مجلس محافظة كربلاء يسيء الى الشعائر الحسينية!
ثلاثة مهرجانات دينية "سنوية" تُقام في محافظة كربلاء، عند مرقدي الإمامين الحسين والعباس عليهما السلام، إثنان منها تتعلق بإحياء شعائر الحسين، وتتمثل بزيارة عاشوراء، وزيارة الأربعين، والثالثة هي الزيارة الشعبانية، في ذكرى ولادة الإمام المهدي عليه السلام.
"مجموع" أحداث تلك الزيارات الثلاث؛ في داخل محافظة كربلاء، لا تستغرق سوى إسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وفق أعلى التقديرات، ويتخللها أربعة الى ستة أيام من العطل، في تلك الأسابيع الثلاثة، والمتمثلة بأيام العطل الرسمية؛ الجمعة والسبت من كل أسبوع.
محصلة التعطيل الإجباري لمؤسسات الدولة؛ لا يتجاوز أسبوعين كحد أعلى! ولا يظن أحد أن تلك الفترة القصيرة، قد تؤثر بأي شكل من الأشكال، على واقع تلك المؤسسات، في مقابل ما سيحدثه قرار الغاء عطلة يوم السبت، من آثار سلبية!
القرار الأخير غير المدروس، الذي إتخذه مجلس محافظة كربلاء، بإلغاء عطلة يوم السبت في المحافظة، يفتقر الى الجانب العلمي، فلم يراعى فيه جانب علم النفس الاجتماعي والتربوي، حيث أن لمثل ذلك القرار، تأثير سلبي كبير في نفوس الموظفين والطلبة.
مجلس محافظة كربلاء، قام بإلقاء اللائمة على الشعائر الحسينية، في تعطيل تلك المؤسسات، ومعاقبة الموظفين والطلبة، بحرمانهم من عطلة نهاية الأسبوع! والتي يتمتع بها أقرانهم من محافظات العراق الأخرى، سيما المحافظات المجاورة لمدينة كربلاء، كالنجف وبابل، وحتى بغداد والديوانية وذي قار وواسط، والتي تتأثر بوقع تلك الزيارات!
محافظتا النجف وبابل؛ تكونان بمثابة الملحق لكربلاء، لأداء تلك الشعائر المباركة، نظرا لتشرف مدينة النجف الأشرف، بمرقد أمير المؤمنين عليه السلام، وكونها مركز لإنطلاق مواكب العزاء، لكثير من مدن الجنوب، وبابل التي تكون ممراً للزائرين القادمين من بغداد، وسائر مدن شمال كربلاء.
ذلك القرار سوف يخلّف ردة فعل سلبية، في نفوس أولئك المعاقبين من الموظفين والطلبة، مما قد يؤثر سلباً على مدى تفاعلهم، مع تلك الشعائر المقدسة، ومدى إيمانهم بها! فصدور مثل هكذا قرار من مجلس المحافظة، يعد محاربة لتلك الشعائر!
أسبوعان من التعطيل، والذي يستغله أولئك الموظفون والطلاب، في إحياء الشعائر، وتقديم الخدمة للزائرين، مع ما تمثله تلك الشعائر، من رافد ثقافي وإقتصادي للمدينة، كل ذلك يجعل من فترة التعطيل، لا تمثل شيءً في مقابل تلك المكتسبات عالية المضامين!
لعل نظرة موضوعية للنصف المملوء من الكأس، تبين لنا عكس ما ذهب اليه مجلس محافظة كربلاء، فالشعائر الحسينية مكسب كبير للمحافظة، وليست مغرماً، كما صوّره مجلس المحافظة، مع شديد الأسف! وعلى المجلس إعادة النظر بذلك القرار، والنزول قليلاً من برج البراغماتية الزائف