في الحادي والعشرين من كانون اﻻول الجاري أصدر الدكتور اياد عﻻوي ، نائب رئيس الجمهورية ، المسؤول عن ملف المصالحة الوطنية ، بيانا طالب فيه اﻻنتقال بالمصالحة " الى مرحلة العمل الجاد ، ضمن جداول زمنية واضحة " بعد تقدمه بمشروع واضح تضمن الخطوات وآليات تنفيذ المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية ، على ضوء اﻹتفاق مع وبين الرئاسات الثﻻث " الجمهورية والوزراء والنواب " ، اضافة الى رئاسة مجلس القضاء اﻻعلى . عﻻوي الذي تدعم الشواهد ان المصالحة الوطنية قد أخذت حيزا كبيرا في تفكيره واهتماماته لما تمثله من " اساس سليم لمجتمع متماسك وموحد " يرى ان اغفال اللحظة الراهنة للشروع في المصالحة يؤدي الى مزيد من " انزلاق العراق الى الاحتراب وتراجع مفهوم المواطنة ، وغياب الوحدة المجتمعية والسلم اﻷهلي " بالترابط مع " ما آلت اليه المنطقة من صراعات اقليمية ، وخراب ودمار وانقسام وفقر وخوف ، فضلاُ عن المتغيرات في المشهد العالمي من توترات وصراعات دولية جديدة ، وطغيان ظاهرة الارهاب الخطيرة في العالم ، وكساد السوق العالي " وإنعكاساتها على العراق ، موكدا ن " المصالحة الوطنية هي اهم الضروريات لتحقيق الاستقرار وبناء دولة المواطنة الحقة ، ورفع الغبن ومنع الخوف والعوز عن المواطنين " ، مايجعلها الخيار " الاخير لانقاذ العراق ، ولملمة الجروح ، وبناء البلاد ، وتحقيق الوحدة الوطنية والسلم المجتمعي ، وانهاء حالة القهر النفسي ، وترسيخ المواطنة وحقوقها التي نصت عليها الشرائع والقوانين " . وفقا لرؤية عﻻوي التي تضمنها البيان فان " اﻻيمان بالمساواة الكاملة ، والعدل بين المواطنين ، واشاعة ثقافة التعايش بلا تمييز بين ما يسمى اقلية واكثرية " تمثل اعمدة المصالحة الوطنية ، كما ان المواطنة الكاملة والتي هي حق من حقوق المواطن " تتبلور من خلال قوانين ضامنة لحقوق المواطن والمجتمع وشرائحه المختلفة ، وتعزيز مبدأ تحقيق تكافؤ الفرص للجميع والذي يحرم كل اساليب الهيمنة والاقصاء ، بغض النظر عن الدين والمذهب والعرق والانتماء السياسي او المناطقي " . السيد عﻻوي ، كامل بين مشروعه المقدم الى الحكومة وتاريخه السياسي العريق في تبني منهج دولة المواطنة ، الدولة المدنية المعاصرة ، على مستويي النظرية والتطبيق ، من خﻻل وضوح اﻻهداف ، ودقة المسارات ، وفعالية اﻻدوات ، وواقعية اﻻليات ، وامكانيات التطبيق . المصالحة والوحدة الوطنية ليسا هدفين ساميين حسب بل هما حاجة حيوية ايضا ترتبط بوجودنا وطنا وافرادا ، وتفرض تحديا ﻻيقف عند حسن النوايا انما يتجاوزه الى الشروع فورا في الخطوة اﻻولى لرحلة اﻻلف ميل قبل اﻻنحدار ﻻسمح الله في الهاوية
|