المنطقة الخضراء ببغداد


حسب رواية تمارا داغستاني ، وهي معارضة لنظام صدام حسين " لم تكن لدى القوات الأمريكية اية خطة لمكان التمركز في العراق ، فوضعوا خريطة بغداد على الطاولة ، وسألوني . أين سيبيتُ كل هؤلاء الألاف من الأمريكيين ؟ فحددت لهم المنطقة ، واسموها بالمنطقة الخضراء "
كان أسمها قبل الإحتلال كرّادة مريم ، وكانت تضم القصور الرئاسية ومنها القصر الجمهوري وقصر السلام . ومساحتها تتجاوز العشرة كيلومترات وتقع على نهر دجلة . وقد سورت بالسواتر الخرسانية التي يبلغ إرتفاعها 17 قدمأ ، وقد ضمت السفارة الأمريكية ومقرات الحكومة الحالية والبرلمان.
وباستثناء حوادث إرهابية إستثنائية متفرقة ، والتي حدثت اساسأ ليس من خارج المنطقة وانما من نفس البيت ( الخضراوي ) المخترق بفعل إختلال المعادلات التي اعتمدت على المحاصصة ، وتشظي ألعملية السياسية واختلاف الأجندات والمصالح. وارتباطات السياسيين بولاءات حزبية او قومية أو مذهبية أكثر من ارتباطات مصير الوطن .مما خلق نوعا من عدم الثقة المزمن بين المتحاصصين . وبشكل عام فان المنطقة الخضراء تمتعت بحالة أمنية مستقرة ، كما أنها تتمتع بوفرة هائلة من الخدمات والمزايا والإمتيازات الهائلة ، الشركات الامنية والأسواق الحديثة والوفرة في كل شيء . فسكنتها وهم من الرعيل الأول من المجتمع من مجلس الوزراء ومجلس النواب ، قد أحتلوا القصور للنظام السابق . مما يترك سؤالا حائرا . ماذا غيرنا ؟؟؟ المهم إنّ القصور هي نفس القصور ولكن التغيير في الوجوه . وبإختصار فإن سكنة المنطقة الخضراء لايختلفون عن أسلافهم من سكنة القصور الرئاسية . وباختصار فان المنطقة الخضراء منفصلة عن بقية بغداد .
اما بقية بغداد فيمكن تسميتها بالمنطقة الحمراء ، وذلك لأنها من أكثر المناطق في العالم والتي نزفت دما ، من خلال مئات الآلاف من التفجيرات التي حدثت من 2003 الى اللحظة الراهنة . كان الدفاع عن بغداد وأهاليها شكليا وغير حقيقي فهو يتم من خلال السيطرات التي خنقت المرور ببغداد . واستخدام تلك السيطرات وسائل مزيفة (السونار) واخرى قائمة على الحدس . ولكن تجار الموت كانوا ينفذون من خلال قنوات الفساد ليحرقوا العراقيين كل يوم بعشرات الإنفجارات ، الى انتحاريين ، الى العبوات الناسفة .
ومع أنّ أجهزة الكشف الحقيقية والمتطورة ممكنة الإستعمال في بغداد . ولكن القيادة السياسية رفضت إستخدامها لأسباب مجهولة ! ربما لأن الضحايا هم من المواطنين البسطاء الذين ينتمون الى المنطقة الحمراء ومادامت المنطقة الخضراء بخير ، فإنّ هذا لن يضر الحكومة اللائذة بمباهجها وأمنها النسبي في منطقة لاتنمي الى هموم بغداد .
واعتمادا على هذه المعطيات فلولا وجود المنطقة الخضراء ببغداد، لما تفشى الأرهاب بهذا الشكل المرعب ، ولما أصبحت بغداد من أخطر مدن العالم . والسبب لو أنّ كبار المسؤولين من وزراء ونواب وقادة يعيشون بين الناس لفكروا وعملوا بشكل جدي لحماية أنفسهم ومن ثمة حماية غيرهم ، وذالك من خلال العمل على محاربة الأرهاب بشكل حقيقي غير ( إعلامي ) والقضاء عليه من خلال استخدام أحدث أنواع التكنولوجيا في كشف المتفجرات .والإستفادة من خبرات عالمية حقيقية في هذا الشأن . وهي متوفرة ومبذولة
لو لم تكن المنطقة الخضراء موجودة ، لما إحتاج العراقيون الى جيش من الحمايات الوهمية والحقيقية والتي استنزفت قدراتنا المالية ، ولأستعضنا عن السيطرات الوهمية بوسائل من الكاميرات ووسائل الكشف المتطورة ولأنتهى عصر السيطرات التي تقطّع جسد بغداد الى الأبد.
إنّ وجود المنطقة الخضراء ساهم و يساهم في تكريس العنف والإرهاب ، فكيف يقبل المسؤولون عن الأمن ان يلوذوا بمناطق آمنة ويتركوا المواطن تحت رحمة خطر يومي ؟ وكيف يقبل البرلمانيون وهم ممثلو الشعب ان يكونوا في أمان وإطمئنان بينما الشعب الذي يمثلونه يصطلي بنار الإرهاب ؟
مالعمل ؟
اطلب من الشرفاء من البرلمانيين وهم قليلون جدا
واطلب من كل فئات الشعب المسحوق أن يطالبوا بإلغاء المنطقة الخضراء 
أنّ وجود المنطقة الخضراء يعني أنّ الأمان مستحيل للعراقيين
إنّ وجود المنطقة الخضراء يشكل اهانة للعراقيين جميعا .
لنعمل جميعا لالغاء المنطقة الخضراء التي جعلت من شعبنا دروعا بشرية لأمنها