حصانة الصحفيين وحمايتهم (2) |
في الموضوع السابق الذي أشرنا إلى أن دور الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية والمواقع الإخبارية والدور الذي تتطلع عليه في كشف وتنوير الحكومة بالسلبيات التي تحدث في المؤسسات الحكومية، وما شرعت له حكومة السيد العبادي من رفع الحيف عن الصحفيين الذين اتهموا وصدرت بحقهم الكثير من التهم بحجج واهية وتخويفهم من نشر الحقائق، وهذا ما حدث عندما أغلق مكتب قناة البغدادية وتمت ملاحقة كوادره في العراق وخارجه، وإصدار أحكام ضد الزميل أنور الحمداني الذي كان يسخر برنامجه لكشف حالات التزوير وسرقة المال العام، ولكن بالنتيجة لا يصح إلا الصحيح عادت قناة البغدادية وعاد المقدم الناجح إلى مشاهديه، وهو يرفع راية الحق والإخلاص للوطن وشعبه والكثير من الصحفيين الذين شملتهم عقوبات النشر اليوم عادوا ليسخروا أقلامهم لخدمة العراق والمسيرة الديمقراطية. يتحدون من أراد أن يكسر أقلامهم أو يسخرها للفاسدين والسراق ولكن كلمة الحق لا يعلو عليها ولن تتوقف. إن السلطة الرابعة اليوم وبعد انفتاح الحكومة وتسهيل عملها، سوف تكون اليد في البدء بحملة في بناء دولة تتقبل الرأي والرأي الآخر مبتعدين عن التشهير وعدم مصداقية المعلومات، بل بالعكس هناك وثائق ومعلومات تدين كل من سرق وهرب الأموال إلى خارج العراق أو من باع ضميره خدمة لبعض المسؤولين الذين لا يهمهم العراق وشعبه. وهنا لا بد أن نشير إلى الدور المهم الذي تضطلع به نقابة الصحفيين العراقيين في عقد الندوات والدورات لتوضيح دور الصحفي والإعلامي في هذه المرحلة التي يمر بها العراق، خاصةً وأن الهجمات البربرية التي تقودها عصابات داعش التي تتقارب جرائمها مع جرائم العصابات التي تستفحل في المؤسسات الحكومية وماهو دور الصحفي والإعلامي في التصدي والوقوف بوجه من يريد الشر بالعراق إذا كان إرهابياً داعشياً أو من يسرق المال العام، وكلاهما واحد لا يفرقهما فقط إلا الشعارات والأكاذيب. إن ما كشف من الصرفيات والرواتب على ما سمي بالفضائيين في المؤسسة العسكرية وبالتأكيد هناك فضائيين في المؤسسات الحكومية، ما هو إلا دليل على أن هناك وباء كان يتفشى في الجسم العراقي، لولا دور الصحافه والإعلام في إيقاف هذا الوباء القاتل، لذا نقول لكل من يريد إصلاح ما أفسده الفاسدين أن يضع يده بيد السلطة الرابعة لكونها المنبر والشمس الساطعة التي تكشف كل من تستر أو أخفى معلومات عمن يريد الخير للعراق وشعبه. |