وسيم العاصمة واشياء اقل اهمية

قبل ان نتحدث عن "فلوسنا" التي ضاعت لابد ان نمسك اولا براس الخيط. فالامساك براس الخيط يعني بقاء العصفور حيا يرزق. لا يهم ان كان هذا العصفور سوف يشمل بـ "خطة زيباري" للتقشف. او بالادخار الاجباري ام سيكفل زرورا ويطيران معا. او ربما , لا نعلم. ان كان هذا العصفور قد اثث عشه في اعالي الشجرة بـ 23 تريلون دينار عراقي. حين نبقي راس الخيط ممسكوكا فالهدف هو عدم ضياع العصفور. لكن كم عصفور وزرزور وحمام وقطة وحوت وتمساح حاسبنا طوال السنوات الماضية؟. اظن ولا اثم في هذا الظن لا احد. اقول هذا ولدينا عدة جهات مهمتها المحاسبة والمراقبة.. البرلمان, النزاهة, المفتش العام. الرقابة المالية. الراي العام.

من جانبي اقول لكل من يؤمن بالمصالحة الوطنية وحقوق الانسان وتسليح العشائر وحصر السلاح بيد الدولة والاحتفال بتحرير الضلوعية في تكريت وقرية زخيخة "مسقط راس الدكتور طه جزاع" في قضاء هيت وجبل سنجار في الموصل من عصابات داعش ان تعدد الجهات في ظل ما نقول انه الفصل بين السلطات وفر بيئة مثالية لمافيات الفساد ان تحقق اهدافها بطريقتها الخاصة بحيث تجعل دم المال العام المنهوب يضيع بين قبائل وحمائل البرلمان والنزاهة والمفتش العام والرقابة والراي العام. النزاهة تريد معطيات. حقها طبعا. المفتيش العام يريد ادلة. حقه والحر الرياحي. البرلمان يطالب الراي العام بتوخي الحذر والدقة. هم حقه. الرقابة المالية لا تتعامل الا وفق الارقام الصماء والاكتفاء بالمطابقة بين ايفاد ارنب ومصروفات غزال.

الراي العام صارت مهمته ان "يفضح" فقط. يقول هؤلاء فاسدون. فلوسنا ضاعت. لماذا يحصل ما يحصل؟ اين اموال النازحين وكرفاناتهم.؟ اين السلاح؟ اين الماء والكهرباء والوجه الحسن؟ من يحاسب؟ الجواب عند دبش حفظه الله ورعاه. بالمناسبة,وقبل لا انسى, لم يعد داع للوجه الحسن طالما صبايا طهران معجبات بوسيم العاصمة بغداد امين عبعوب. اقترح تسميته من الان وسيم العاصمة بدلا من امينها. وعلى طاري الوسامة فان السادة المسؤولين يريدون من الشعب ان يتطلع الى وجوههم "الوسيمة" ولو على الطريقة العبعوبية لا الى ما حققوه وانجزوه او حتى "لغفوه". والوسامة لمن لا يعرفها "اشكال وارناك". منها وسامة الوجه

"عبعوب نموذجا". ووسامة الشعر الاسود المصبوغ بعناية. لايهم ان تكون هناك صلعة تلمع تشق طريقها كنهر الخر بين صفي ما تبقى من الشعر الفاحم السواد. وهناك وسامة السبح المختمة بها الاصابع يمينا وشمالا. ولان الحديث عن فلوسنا المنهوبة يحتاج الى مقدمة كمقدمة ابن خلدون ومؤخرة كمؤخرة كيم كاردشيان. وتاريخ كتاريخ الطبري وجغرافية كجغرافية الادريسي. وعقل كعقل ارسطو طاطاليس وقلب "بعده ما مدشن" فسوف اختزل الحكاية كلها بقضية تاثيث مكتبي نائبين من نواب رئيس الجمهورية الثلاثة . انظروا الى "الداوركيسة" وراح تعرفون على الفور .. اين ذهبت فلوسنا. الدكتورة ماجدة التميمي تقول ان 23 مليار دينار انفقت لتاثيث مكتبي النائبين. مكاتب النواب الثلاثة (المالكي, النجيفي, علاوي) نفت. رئاسة الجمهورية هي الاخرى نفت. التميمي اخرجت كتابا من الامانة العامة لمجلس الوزراء يؤكد ؟ اذن يوجد خيط .. لكن العصفور ضاع كالعادة. ادك على "راس الباجي قائد السبسي"؟ دك عيني دك.