هل يقرأ العبادي ما نكتبه؟

انتبهت هذا الصباح إلى إنني أكثرت، نوعا ما، من مخاطبة الدكتور حيدر العبادي في أعمدتي. من الطبيعي عندما تخاطب شخصا أو تناشده برسالة أو مقال تفترض انه يقرأ تلك الرسالة. لذا كان السؤال الصباحي: هل يقرأ العبادي ما نكتبه، أم انه مثل سلفه الذي قيل لنا بانه لم يقرأ الصحف ويكتفي فقط بقصاصات ملخصة جدا لما تكتبه الصحافة تأتيه من قبل مستشاره الإعلامي علي الموسوي وكذلك من صاحبه ياسين مجيد؟
مثل هذا النوع من القصاصات اعتاد عليه كثير من الرؤساء الذين لا يقرأون إلا ما يروق لهم أو يمتدحهم في الأغلب الأعم. يتحدث العموداتي المصري سليمان جودة عن فشل حسني مبارك وتردي حكمه في سنواته الأخيرة ويقول انه لو كان منفتحا على الصحافة في أواخر أيامه لما كان قد انتهى إلى ما انتهى إليه.
كان سلف العبادي كذلك لا يرى في الصحافي الذي يعارضه غير عدو لدود أو بعثي حقود أو أفّاك حسود. ولولا انه كذلك، للأسف، لما كان العراق سيصل إلى هذه الحال المحزنة بعد ثماني سنوات، على اغلب الظن.
المهم، اني أشعر بحاجة ملحة للتأكد من ان العبادي مختلف عنه. ومع انه يعجبني جدا بقلة حديثه عن "بطولاته" وبطولات أجداده وأولاده كما كان يفعل الذين من قبله، لكني أرى ان من حقنا عليه ان نعرف كيف يفكر. وأهم من ذلك ان نعرف ماذا يقرأ.
سيادة الرئيس، إننا بصدق لا نريد لك النجاح فقط بل نسعى لإنجاحك. لذا لا نريدك ان تطل علينا كل أربعاء فنملّك كما مللنا الذين من قبلك، لكننا نحب ان نعرف منك أو من الناطق باسمك إن كنت تقرأ أو لا تقرأ الذي نكتبه. قل الحقيقة ولك الشكر مهما كان ردك. إننا لا نريد غير ان نعرف راسنا من رجلينا، كما تقول أمهاتنا.