أربيل: شيرزاد شيخاني اختتم ملتقى السليمانية للجغرافيا السياسية المتغيرة بالشرق الأوسط أعماله في السليمانية باستضافة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي ناقش الحضور حول رؤيته لأحداث الربيع العربي وتداعياتها على المنطقة عموما، وعلى العراق وإقليم كردستان على وجه الخصوص، مثيرا في حواره مع المشاركين بالملتقى القضايا الأهم التي تشغل المنطقة، في مقدمتها مسألة الديمقراطية التي خرجت الجماهير الشعبية في الكثير من انتفاضات الربيع العربي لتأسيسها في بلدانهم، ولكنها كما قال زيباري، «تلك الأحداث لم تسفر عن تحقيق الديمقراطية»، مؤكدا «أن الديمقراطيات تحتاج لديمقراطيين، وأنها ليست مجرد انتخابات. وقد أدى الربيع العربي إلى انعدام وجود ديمقراطية في المنطقة». وقال وزير الخارجية العراقي: «للمرة الأولى نتمكن نحن العراقيين من التحدث عن القضايا التي تؤثر علينا»، مشيرا إلى «أنه يوجد عدد قليل جدا من الفرص للحوار العام داخل البلد، وهنا في ملتقى السليمانية رأينا أننا لسنا بجزيرة لذاهذه المحادثات في غاية الأهمية».
واقترب الملتقى الذي نظمه الدكتور برهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس هيئة أمناء الجامعة الأميركية في السليمانية، من نهايته بعد أن نجحت الجامعة الأميركية بالسليمانية في إنجازه لمركز البحوث الجديد في الجامعة ومعهد الدراسات الدولية والإقليمية (IRIS).
وناقش المثقفون والصحافيون والشخصيات البارزة في المجتمع المدني والحياة العامة، مثل السير باسل ماركيسينيس من جامعة تكساس، وهنري باركي من جامعة ليهاي، وكلير سبنسر من مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية البحثية، وكريم سجادبور من مؤسسة كارنيغي، إضافة إلى مساهمة قادة من الخدمة المدنية وسياسيين، بمن في ذلك فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، وعلاء مكي وصادق الركابي، عضوا البرلمان العراقي، في الجلسات النقاشية وعلى مدار يومين متواصلين، موضوع الملتقى «الجغرافيا السياسية المتغيرة في الشرق الأوسط».
وتناولت مناقشات اليوم الأول مواضيع متنوعة لكن مترابطة أيضا، مثل تأثيرات «الربيع العربي» على العالم، والتغيرات التي طرأت على المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وسياسة العراق الخارجية والسياسة الداخلية، والمسألة الكردية، بينما تناول اليوم الثاني السياسة النفطية ودور القيادات النسائية، حيث شاركت في تلك النقاشات السياسية الكردية نرمين عثمان، والناشطة المصرية جميلة إسماعيل، اللتان تناولتا موضوع الجلسة النقاشية.
وأوجزت الجلسة النقاشية الختامية القضايا التي برزت خلال اليومين، وقدمت حلولا وأسئلة أخرى.
في ملاحظاته الختامية، صرح ماكس رودنبيك بأنه رغم الاتجاه الديمقراطي للربيع العربي، وناقش زلماي خليل زاد السفير الأميركي السابق لدى أفغانستان والعراق والأمم المتحدة، عواقب أخرى للانتفاضات الأخيرة، مسميا إياها بـ«الثنائية القطبية: النظام مقابل الفوضى». وطلبت راشيل برونسون نائب رئيس مركز الأبحاث الأميركية المؤثرة من مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، من الحضور النظر في أجوبة متعددة لأسئلة جوهرية حول الوجود الأميركي وانسحابه لاحقا من العراق، وآثار الربيع العربي على العراق.
كما اقترح السير باسيل ماركسينيس أنه لم توجد في الواقع خطوة نحو التحرير والديمقراطية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى عدم كفاية الانتخابات لتشكيل حكومة ديمقراطية سليمة. وذكر الحضور بأن القوانين يمكن أن تساعد على بناء ديمقراطيات لكنها لا تستطيع فرض السلوك الديمقراطي.
وسيكون منتدى السليمانية حدثا سنويا، وسيتم نشر أعمال المؤتمر بشكل مطبوع، وستكون متاحة بالفيديو على الإنترنت.
|