هل ستستقيم عمارة يبنيها طبيب, أو عملية جراحية يُجريها عالم في الفيزياء أو الهندسة؟!..حتماً ستقع العمارة, ويموت المريض..هذا في حال إستبدلّنا تخصصات راقية, فكيف إذا كان أحدهم صاحب مهنة أو هواية هابطة ومنبوذة, لو تسلّط على مقدرات الناس؟!.. لماذا نسأل إذن عن أسباب تراجعنا, طالما في أعلى سلطة تشريعية ورقابية للبلد, يتواجد (مطيرجي) وآخر دخل المنطقة الخضراء بعنوان (حماية). لماذا هو حماية, لو كان مؤهله العلمي يسمح له بوظيفة أخرى, سيما إنّه صهر رئيس الحكومة؟!.. وتستمر المأساة؛ حسين كامل, وغيره من حثالات البلد, يتسنّمون مواقعهم بأريحية, تعكس سعادتهم الزوجية!..قد نظلم المجرم المقبور حسين كامل لو قارنّا تدرّجه, بالصعود المفاجئ لصهري السابق. فالأول جيئ به من صحراء تكريت, ووضعوا على كتفه نجمة إنشطرت وفرّخت بخصوبة, بينما حالة (المطيرجي) و (عديله) تختلف تماماَ..من أقفاص الحمام, ومشاكل سرقات أصحاب هذا الكار, إلى تحكم مباشر بشؤون الدولة!.. هذا واقع نعاصره, ولعلنا نغض الطرف عنه مجبرين. لكنّ الحقيقة تفرض علينا دراسة هذه الظاهرة بتعمّق, فكيف بعهدٍ ديمقراطي, يصل (ياسر صخيل) و (أبو رحاب) إلى قبة البرلمان, وبتفوّق على أحد رموز حزب الدعوة الإسلامية؟! إنّ المظاهر المنتشرة في كربلاء, من قبيل (هدية الإستاذ ياسر) أو (مؤسسة رحاب) أو تمليك قطع أراضي (الحواسم), تعد أسباب وصول هكذا نكرات إلى برلمان العراق, غير أنّ هذا ليس مطلوباً دراسته أو بحثه, فالفقر يجبر المواطن على إختيار (مطيرجي) أو أمي لا يعرف أبجديات السياسية..! قد يبحث ساسة العراق, أو شعبه من المهتمين؛ في أسباب النكوص المرافق للإداء السياسي, بيد أنّ هذا البحث, طالما بقيّ بعيداً عن ظاهر تواجد (مطيرجي) في البرلمان؛ فلن يأتِ بنتائج ولا يحقق إجابات. ياسر صخيل و أبو رحاب, ليسوا أشخاص؛ إنما ظاهرة لازمت العراق طيلة عقود, يمكن تسميتها بـ(متلازمة الأصهار)..إنّ هذه الحالة, تعد أحد الأسباب الرئيسية لجميع المشاكل الأمنية, الإقتصادية, السياسية, وحتى الإجتماعية, فعندما يتحكّم تافه بدولة وأمنها القومي, وسياستها الداخلية والخارجية؛ حتماً ستسقطت الموصل ويصل القتال إلى أسوار بغداد!..
|