حادثةٌ يَذكُرها التاريخ، ودَلالتُها عَلى الحِرصْ، عَلى أموال المسلمين، في عَهدِ أبي تُراب، (عليه السلام) أنهُ أطفأ ألشمعة، عِندما كان الأمرُ خاصاً، بِحديثهِ مَعَ عَقيل بِن أبي طالب أخيه، عِندما طِلب مِنهُ إقراضَهُ مِن أموال بَيتِ ألمال، وَرَفْضَهُ كان خوفاً من ألخالق .
كثيرةٌ هي ألأمثِلة لَو أردنا إسترسالها، لتقريب الفِكرَة أو التشبيه، ليفهم المُتَلَقي فحوى القضيّة، ولكننا اليوم، نرى العجب العُجاب! مِن حُكومة لفترتين متتاليتين، نتيجتها، أوجعتنا وأقرحَت قلوبنا، من أشخاص غير جديرين، بمسك ملفات أكبر من حجمهم .
ميزانية لم يكن رئيس الوزراء نفسه مصدق حجمها، وأطلق في أحد خطاباته التي أتذكرها، وقال بالحرف ألواحد، إن لدينا ميزانية إنفجارية، ولكن هذه الميزانية! لم نرى منها سوى الوعود، لأنها يتم نهبها بالطرق الملتوية، مع السكوت المطبق، خوفا على العملية السياسية من الخراب، وكان هذا هو الرأي السائد، في كثير من الأحيان، لكن أن تصل الى حد الإفلاس! فهذا ألذي يدعك الى أن تتكلم، وبصوت عالي، وتقول أَبشع قول بحقهم، بل وسبابهم، وتنعتهم بأنعت ألوصوف، كونهم إستهانوا بالمواطن العراقي، ألذي يجهل ألكثير من أُمور إدارة الدولة .
تهريب الاموال لخارج الوطن، ووضعها في بنوك لتأمين بقية حياتهم، ليعيشوا بهناء العيش، وهي أموال العراقيين، الذين تحايلتم عليهم بشتى ألطرق، فما هو فرقكم عن هدام، عندما كان يتصرف بأموالنا حسب هواه ويهب بها لمن يشاء.
شمعه واحدة لا تساوي شيئا، ولكن أمير المؤمنين علي، أبا إلاّ أن تكون في مصالح المسلمين، وعدم إقراض أخيه، أو إعطائه من بيت المال شيئا، دليلا على أَنه عادل، ويخاف ربه كثيرا، لكن رئيس الوزراء السابق، كان عكس أمير البلاغة .
لو إحترق العراق لما حَرّكَ ساكنا، وياليتها كانت على الشموع، بل إحترقت الأرواح، وفقدنا كل شيء في فترته، ويا ليتها كانت على الأموال فقط، بل تعدتها بين أمن مفقود، وتفجيرات مستديمة، وفساد نخر الدوائر كلها، ورواتب تصرف لأسماء ليس لها وجود، وآخرها فقدان الموصل، وأجزاء كبيرة من باقي المحافظات الغربية
|