الانتخابات مدخل الديمقراطية وترسيخ للتداول السلمي للسلطة والتعددية , ذهاب المواطن لصندوق الاقتراع شعور كبير بمسؤوليته الوطنية وممارسة لحق مشروع للأدلاء بالصوت والمشاركة المباشرة في صنع القرار , وتثبيت لدور ان المواطن جزء من منظمومة الحكم الذي مصدره الشعب , دعوات المرجعيات الدينية والقوى الوطنية للحث على المشاركة في الانتخابات انطلقت من تلك الرؤية الواسعة والابعاد الكبيرة لأهمية الانتخابات , والتعويض عن ما فات من سنوات رافقها الارباك والتعثر في مفاصل كثيرة خدمية , في الاداء من قرارات ابتعدت طبقة من المسؤولين بالرجوع بها الى تطلعات المواطن , وفي ظل هذا التنافس النبيل والتسابق نحو تقديم الأكفأ والأجدر بالمسؤولية , هنالك من الايجابيات والسلبيات في الممارسات للترويج عن الانتخابات , طبيعة المجتمع العراقي وحداثة التجربة أوجد كم من الاحزاب والحركات والقوائم المختلفة , بين من يجد في نفس له القدره على تقديم الخدمة وطبقة اخرى تحاول العودة والنفوذ في السلطة , من الايجابيات تحركات المرشحين للتعريف بأنفسهم وبرامجهم ورؤاهم , وهذا ما يدفع باتجاهين ايجابين هما الحث على المشاركة الكبيرة والتعرف على المرشح وتعرف المرشح على هموم وشجون المواطن, من جانب أخر نوع اخر سلبي من المرشحين يقوم بتوزيع الهدايا والمنح والوعود التي لا يستطيع تنفيذها وافتتاح المشاريع واستغلال المال العام من اقتناص فرصة وجوده في السلطة وجمع استمارات التعيين لخداع المواطن واستغلال حاجته , الظروف الاستثنائية تدفع المواطن للمطالبة بالاسراع لأجراء الانتخابات في وقتها المحدد وهنالك اصوات وجهات تعتاش على الازمات تحاول الدفع باتجاه التأجيل في بعض المناطق وهذا ما يعطي الذريعة ايضاّ لقوى اخرى لأجل التمسك بالمنصب من افتعال الازمات وتأجيل الانتخابات في مناطق اخرى , مسؤولية الناخب بالبحث عن الأجدر الأكفأ النزيه , وقد تفاوتت القوائم فيما بينها , وبما ان مجالس المحافظات هي الخط الأكثر تماس مع حياة المواطن بصورة مباشرة ولها الارتباط الاجتماعي والخدمي والاقتصادي والأمني , لذلك كفاءة القائمة وفريقها المنسجم هي الخيار الأقرب لتشكيل فريق يستطيع ان يعمل بأتجاه واحد لا يتقاطع في طبيعة عمله وفرض ارادة سياسية او مصلحية على طبيعة تقديم الخدمة , التجارب السابقة تشير الى وجود من حصل على فرصة واستطاع ان يقدم واخر فشل فشل ذريع في التصدي الى تلك المسؤولية , وبظهور قوى شبابية جديدة طموحة تمتلك الرؤية في خدمة الوطن والمواطن ولها القدرة على الاستفادة من تجارب المخلصين والتمازج والتلاقح معها لها القدرة على الوصول لتعويض تلك الفرص الضائعة , سنوات عشرة من الممارسات الديمقراطية ولدت خزين لا بأس به لدى المواطن العراقي تحتم عليه ان يكون هو اداة التغيير وصاحب القرار في اختيار قادة للخدمة , ويكون هو الاساس في صنع القرار وجعل بناء المحافظات اساس لبناء البلاد ووحدة شعبه والتنافس فيما بينها نحو الخدمة ..