كانت أحلامي خضراء تماما والاستقرار النفسي في قمته! كان القهر الذي يلفني سببه أن الآخرين لايقوون على مقارعة الظلم والاضطهاد واستسلموا الى سيف الطاغية! من هنا كنت أحرك نفسي وأنفاسي وكنت أتفاعل باسلوب لم يصدقه الكثيرون. كانت أحلامي خضراء، كنت أطير في الفضاء بمجرد أن افرش يدي على شكل جناحين فأقرر الى اين ومع من! كنت أختار الحلم الابيض من ألاسود وأتحكم أن كنت سأكمله أم سأنهيه! هكذا كنت حينها قبل عشرة سنوات. الاستقرار النفسي وصل في قمته وصار يوم غد أكيد الا ماقدر الله! كانت الحسنى والابداع وكلمات الشكر والحب تتناثر بين لحظات يومنا الزاهي بوجود أناس لايفكرون بك الا كأنسان صالح يخرج منك الطيب والخير! وإن أخطأت فالكل مستعد لكي يساعدوك على التصحيح، وهكذا استمرت الحياة! تصوروا الكل يتحدث ويتصرف بايجابية ولباقة وأدب رفيع ويتحملون مسؤولياتهم. ثلاثة من الجلسات التدريبية محاضرات في الفلسفة وعلم النفس! وجلسات حول أنماط الانسان الصعب منهم وغيرهم من الأصعب! حديث ومعرفة في تقاطع الشخصية والازدواجية والنفاق! كلها موجودة في الكل! الا انها اذا اخذت درجة أعلى ومالت باتجاه الجريمة عندها يبدأ القياس وتبدأ البرامج تتحرك صوب ذلك الشخص الذي يحتاج الى مساعدة! تصوروا ان الذي يخطأ يقولون عنه بأنه يحتاج الى مساعدة ولا غير ذلك! كما ان الأخطاء درجات والمساعدة كذلك! يمكنك أن تحل مشكلة شخص بمجرد أن تنبهه وتفتح حوار ودي! والأخطار منها جزئي ومنها كلي ومنها طبيعي ومنها له أشكال عدة! ولكن بالتأكيد فالحياة مرسومة بشكل بصحيحها وخطئها! الاعلام المرئي الذي في كل يوم يخرج علينا بسياسين يتصارعون ويختلفون وفي كل يوم يزداد الخلاف وتكبر الهوة ، ومن جانب آخر يظهر لنا شخصا بهيئة انسان شعبي ليبدأ باطلاعنا على كل السلبيات، وقناة أخرى يلوح مقدم البرنامج بحفنة من الاوراق التي تثبت فساد وقناة فضائية أخرى تظهر مجموعة من الناس يبحثون عن من يساعدهم في النظافة والكل يتهم والكل متهم! كيف يمكن لنا ان نعيش بشكل أعتيادي وصحيح وكل ذلك يدور من حولنا! فأحلامنا عبارة عن النفاذ من انفجار سيحصل غدا، أو مشكلة ستحصل مع زميل لم يقبل على رايك، أو قلق وعدم راحة من المنطقة التي تسكنها أو من منغصات اليوم الاعتيادية أو من مشاكل صحية بالتأكيد لايمكنك الخلاص منها بسبب رداءة البرنامج الصحي. إن السلاح الوحيد القطعي الذي ممكن أن يغير المعادلة هو الاعلام ! لاالنفط والتجارة ولاالسياحة الدينية ولا الفيدرالية ولاالقوات الاجنية ولاالديمقراطية التي لم تتحقق! فقط الاعلام وأهل الغيرة وأولي اللألباب من علما النفس والفلاسفة الذين يجب أن يأخذوا وقتهم من على شاشات الفضائيات اللواتي لايجلبن الا القهر والحزن لهذا الشعب الذي يعتبر نفسه سعيدا! قليلا من العلاج النفسي عبر الشاشات والاعلام المقروء والمسموع! بدلا من ذلك السب والشتم وكيل الاتهامات وسترون حينها أن العراق بخير وأن شبابنا يحتاجون الاستقرار النفسي الذي عندها تجري النفوس اليها ولاتقبل الاخطاء! رحم الله شهداء العراق اجمعين احياءا منهم والأموات ويارب بجاه أولي الجاه أن تعمم الاستقرار على أمتنا العراقية ونحن على ابواب 2015.
|