرة واليورانيوم واليورو والدولار والاسترليني والمارك وتعرفون الموهافي والاوباما..أن تفكروا بحل بسيط؟ توفير كرفانات مستوردة من المريخ مجلوبة بمركبة تشالنجر أو من احد مجرات الكون ..نظيفة وجميلة وتوفير خدمات ومركز صحي لهولاء الأنواريين؟ وحدائق غنّاء؟ كم سيكلفكم؟مليار دينار؟ سيموت ابو غينيس إذا كلفتكم بضعة آلاف من الدولارات لتشرق آمال الناس في أنوار انتم اطفاتم جذوتها يوميا في تسهيل إمور الناس.