نحن والعلاقات الانسانية الدافئة |
من خلال قراءتي للعديد من روايات فيكتور هيجو عرفت كم كان شجاعا وله مواقف ضد الظلم وغياب العدل وكثيرا ما استمع الى صوت الضعفاء والمحرومين ولعل هذا يتجسد في اجمل شخصياته الروائية الا وهي (شخصية احدب نوتردام ) الذي وقع في حب شابة جميلة وحاول التضحية بحياته من أجلها، في القراءة الاولية للرواية تصورت انه حب رجل لامرأة لكن بعد الغوص في الاحداث تبين ان الاحدب بعاهته ونكران المجتمع له وقمعهم اياه وقع في حب العلاقات الإنسانىةالدافئة المحروم منها عندما التقاها بصورة امرأة عطفت عليه ولم تسخر من عاهته ولم يكن حب رجل لامرأة ولهذا كان هدفه عندما اراد التضحية من اجلها هو ابقاء هذا الدفء الإنسانى الذي اوقد الشرارة التي اثارت ما بداخله فامتلك القوة على تغيير مجرى الأحداث وتفوق على الجميع واصبح أفضل منهم فما احوجنا اليوم الى مثل هذه العلاقات الانسانية البعيدة كل البعد عن الغاية او المصلحة بعد ان اصابها الصقيع واصبح الكثير منا بليد المشاعر جامد الاحاسيس تجاه اقرب الناس اليه وتاهت المبادىء الانسانية العذبة التي انطلقت من حضارتنا الى العالم اجمع ، واصبحنا غرباء وفي احيان كثيرة اعداء من دون وجود اسباب واقعية واضحة ، اما آن لنا ان نتعلم كيف نرجع الموازين الى وضعها الطبيعي عن طريق دفء العلاقات الانسانية ، اما آن لنا ان نعرف اننا لا نستطيع الاستغناء عن بعضنا البعض ، لماذا نبتعد عن الجار والصديق والقريب ونلهث وراء من لدينا مصلحة عنده ؟ ولماذا نتنازل عن الاسس التي بني عليها مجتمعنا من اجل فائدة مؤقتة ؟ ولماذا ولماذا ولماذا ؟؟ كثيرة هي التساؤلات المعروفة اجاباتها ولكن ،الكل يغني على ليلاه ، والريح تصفعنا حتى اذا ضاع وطننا وتهنا من بعده لا سامح الله سيدور هناك حوار بيننا ، صدك جذب ، شنو هذا اللي دا يصير بينا وشنو اسبابه !! |