وقفة مع خطاب المالكي في المؤتمر (16) لحزب الدعوة

يقول السيد المالكي ان ( حزب الدعوة من الأحزاب التغييرية ، ولدية نظرة شاملة للتغيير) ويهدف الى ( اصلاح الامة والفكر ) و( لم يهدف الى استلام السلطة والحكم ، والحكم عنده وسيلة لا غاية لاصلاح المجتمع ) وان ( الحزب يقدم المصلحة العامة على مصلحة الحزب والمصالح الشخصية) ، ويدعوا الى ( التداول  السلس للسلطة) .
قبل التعليق على هذه البالونات اثبت نقطة جوهرية للقارئ، ان حزب الدعوة اليوم هو ليس حزب الدعوة بالأمس وهذا لا يحتاج الى دليل فالواقع اكبر برهان.
ما دام الكلام ليس عليه ضريبة وان الكذب في هذا الزمان اصبح مباحا ولا عيب فيه عند الطبقة السياسية الحاكمة فله ولغيره الكذب والتزييف والتضليل فالضرورات تبيح المحظورات في دينهم والمجتمع في نظر هؤلاء المتدين هم همج رعاع ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح ويمكن ان تشتبك عليهم الامور وتلتبس عليهم اللوابس فالحديث عن الاعمار ونحن في نهاية الولاية الثانية للمالكي  مستمر وبقوة وكأن بغداد اصبحت كدبي والبصرة كطوكيو والناصرية كعاصمة الضباب ؟!
ان سيرا  لعشرة دقائق في شوارع بغداد والبصرة والناصرية وباقي مدن العراق يفضح كل زيف وخداع مارسه هذا الحزب على ابناء جلدتهم وباساليب رخيصة لخلق راي عام داعم للمالكي .. نقل لي احدهم ان ركب مع سائق تكسي (سايبة) في مدينة النجف الاشرف (عاصمة الثقافة الاسلامية )!! وراح هذا السائق كعادته يثني على المالكي ويذكر انجازاته الوهمية يقول هذا الصديق وانا اشاهد الخرائب والمأساة من حولي في شوارع النجف فتكلمت معه عن الواقع ودحضت كل ما يدور في رأسه من انجازات وعندما اكثرت من شواهدي على خراب العراق والقتل الذريع والفوضى العارمة والسرقات العلنية والسرية لقادة هذا الحزب وعن سرقة التخصيصات المالية لفعاليات النجف عاصمة الثقافة الاسلامية اعترف باعتراف خطير قال اقول لك ولا تقول لاحد . قلت له ( سرك بالبير ) قال نحن سواق مستأجرين يعطوننا سيارات وارباحها لنا مقابل مدح الحكومة ونذكر انجازاتها مع كل من يركب معنا ، وبين فترة واخرى تحدث هذه المعلومات لان كلامنا يصبح مستهلك ولا يقنع البعض ؟!! فتأمل كيف يصنع الرأي العام في نظر الدعوة! .
ثم اتسائل اين التغيير في سياسة هذا الحزب تجاه المجتمع فالجامعات ببركات هذا الحزب اصبحت خواء بعد ان كان الشاب الجامعي رمزا للتغيير في الدعوة على عهد الامام الشهيد باقر الصدر واليوم الشاب رمزا للميوعة ..
والشهادات تباع وتشترى وانا وغيري على اطلاع بالكثير من الدعوجية جاءتهم الشهادات الجامعية الى بيوتهم ! 
اما الحديث عن التربية فمأساة ما بعدها مأساة من مستوى التعليم الهابط والإدارات الفاسدة والمدارس المزدحمة والمدارس الطينية وهذا ايضا واقع مشاهد لا يمكن انكاره ولا يحتاج الى ادلة وبراهين.
ام التغيير في الواقع الصحي للبلاد والامراض تفتك بابناء الرافدين والحديث عن المستشفيات والعلاج حديث ذو شجون تصوروا يوجد في مدينة الصدر ومن حولها فقط مستشفيان للولادة ومدينة الصدر ومن حولها كما لا يخفى يبلغ سكانها حوالي ستة ملاين فرد اذا ضممنا بعض المناطق المحيطة بها حسب الجرد السكاني لوزارة التخطيط عام 2007، وهذه المستشفيات لا توجد فيها اقل رعاية وانا قبل ايام كنت على باب مستشفى الحبيبية ( مستشفى الزهراء ) وشاهدت المأساة بعيني من حيث التعامل اللا انساني مع النساء الحوامل وفقدان العلاج للحالات الخطرة وعدم التشخيص الصحيح والواسطات والرشاوى والاستهزاء بالناس .
وباقي مؤسسات الدولة هي أسوأ من ذلك بكثير ولا سيما المؤسسة العسكرية ذات الصفقات المشبوه والقضاء الفاسد ..
 
فاين اصلاح الفكر والامة ؟ واين النظرة الشاملة للتغيير ؟ واين تقديم المصلحة العامة على مصلحة الحزب والمصالح الشخصية ؟ 
ان غالبية الشعب العراقي هم فقراء محتاجين لابسط مقومات الحياة فلا تعليم ولا صحة ولا خدمات فقط سرقات مهولة بالمليارات ولا من محاسب ولا من رقيب  بالله عليكم هل سمعتم ان مسؤولا كبيرا سارقا تم القبض علية ومحاسبته واسترجاع الاموال العامة منه ؟ الحساب فقط على من لا ظهر له من عامة الشعب وعلى اخطاء بسيطة يطرد من وظيفته ، هل هذه هي شريعتكم يا حزب الدعوة الاسلامية ؟ ان حديثا نبويا واحدا ينسف كل هذه المغالطات والتبريرات يقول (ص) (إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) هذه هي شريعة محمد (ص) اما التستر على السرقات والمخالفات والمزورين فهذه جرائم والمتستر عليها هو مشارك في الجريمة كما هو مدون في المتون الشرعية والقانونية .
ومع كل هذا الفقر والعوز الذي يعاني منه ابناء العراق يوضع هذا الشعب في ازمة ودوامة جديدة مقصودة لارباك الشارع وتهديده ولا سيما قبيل الانتخابات حتى ينتخبوهم مرة اخرى على ما فيهم من فساد واجرام بحجة ان عدم انتخابهم سيرجع البعثية والتكفيريين وحصول حرب طائفية ....
ولا ادري هل هذه هي الاساليب الجديدة للتداول السلس للسلطة ...اكتفي بهذا الشققة .. ونسأل الله ان يمن على شعبنا الكريم بالوعي والبصيرة حتى يميز الخبيث من الطيب والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .