العبادي يسير على الطريق الصحيح

 

لست من الموالين للدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، وليس هناك تقارب فكري بيني وبينه، لكنني أقف مع الحق، وهذا واجب كل انسان مهما كانت اتجاهاته الفكرية والسياسية، وإلا ماذا نفسر وقوف البعض ضد الحق؟

يسير العبادي منذ توليه رئاسة الوزراء على خطى مدروسة وصحيحة٠ هذا الرجل يحاول مع المخلصين والوطنيين الشرفاء بناء عراق مستقر، يسوده الامن والامان، بعيدا عن الانقسامات والنعرات الطائفية٠ كما يحاول في ذات الوقت اصلاح ماأفسده سلفه على كافة المستويات، رغم ان هذا الامر في غاية الصعوبة ويحتاج الى وقت كثير٠ فالسياسات الحكيمة التي ينتجها بدأت رويداً رويداً تعطي ثمارها، من جملتها بل وأهمها التقارب بين مكونات الشعب، بعدما كانت الاوضاع تسير في اتجاه معاكس نتيجة احتكار السلطة والغاء الاخرين بحجج واهية واتهامات باطلة٠ فاليوم نرى جيشا يحرر ولاينهزم أمام داعش وقادة حقيقيين لافضائيين٠ كما ونشهد تقارباً بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان، يصب دون أدنى شك في مصلحة العراق واستقرارة، ناهيك عن توقف الاعتقالات للمعارضين السياسيين والدعوة الى الحوار والتفاهم والتعاون من أجل خير البلاد والشعب٠

خطوات العبادي هذه لاتروق للبعض من داخل حزبه، لان مصالحهم الشخصية باتت مهددة بالخطر٠ هؤولاء يخشون أن تنكشف أوراقهم فيتعرضوا بذلك للمسائلة القانونية٠

كما ان الفاسدين من أشباه الكتَاب والذين بدأ عددهم يقل تدريجيا نتيجة افلاسهم، يحاولون جادين اسقاط هذا الرجل أو على الاقل التأثير عليه لينتهج سياسات سلفه، فهم يوجهون اتهامات كثيرة له، واصفين ايّاه في نفس الوقت بالانبطاحي والضعيف والمتخاذل!!! كل ذلك لان سياساته المعتدلة لاتعجبهم ولانه يمد يد الاخوة للجميع٠ هذا ليس ضعفاً منه كما يتصور هؤلاء٠ يريدونه أن يخلق الازمات مع الاخرين ويعلن الحرب على هذا وذاك، لينتهي به المطاف مثلما انتهى اليه سلفه٠

لماذا كل هذا الدفاع عن فترة حكم لم ير الشعب العراقي خيراً منها؟

لماذا كل هذا الدفاع اللااخلاقي عن رجل فشل في جميع المجالات التي لايسع مقالنا هذا سردها٠

لماذا لايعقل هؤلاء ويعودوا الى صوابهم؟

هؤلاء في الواقع أناس لايهمهم سوى أنفسهم وليحترق العراق ويذهب الى الجحيم٠ فلا العراق يهمهم ولا هذا الشعب الذي ذاق الويلات نتيجة السياسات الخاطئة والغبية لشلة احتكرت السلطة خدمة لمصالحها ومصالح أعوانها من النفعيين والانتهازيين والمتلونين، الذين ينطبق عليهم المثل العراقي الشعبي المعروف: على حس الطبل خفن يرجلية٠

المشكلة انهم يتحججون في تصريحاتهم النارية وكتاباتهم الجوفاء بالستور والسيادة الوطنية ويبدون زيفاً حرصهم على مصير البلاد والشعب٠ انهم يحاولون بث التفرقة بين الحكومة المركزية واقليم كرستان بل وبين العرب والاكراد وزرع الكراهية بين الطرفين ليشفي بذلك غليلهم ويحققوا مايصبون اليه من غايات شيطانية وسخة٠

أين كان هؤلاء في عهد الطاغية صدام ولماذا لم نسمع عنهم أو نقرأ شيئاً من ترهاتهم التي ينشروها هنا وهناك؟ هل كانوا نائمين ثم استيقضوا فجأة ليشعروا بأن الدستور في خطر وسيادة البلاد مهددة؟ أم ان الديمقراطية والحرية فتحتا لهم المجال ليكتبوا مايشاؤون دون أدنى مسؤولية ودون أية قيود أخلاقية؟ تراهم يسبون ويشتمون ويذرفون دموع التماسيح على الدستور ويتحدثون عن الاخلاق وينزعجون اذا تعرضوا للانتقاد٠

هؤلاء ينظرون الى أنفسهم النخبة التي تحرص على العراق وسيادته،لانهم يعيشون في أوهامهم التي أوجدوها لأنفسهم وباتوا يؤمنون بها٠ صُمٌ بُكمٌ عُميٌ فهم لايعقلون٠

العبادي كما أراه يدعو الى الوحدة لا التفرقة، يدعو الى العمل لاالهدم، يدعو الى محاربة الفساد والمحسوبية والمنسوبية٠

 

لقد ذكرت في مقال سابق ان الكثيرين من الكتّاب الذين ازعجهم توّلي العبادي رئاسة الوزراء هم أناس يعيشون في خارج العراق وبالتحديد في الدول الاوربية، لايهمهم ان احترق العراق وتشتت شعبه٠ هؤلاء يحنّون الى عهد ماقبل العبادي ويدافعون عنه بشدة، لانهم استفادوا منه وهاهم اليوم يتحسرون على تلك الايام٠ في قلبهم مرضا فزادهم الله مرضا٠