يقول أهل المعرفة, أن المعجزة هي وصف لأمر, خارج نطاق القدرة البشرية الاعتيادية, أو يتحدى قوانين الطبيعة, أو هو حدث يتجاوز الحسابات العلمية المتعارف عليها, يجريه الباري عز وجل, على يد بعض أوليائه, أو بعض عباده الصالحين.
بعد انتهاء فترة رسل الباري عز وجل وأنبياءه, بخاتمهم الرسول الأكرم محمد عليه وعلى اله أفضل الصلوات, قيل أن زمن المعجزات قد أنتهى, بإستشهاد أخر أصحابها, وهو كلام مقبول, لترابط سبب حصول المعجزة مع من تحصل لأجلهم.
تحصل أحيانا حوادث لا يمكننا تفسيرها, بمعارفنا العلمية المعتادة, أو يمكن تفسيرها لكن يستغرب جدا حصولها, لعدم وجود مقدمات منطقية لحصولها, أو أن ظروف الزمان والمكان, تجعل حصولها مستحيلا.
تلك الحوادث وصفت لاحقا, بأنها كرامات, أو بشارات ربانية, تتعلق بشخصية مهمة, أو فرد عادي, أو ربما تتعلق برسالة من الباري لإعطاء فسحة أمل, لفرد أو مجموعة, أو مجتمع بكامله, ليريهم شيئا من رحمته, وبراهين عن صدق ما وعدهم به في كتبه, وعلى لسان أنبيائه وأوليائه الصالحين.
يندر إن تجد شخصا, كان لها أثر على الإسلام, كما كان للإمام الحسين عليه وعلى اله أفضل الصلوات, لعظم تضحيته وفداحتها, وأثرها الكبير في تقويم منهج الإسلام, وإعادته إلى الجادة, وما أحدثته من رد فعل تقويمي في الأمة الإسلامية, لازال ساريا حتى هذا اليوم.. وسيستمر.
عملية التربية الحسينية للأمة أستمرت, من خلال الشعائر والطقوس, التي يقيمها محبوه, من مسلمين, وما يستلهمه غيرهم من أفكار, ومن مصاديق هذه التربية, زيارة الأربعين.. هي حدث بدأ محليا طائفيا, وتطور ليصبح إقليميا إسلاميا, وصار اليوم عالميا أمميا.. كما هو الإسلام المحمدي الأصيل.
من يحاول قياس ما يحصل خلال الزيارة, من كيفية إدارتها وتنظيمها, وتقديم الخدمات فيها, من طعام وشراب ودواء, وإسكان ونقل ذهابا وإيابا, وما يحصل من تلاقح فكري واجتماعي, لمختلف الأقوام, وتخادم.. لن يستطيع مقارنتها باي مقياس منطقي متعارف عليه, فهو خارج إمكانية أي جهة وأي دولة, مجموعة غير محددة من المتطوعين والمتبرعين, لا ينظمهم ناظم ولا يجمعهم رابط محدد.. إلا فكرة.. فكرة فقط!
اعتدنا خلال سنوات سابقة, أن نشهد حصول مواقف, من قبيل شفاء مرضى ميؤوس من حالتهم طبيا, أو حصول حوادث وظواهر خارج المألوف أو المنطق العادي, وكل منا يملك عشرات القصص, عن حوادث شاهدها, أو حصلت معه هو شخصيا.
لكن ما حصل هذا العام, يفوق ما حصل خلال السنوات السابقة, بكل المقاييس.. فهل هي كرامة؟ أم بشارة؟.. أم معجزة؟
كنت مقتنعا أن زمن المعجزات قد انتهى, الآن عدت أسال نفسي, هل فعلا أن زمن المعجزات قد انتهى؟