وين سيفي ..؟؟




حين كنا أطفالا في تلك القرية النائية التي تغفو على قفا ( اليشان) ، كانت لعبنا التي كنا نقضم الوقت العاري بها تتوزع بين ( حجيوه) و ( ام احجيم) و( اعظيم اللاح) و( إصفر) و .... ( وين سيفي) !!
تتشابك الايدي ونعمل دائرة يتوسطها احدنا ونبدأ نسأله أسئلة لا نهاية لها!! ثم يهرب صاحبنا بعد ان نصل الى مالا نهاية:
وين سيفي
- كسرته
- وين كسره
- طحنته
- وين طحنه 
- عجنته
- وين عجنه
- خبزته
- وين خبزه
- اكلته
خلاله صفره بالطبك فررررررررر!!
تذكرت تلك اللعبة وانا اشاهد من على شاشة التلفاز جنرالات الجيش العراقي وهم يجلسون بذل قبالة جنرالات ! وقضاة محكمة ( نوتنبرغ) التي حاكمت قادة الرايخ الذين مرغوا انوف امراطوريات الكون ! ثم اندحروا بسبب حماقة الفوهرر واستهتاره فانتحر رومل وأذل الآخرين بسبب عنجهية ولا مسؤولية واستهتار القائد الضرورة !!
تذكرت عبود كنبر ( عبود المالكي) ذلك الضابط الذي أدى له التحية العسكرية القائد الامريكي بعد ان صمد المالكي لايام مع ثلة من جنوده الذين دافعوا عن جزيرة بوبيان في حرب الكويت ، ولم يستسلموا لقصف مدمرة ( ميزوري) التي قصفتهم لثلاثة ايام متتالية بأثقل القنابل في التاريخ !! ولما أعلموهم بالمكبرات بان الجيش العراقي قد انسحب بأمر القائد الضرورة، هتلر الثاني ، استسلموا .. لما نظر القائد الى تلك الثلة التي لم تعطي ضحية واحدة: أدى التحية الى الضابط عبود كنبر المالكي واستجدى منه قمصلته اعجابا بشجاعته ..!! 
هكذا يحاكم ابا حيدر الذي اعرفه جيدا امر مدرسة المشاة في العهد السابق والضابط الذي عرفته ساحات الوغى ..!!! 
وين سيفي ..؟؟!! 
والله لو اتجيب خالد بن الوليد لو الجنرال ( باتون) لو ( مونتغمري) في ظل هذه المهزلة التي كانت ولا زالت لما وجدنا السيف !!!!!