أنامل مُقيّدة : الانتقام السعودي من روسيا

 

ربما هو تساؤل يطرح نفسه ان كان بمقدور العربية السعودية أم لا في الانتقام من الدب الروسي على أثر الموقف الذي حصل بعد الفيتو الذي أعلنه وزير خارجية روسيا في حينها فيما يخص القضية السورية وتفاعلاتها وقد يكون اللقاء بين وزيري الخارجية السعودي والروسي على هامش اجتماعات الامم المتحدة وفي كواليس اتخاذ القرار الصارم بحق النظام السوري ودعم المعارضة السورية قد زاد الهوة بينهما كما هو الحال بين قطر وروسيا كون الدولتين العربية السعودية ودولة قطر لهما نفس الهدف قبل عدة سنوات لجهة إسقاط النظام السوري وهو ما وقفت بوجهه دولة روسيا سواء في مجلس الأمن او في الامم المتحدة حتى اضطرت الى استخدام حق الفيتو تجاه القرار الذي أعدّ ضد النظام السوري وهنا كان الموقف السعودي في حالة حرج كبير أمام المخطط الذي رسموه مع دول مثل قطر والامارات وتركيا والذي بالفعل أحبط تلك المخططات فلا يزال نظام الاسد يحكم قبضته على سوريا وقد تراجعت الكثير من القوى في مواجهة النظام السوري حتى وصل الحال اليوم الى القبول او التريث على الاقل في إزاحة نظام الاسد عن الحكم في سوريا وهو ما اصاب الطبقة الحاكمة في السعودية بالاحباط الكبير على فشل كل المخططات والتجييش الذي مورس طيلة السنوات الماضية دون نتائج وهذا ما يفسر اندفاع الحكومة السعودية الى تبني عملية هبوط أسعار النفط في السوق العالمية من خلال ارتفاع وتيرة تصدير النفط من الآبار السعودية وهو المطلب الامريكي الذي يمكن ان يجعل من الاقتصاد الروسي ضغيف جدا امام اقتصاد الدول الغربية الاخرى بسبب مشكلة اوكرانيا وما حصل فيها من تصعيد عسكري ولذلك نحن نسمع اليوم إصرار وزير النفط السعودي في تصريحه قبل يومين بأن السعودية تعمل على تخفيض انتاجها النفطي كما دعا الى ذلك وزير النفط الاماراتي وغيرها من الدول مثل ايران والعراق وهذا بكل تأكيد يدلل على ان اللعبة التي تلعبها السعودية مع الولايات المتحدة الامريكية واضحة جدا وترجع الدافع السعودي الى الانتقام من الروس على موقفهم تجاه القضية الروسية لأنهم لا يستطيعون فعل شيء معهم عسكريا او سياسيا فعمدوا الى عامل النفط وضرب الاقتصاد الروسي المتعب في الأساس.

ولو توقفنا عند تصريح السيناتور الامريكي جون ماكين عندما قال يوم امس الاحد 21/12/2014 لقناة السي أن أن الامريكية ان المملكة العربية السعودية هي المسؤولة عن انهيار الاقتصاد الروسي أكثر من مسؤولية سياسات الرئيس باراك اوباما وعلينا ان نشكر السعودية على ذلك التأثير الاقتصادي المباشر على فلادمير بوتين ، سنجد في هذا التصريح ان السعودية لعبت دورا كبيرا في انهيار اسعار النفط العالمية من اجل نزوة سياسية وحب الانتقام من روسيا وهو ما أثر فعلا على باقي دول المنطقة ومنها بلدنا العراق وهذه سياسة لا تعدوا لا تعدوا ان تكون تابعة وغير متبوعة وبدون استراتيجية اقتصادية للمنطقة ، المهم هو الانتقام من الدب الروسي ولتأكل شعوب المنطقة العلقم .