البصريون ووقت إقليمهم المنشود

تعالت في الأونة الأخيرة؛ الأصوات المنادية بإنصاف محافظة البصرة، وإعطائها الحق بإستفتاء شعبي واسع، من أجل الحصول على أقليم، تستقل به إداريا عن حكومة بغداد المركزية، لكي تتمكن من الإستفادة من مواردها المتنوعة، من أجل النهوض بواقعها المرير .
سنوات طوال، والبصرة تنادي بإنصافها، إنصافها من تعنت المركزيين، الذين لطالما إستخفوا بحقوقها البسيطة والمشروعة، فهي تدر على الخزينة الإتحادية ب(85) % من الموازنة الكلية، ولكنها لا تعط بمثل ما تعطي، السنوات الثمان الأخيرة كانت الأسوأ، فالإدارة السابقة تجاهلت بشكل أو بآخر، النظر إلى متطلبات البصرة .
بخس حقها تعدى ووصل إلى حد، الإستخفاف بالحقوق المشروعة التي يتمناه المواطن العراقي في البصرة، السياسات الفاشلة التي أنتهجتها الحكومة السابقة، جعلت الشارع البصري يغلي مطالبا بالإنصاف لا أكثر، ولسان حالهم يقول عاملونا مثل ما يعامل إقليم كوردستان العراقي .
الدستور العراقي لا يمانع إقامة الأقاليم، النظام الحالي قائم على اللامركزية الإدارية، أي نظام ديموقراطي إتحادي، لكنه نظام شبه معطل، المركزية لا زالت قائمة إلى الآن، بسبب عدم تشريع بعض القوانين ذات الشأن .
فإلى الآن لم يطبق قانون 21 المعدل الخاص بتنظيم شؤون المحافظات، الذي يمنح صلاحيات واسعة للحكومات المحلية، وقانون العاصمة الإقتصادية الذي لم يشأ بعضهم أن يرى النور، والبترو دولار الذي أنعقدت عليه أمال المحافظ في تحقيق مشاريعه التنموية .
هذا ما برر لبعض سياسيي البصرة المطالبة بالأقلمة، لوضع حد للمشاكل التي تواجه النهوض بواقع المحافظة، فالإقليم لا يعني الإنفصال عن العراق، وإنما هو صلاحيات أوسع وأكبر، بعض التيارات والأحزاب السياسية، تمتاز بإمتلاك قاعدة شعبية عريضة، كالمجلس الأعلى الإسلامي، والتيار الصدري وحزب الدعوة الإسلامي، في الأوساط الشعبية داخل البصرة، كما وتقل شعبية الجهات المستقلة، وبهذا نستطيع ان نتكهن إن الموافقة على الإقليم، لابد أن تحظى بموافقة القوى السياسية الثلاثة .
الوقت الحالي لربما لن يتمكن البصريون، من إقامة إقليمهم، بسبب إشداد الصراع ما بين القوات المسلحة والحشد الشعبي من جهة والعصابات الإرهابية من جهة أخرى، وإفتقار العراق لدعم خزينته الإتحادية فهو يعتمد بالدرجة الأساس على النفط المنتج من حقول البصرة، وإعطاء فرصة للحكومة الإتحادية الجديدة في حل الإشكاليات التي تمنع من إعطاء صلاحيات أوسع، وأيضا هناك بعض التوجهات لإقامة إقليم يضم محافظات الوسط والجنوب .