تتأبطُ أرشيفَ الذاكرة .. بقلم كريم عبد الله

 

غيّرتْ دربها المعتادَ تتأبّطُ أرشيفَ الذاكرة ../ خلفها .............. تهتزُّ عرائشٌ تغازلُ سدرتهُ ../ فراحتْ تتهامسُ فوقَ جسرِ ليلهِ الممتدَّ ..........................

على فوانيسها .................. تتثآءبُ غيمةٌ كانتْ حلماً ../ كمْ أمطرتْ بالأضاحي حقولها المتخمةَ بالسنابلِ ../ وخيامها الهرمة باتتْ تنتظرُ مواسمَ نيسان ..............

ظلّلتْ نزيفَ محرقتهِ بعذريةِ الأغصانِ الشائكة ../ تقرضُ الوحشةَ وما خلّفتهُ عربات سنينٍ متساقطةٍ ../ علَّ الألوانَ الباهتة تتهدّمُ تزدرد أبخرةَ المغيب ........

تقضمُ أناملَ حماقاتٍ تضغطُ على زهورها ../ كانَ بريقُ القبلاتِ المتوارية يحملُ المكابرةِ ../ يا للمفارقةِ ............. عيونها تحملُ عطرِ الأجنحةِ

تثيرهُ ............... تجمّلُ خرائطَ الذهب الأشعثَ ../ قشعريرة المعاصم أسرّةً تحملُ بقايا الطلل ../ لكنَّ وجهها مولعٌ يتمرّى بغربةِ الوَفَر

الخيولُ المنهكة مربوطةٌ بأهدابِ غاباتها ../ دائماً تتريّثُ الخطوة الأولى تتخثّرُ ../ في هذه الليلة كانتْ قريبةً تنشرُ صحراءها

أينَ يُولدُ البنفسج وحدودها شاسعة برحيلها ../ أينَ يمضى وأثداء تواريخه يسرقها اللصوص ../ وفي الهاويةِ ترسلُ جدائلَ السفوحِ مهتاجةً .. ؟

ينحدرُ ... يــ .. نــّ ... حــ ....د رُ واقفاً على بوابةِ جرحه ../ تلاحقهُ غمغمةُ ريحٍ مبتورة الجناح ../ تحفرُ على أشرعتهِ تلعبُ على خرابِ الأمل ........

 

تقتلعُ أبجديةَ عنفوانِ الأحتلال ../ اللافتات التي ظلّت الليل مشرئبةً بأعناقها ../ نكّستها بأعماقِ تضاريسٍ تُخفي طريق العودة