عنبر المشخاب في فيتنام!!!

 

لأرض العراق ميزة لم تتوفر في كل بقاع العالم ففيها رفاة المعصومين والانبياءوالصالحين والتابعين والمصلحين ففي النجف يفوح عطر علي ومن كربلاء يقف التاريخ امام الحسين والعباس ليرسم لوحة اباء ووفاء وما بين جسر بغداد وكاظمها الراهب تراجيديا الصبر المعتق بالدموع فكأن جسرها نهايته السماء وكأن ابواب موسى ابواب الله المشرعة وعلى مسافة وجع كبير من بغداد تحتضن ارض العراق ضريح العسكريين وما بين القبريين والسرداب دمعة انتظار على طول الوطن لحلم وردي اسمه المهدي والى بابل حيث ابراهيم الخليل يبصر النور هناك ويجعل من النار بردآ وسلامآ وفي جنوبه المجروح يضع الله حضارته في الناصرية وميسان والبصرة ثم يزرع رجلآ في ارض واسط ليسجل موقفآ لا يمكن ان ينسى فكان سعيد بن جبير سعيدآ في الدنيا والاخرة ولعل أرض العراق لم تكن طبيعية الى درجة تنطبق عليها كل قوانين الطبيعة في الفيزياء والكيماء فهي أرض حباها الله بالقدسية وجعل منها محط أنظار العالم في كل زمان ولعل الذي أثار أنتباهي قبل أيام عندما كنت في مدينة المشخاب لزيارة أحد الاصدقاء وكانت له أرض زراعية واسعة مزروعة بشتى أنواع النباتات وبمنظر خلاب يأسر القلب وكانت قربنا بقعة ارض تهب منها رائحة الرز العنبربطريقة لا مثيل لها تجعلك تسجد لتقبل تلك الارض التي تنبعث منها رائحة الخير والطهر رغم كل محاولات البعض ان يحرق تلك الارض او يدنس طهارتها ومن الاشياء الغريبة التي حدثني عنها ذلك الصديق أن وفدآ من فيتنام جاء وأخذ من بذور عنبر المشخاب لغرض زراعتها في فيتنام وتصديرها للعالم فيما بعد وتمت الصفقة لكن المفاجأة كانت عندما تم حصاد المحصول ومقارنته بعنبر المشخاب إنطبقت عليه كل المواصفات التي يحملها الارز العراقي في المشخاب إلا شئ واحد فقط لم ينطبق فلقد فقد الأرز رائحته الزكيه التي تملأ الانف هنا في العراق ورغم ان هذه الظاهرة حيرت البعض لكنها لم تحيرني ولم أستغربها من وفاء النبات لأرض الله في هذا الكون وأعيدت التجربة مرة أخرى في بلد آخر وأيضآ فقد الارز رائحته رغم انه احتفظ بكل مواصفاته الاخرى..فيا لها من نعمة تلك التي أنعم الله بها علينا وعلى ارضنا المعطاء التي لم تبخل بعطائها لأهلها وللعالم أجمع فلقد ظلت الارض العراقية على مر الاجيال وتقادم العصور جسرآ أنسانيآ للحضارة والعطاء والرابط الاساسي للعالم مع السماء فكل الانبياء وطأت اقدامهم هذا الوطن وكل الحضارات وثورات التمدن والتحضر في العالم كان لأرض العراق وإنسان العراق فيها دور ..فهل يعي العراقيون تلك النعمة وتلك الحبوة من الله وهل يعي ساسة البلد وقادته معنى أنتمائهم لهذا الوطن ولتلك الارض المقدسة كي يحافظوا عليها من عاديات الزمن ومخاطر الاعداء وتربص المبغضين إنه مجرد تساؤل أطرحه على كل قادة البلد (من منكم يمتلك وفاء وغيرة عنبر المشخاب )؟..إذ يضحي برائحته وقيمته ولم يضحي بإنتمائه لتلك الارض ومع عطر العنبر اتمنى أن أشم عطر الوطنية من قادة البلد وساسته فالوطن جدير بأن يفي له أهله وأن يزرعوا أرواحهم على أسواره فهم يعيشون على ظهره ويحتضنهم في بطنه عند الموت