دموع التماسيح الامريكية ومأساة حلبجة

انها لمفارقة لئيمة عندما تذرف الولايات المتحدة دموع التماسيح على ضحايا حلبجة بينما هي كانت وراء حدوثها. الكل يعلم ان الغرب بقيادة امريكا جهز عميلها صدام بالأسلحة الكيماوية و الكل يعلم ان الغرب وافق على استعمالها في حلبجة وفي المقابر الجماعية في وسط و جنوب العراق. امريكا تدعي انها تحاسب من يستعمل الاسلحة المحرمة و هي اول من قتل اليابانيين بالأسلحة الذرية و اول من استعمل السلاح الكيماوي في فيتنام. المسحوق البرتقالي السام صناعة امريكية استعملته لقتل البشر و الشجر و لا زالت اثاره في فيتنام. في العراق في حربيي الخليج الاولى و الثانية و في حرب (التحرير) استعملت امريكا اسلحة فيها يورانيوم مخصب و مواد كيماوية سامة. هذا الامر ادي الى ظهور تشوهات في الاجنة و ازدياد هائل في نسبة السرطانات و خاصة في البصرة. وثقت هذه الاصابات في مؤتمرات عالمية و نشرت في مجلات علمية رصينة لصحتها. في حرب (تحرير) العراق اثبتت دراسة امريكية من جامعة جون هوبكنز الشهيرة مقتل حوالي تصف مليون عراقي مما دفع السلطات الامريكية الى تمويل دراسات اخري لتنزيل العدد الى 12000. الصلف الامريكي لا حدود له و بيان السفارة اكبر دليل على ذلك. اما عن اسناد امريكا لمنظمات حقوق الانسان في هذا المجال فهو صحيح لأنها تستخدمها لابتزاز من لا تحبهم. هذه المنظمات و على رأسها العفو الدولية البريطانية و هيومن رايتس ووش الامريكية هي منظمات تابعة للمخابرات البريطانية و الامريكية. بيانات هذه المنظمات انتقائية تغض النظر عما يقترفه الغرب و اعوانه من جرائم في الخليج من قتل و تعذيب و خاصة في السعودية بينما تركز نشاطها لتهويل القتل في سوريا. النفاق الاخلاقي الامريكي لا حدود له و بيان حلبجة ينطبق عليه القول: امريكا تقتل البريء ثم تمشي و راء جنازته.