الشيرازيان وفرحة الزهراء

 

عندما يكون الخلاف بين العلماء في حدود المعقول، يقال بأن اختلاف الامة رحمة، واما إذا يصل الخلاف الى درجة الانقسام ما بين محلل ومحرم فتلك كارثة ما وراءها كارثة، وكم انقسمت الامة فيما بينها في الأعياد والممارسات والشعائر والعقائد بسبب العلماء فاختلفوا في وجوب صلاة الجمعة والتطبير والولاية التكوينية والتشريعية ووحدة الأفق وغيرها من الأمور.

وبعد عدة أيام يدخل علينا شهر ربيع الأول وفيه يوم يحتفل الشيعة او بعض الشيعة فيه بما يسمى فرحة الزهراء، وقد اطلعت على كتيب يحمل هذا الاسم وفيه من الروايات المتضاربة متنها الممزقة أركانها المجهولة سندها الكثير، ويقال بان فاطمة الزهراء عليها السلام فرحت في هذا اليوم لأنه يصادف هلاك فلان، مع ان هذا الامر لوحده يحتاج الى تحقيق، ثم قيل تفاديا للحرج لا بل هو يوم مقتل عمر بن سعد بن ابي وقاص على يد المختار الثقفي الذي تعقب قتلة الحسين حتى افناهم.

ولا أدرى كيف عرف القوم بان الزهراء تفرح لموت الافراد، وهي المتوفية قبل حوالي نصف قرن من مقتل فلان وفلان.

ويبدو باني قد ابتعدت عن صلب الموضوع كثيرا، لأني اردت ان أصف كبر الحيرة التي يبتلى بها الناس امام رؤيتين مختلفتين لعالمين كبيرين حول قضية واحدة أعنى بها قضية فرحة الزهراء، الأول هو السيد صادق الشيرازي والأخر هو الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، الأول يقول باستحباب او وجوب الاحتفال بفرحة الزهراء لوجود روايات صحيحة عن الائمة المعصومين بضرورة احياء ذلك اليوم واعتباره عيدا ويوما سعيدا، والآخر يعتبر فرحة الزهراء بدعة سيئة من البدع ولا أساس لمثل هذا اليوم ولا لمثل هكذا فرحة وانه يجب الامتناع عن الاعتقاد به فضلا عن الاحتفال وإظهار الفرحة.

اذن نحن الان امام عالمين كبيرين آيتين عظميين مسلمين شيعيين وكلاهما شيرازيان والفرق الوحيد بينهما هو ان أحدهما سيد والأخر شيخ، فالأول يقول حلال والأخر يقول حرام والأول يقول: نعم، والثاني يقول: لا

الأول يرى صحة الروايات الواردة بهذا الشأن والثاني يرى ضعف تلك الروايات وعدم صحتها، فاين يذهب الانسان العادي مع هذين الاتجاهين وماذا يفعل إزاء هذا الاختلاف؟

وقد سألني غير واحد عن الحل فقلت بعد الاتكال على الله: نحتاج الى شيرازي ثالث يرجح لنا الكفة شريطة ان يكون عالما اية عظمى أي فقيها جامعا للشرائط.

كم أتمنى ان يكون للطائفة مرجعا واحدا أعلى لكي تتوحد الفتاوى وتتوحد الكلمة.