صدر حديثا في اميركا واوربا بعنوان (موظفة مكتبة البصرة) للكاتبة البريطانية جانيت وينتر

صدر حديثا في اميركا واوربا بعنوان (موظفة مكتبة البصرة) للكاتبة البريطانية جانيت وينتر.

يتحدث عن مواطنة عراقية اسمها (عالية محمد باقر) صارت عنوانا للشجاعة والمواطنة ومثالا لأطفال اميركا واوربا، ونحن لانعلم عنها شيئا إلا من خلال جانيت وينتر التي ازاحت تراب التجاهل ونفضت غبار الفوضى عن انموذج عراقي يتغنى به العالم ونحن قصرنا حديثنا فقط على قصص سرقات النفط والبنوك والدوائر وعصابات السلب والنهب –على اهمية ذلك !!...

قصة عالية باختصار انها موظفة في مكتبة البصرة المركزية، وعندما لاحت نذر الحرب في آذار 2003 قامت قوات عسكرية عراقية بنصب مضادات جوية فوق مبنى المكتبة التي تضم آلاف الكتب والمخطوطات الثمينة، فطلبت عالية من المسؤولين نقل الكتب الى بيتها،لكنهم رفضوا طلبها، فقامت بمغامرة شجاعة تمثلت بنقل الكتب الى بيتها بسرية مستفيدة من ستائر المكتبة، وبمساعدة اهالي المنطقة ومنهم صاحب مطعم وخباز لايجيدان القراءة والكتابة!،وبدافع الشهامة والحفاظ على الممتلكات العامة تمكنوا من نقل 30000 (ثلاثين الف كتاب) بشكل سري الى بيتها خلال ايام قليلة، وعندما بدأت الحرب دُمرت المكتبة، لكن الكتب كانت مؤمنة في بيت هذه السيدة الاصيلة، وبعد انتهاء الحرب وهدأت الامور وأُعيد بناء المكتبة،

ارجعت الكتب الى مكانها وعينت عالية محمد باقر مديرة لها. وعلى مدى سنوات بقيت هذه القصة الرائعة بعيدة عن اهتمامات الاعلام العراقي والعربي الذي بحث عن كل مايزيد تشويه صورة العراق من دون ان يلتفت لها احد، حتى علمت بها الكاتبة البريطانية جانيت ونتر من خلال تقرير صحفي نشرته جريدة نيويورك تايمز لتجعل منها بطلة قصة صدرت بكتاب للأطفال وتحولت الى مسرحيات وافلام وقصائد، فقد وجدوا فيها درسا في الوطنية لشعوب العالم المتحضر.