لغز في غاية الغموض والحيرة .. عندما تجد شيعة العراق لديهم كل مقومات الدولة المستقلة من ثروات وبنية تحتية وجيش وأجهزة أمنية ، والطرف الخاسر من البقاء ضمن مايسمى الشراكة السياسية ، ومع هذا يتمسكون في البقاء ضمن العراق الموحد ، و دفع أموال ضخمة يوميا من وراداتهم من نفط البصرة والعمارة ، ويتحملون الشتائم والمفخخات والقتل !
فهل يعاني الشيعة من حالة ( إستكداش سياسي ) ؟
بقاء الشيعة ضمن العراق الموحد ليس له علاقة بالمشاعر الوطنية والحرص على وحدة البلد .. لأننا نعرف ان كافة الأحزاب والساسة الشيعة ينطلقون من عقيدة سياسية طائفية لاتؤمن بالعراق الواحد ، وهم في حالة خصومة وعداء سياسي مع شركائهم الكورد والسنة ، فلماذا هذا الإصرار والتمسك بالوحدة وعدم الإنفصال ؟
هل الماسوشية الشيعية والإستلذاذ بدور الضحية والمظلومية هو السبب ؟ أم الشعور بالذنب من تحمل المسؤولية التاريخية لتقسيم العراق ؟
أم إيران تمنعهم عن الإنفصال ؟
بما ان القرار السياسي الشيعي غير مستقل وتتحكم به إيران لدرجة هي من يرشح ويوافق على تعيين أعضاء البرلمان والوزراء ورئيس الوزراء فيما يخص الشيعة .. وبما أن كافة الساسة الشيعة ينقسمون مابين عملاء وجبناء أمام السطوة الإيرانية ، فكلهم يعلم تماما ان من يدعم البعث والقاعدة ويقتل الشيعة بالتعاون مع سوريا هي إيران ، ومع هذا لم نسمع سياسيا شيعيا أدان التدخل الإيراني في العراق !
يبدو منطقيا من يمنع الشيعة عن الإنفصال هي إيران خوفامن تأثيرات تقسيم العراق على القوميات لديها وتحريضها على التمرد ومطالبتها بالإنفصال ، وكذلك لمنع النفوذ السعودي في المناطق الغربية . وعلى غرار المعارك التي تخوضها إيران حاليا في لبنان وسوريا ضد السعودية ، فالعراق يمكن أن يكون منطقة إستنزاف للسعوديين وإشغال لهم بأدوات عراقية شيعية وسنية تدفعهم الى صراعات مستمرة دون أن تخسر إيران شيئا ، بل تكسب ورقة جيدة لإضعاف العدو وللمساومة عليها في حال عقد الصفقات .
أرايتم كيف ان شيعة العراق لديهم حالة ( إستكداش سياسي ) وتفريط جنوني بثرواتهم ومستقبلهم ، ورضوخ تام للعبودية والسيطرة الإيرانية عليهم ؟!
|