اصبع على الجرح حزورة عراقية لكنها ..!!!

ما جرى ويجري هذه الأيام على الساحة العراقية اشبه ما يكون بالحزورة التي تحتاج الى التأني والتأمل في مفرداتها من اجل ان نحل ما فيها من لغز وغموض .. في اسبوع واحد استوقف المتابعين للشأن العراقي والمراقبين للوضع الأمني والحراك السياسي بعض النقاط التي ترافقت وترادفت وتوافقت وتصادفت مع بعضها رغم التباين والتقاطع والتنافر والخلاف والأختلاف الذي يؤطرها . في اربيل خاصرة العراق الرخوة وعاصمة اقليم الكرد وملاذ الأخوة وثوار النخوة ينعقد مؤتمر مكافحة الأرهاب بحضور رموز الأرهاب ورعاية المدانين والمحكومين بجرائم الأرهاب . يحدث ذلك تزامنا مع دخول قوات البشمركة تارة هرولة وتارة ركضا الى قضاء سنجار المحتل من قبل عصابات داعش من دون قتال ولا اطلاق نار حتى ولا اطلاقة مسدس عيار 5 مليم حيث قيل ان عصابات داعش هربت بالجملة والمفرد وبالتقسيط المريح !!!! . بنفس الوقت تعلن وزارة الدفاع العراقية عن قيام قوات مكافحة الأرهاب والأستخبارات العسكرية بأنزال جوي في مطار تلعفر المحتل هو الآخر من قبل عصابات داعش وجاء في البيان ان ان العصابات المذكورة هربوا من المطار جملة وتفصيلا . بين هذا وذاك وخلال نفس الأسبوع المتميز جدا تشهد بغداد حالة استرخاء واستقرار امني يدعو للريبة والحذر والتوجس من قبل المواطنين حيث ازيل الكثير من السيطرات الداخلية وغاب مشهد التفجيرات الأرهابية . ترادف ذلك وتوافق وتصادف مع زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى دول الخليج العربي بما فيها دولة الأمارات العربية التي وضعت قوات الحشد الشعبي ضمن قائمة الأرهاب كما ان ذلك قد جاء بعد استقبال واشنطن لأثيل النجيفي وطارق الهاشمي وثوار المنصات للبحث في تسليح السنة
من انصار ثوار العشائر لتنفيذ ما يسمى بالحرس الوطني او تسليح السنة . اخيرا وليس اخرا استقبال اسامة النجيفي من قبل رئيس المجلس الأعلى سيد عمار الحكيم بعد عودته من مؤتمر الأرهاب في اربيل والأعلان من قبل الجانبين انهما بحثا مجمل الوضع العراقي وما تحققه القوات الأمنية العراقية وقوات البشمركة من دون اي ذكر لتضحياتا ومنجزات قوات الحشد الشعبي ولا اي اشارة لما جرى في مؤتمر سقيفة بني قاعدة في اربيل . لو جمعنا كل هذه الوقائع مع بعضها البعض ووضعنا القواسم المشتركة فيما بينها على طاولة البحث والتحليل واخترقنا قدر المستطاع حواجز الغش والتضليل واخضعناها للدراسة والتقييم لا يمكن لنا الا ان نجد ثمة ترابط وتواصل وتلاقح وتزاوج بين تلك المفردات التي اشرنا اليها ينبغي وصفه بالحزورة . فهل تجمعت تلك الأحداث وترتّبت وتناسقت وتلاحقت وانجبت ونفذّت هكذا صدفة بقدر قادر او ضربة شاطر او فكرة ماهر ام انها حزورة عراقية لكنها بصياغة امريكية بامتياز ؟؟