مؤتمر اربيل فرصة لمراجعة المواقف

نظرة موضوعية لمؤتمر اربيل،  تجعل المراقب السياسي اكثر تفائل بالنتائج الايجابية لهذا المؤتمر رغم وجود بعض السلبيات التي تحوم بشكل طبيعي جميع المشاريع السياسية و غير السياسية . هذا اذا اعتبرنا حضور عدد من الشخصيات المطلوبة قضائيا لسلطات بغداد في هذا المؤتمر امرا سلبيا من الاساس بدل ان نعتبره ايجابا لإحتواء خيمة البلد اكبر عدد من ابنائه رغم الاختلاف و حتى العداوات السابقة . 
لفهم  هذا المؤتمر بشكل اوضح علينا اولا تبيين بعض النقاط :
اولا - يعتبر هذا المؤتمر الاول من نوعه من حيث الحضور (الاطراف و الجماعات العربية - السنية العراقية بالاضافة الى تمثيل دولي و عربي ) و المضيف ( "اربيل" عاصمة اقليم كردستان العراق) و القائمين عليه ( النجيفي - العيساوي ) فالمؤتمر سني بأمتياز،  نجاحه يصب في نجاح العراق بشكل عام و في المقابل عدم وصوله لأهدافه المعلنة سوف لن يرد سلبا على مشروع الحكومة المركزية في حربها على داعش كونها ليست الراعية لهذا المؤتمر .
ثانيا - لزوم الوصول الى اجماع سني عراقي  حول الموقف من الحكومة المركزية و القوات المسلحة الداعمة لها اولا و داعش ثانيا  و العمل لاخراج الشارع السني من تحت رحمة امراء حرب هم مع الحكومة في الصباح و مع الارهاب مساءا !
ثالثا - القتال الجاري اليوم في المحافظات العراقية هي حرب العراق بأكمله ضد الإرهاب و ليس حرب الكرد او الشيعة فقط ، لذلك يتطلب وجود جميع المكونات العراقية في اتخاذ القرار و التنفيذ ايضا . خصوصا اذا كانت الاراضي المستباحة من قبل جماعات داعش الإرهابي هي المدن و القرى ذو اغلبية سنية.
رابعا - وصول الى شبه قناعة عند القوى السنية بلزوم الاتفاق مع الحكومة المركزية و طي صفحة الماضي خصوصا مع وجود تفائل عند جميع الاطراف بامكانية نجاح مشروع الحكومة الجديدة .
و على ما يبدوا سيكون هذا المؤتمر بالاساس فرصة للاطراف السنية لمراجعة مواقفها قبال الاخر اولا و باقي المكونات العراقية ثانيا ،  لذلك يحكم العقل بعدم التهكن بالنتائج و دحض محاولات ايجاد إتفاق (  سني - سني ) لتسوية الخلافات العالقة.