كردستان و الكورد

 

 

هناك نظريات وفرضيات وأساطير من سنوات بعيده تدور حول أصل الكورد إلا أنها لم تتوصل إلى رأي واضح ومحدد لصعوبة الموضوع . إن البحث عن أصل الكورد من المواضيع الشائكة إذ اختلف فيه الباحثون وربطوه بعدة شعوب قديمة . غير إن من المؤكد إن الكورد هم من السكان الأصليون لهذه المنطقة منذ ألاف السنين ، وعندما ظهر الإسلام اتصلوا بالمسلمين الأوائل ووجدوا إن الدين الإسلامي يلائم طباعهم واحتياجاتهم الروحية فامنوا به.

وقد برهن العالم الروسي (كونيك) على إن هناك عرى وثقي بين الأكراد وبقية الشعوب في أسيا الوسطى قديما، واستند بذلك إلى الصلة بين اللغة الكردية واللغة الإيرانية في بناء نظريته بان الأكراد من أصل آري كالإيرانيين، وقد شاركه في رأيه ( رينان ) و (دون ولرش ). إذ تحتوي اللغة الكردية على لهجتين أساسيتين هي الكرمانجيه التي تتحدث بها الغالبية الكردية في تركيا وبعض مناطق كردستان العراق ، والسورانية (الصورانية) والتي تسمى أحيانا ( المكرية) ويتحدث بها عدد اقل من الأولى ولكن يكثر استعمالها في الكتابة والأدب ، وهناك لهجة ثالثة هي (الزوزا) إلا إن استعمالها محدود.

و هناك اعتراضات من بعض الكتاب ومنهم كتاب كورد حول الأصل الآري للكورد، فقد أكدوا إن بعض العشائر الكردية تعود أصولها إلى قبائل عربية وان البعض من هذه العشائر ترجع نسبها إلى النبي محمد (صل الله عليه وسلم) كعشائر البرزنجية والدواية في كردستان العراق .

يقول الباحث الكردي لوقازدو: (( هناك باختصار رأيان في مسالة الأكراد.الأول يصر على إن أصلهم إيراني وإنهم نزحوا في القرن السابع قبل المسيح من منطقة ارمينه إلى رضائية ، بوهتان.والرأي الثاني يؤكد على النشوء التلقائي ويقول إن الأكراد متصلون في الأصول بالخلديين والجورجيين والأرمن من الشعوب الأسيوية وكانت لهذه الأقوام لغة خاصة ثم حلت محلها اللغة الإيرانية))

يقول محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" أن هناك طبقتان من الكورد، تسكن الأولى في منطقة كردستان منذ فجر التاريخ ويسميها "شعوب جبال زاكروس"، ويقول بأن شعوب لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري (أو حوري)، نايري، هي الأصل القديم جداً للشعب الكردي. أما الثانية فهي تعود أصولها إلى الشعوب الهندو- أوروبية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، ويطلق عليهم تسمية الميديين والكاردوخيين، وشكلا معا الأمة الكردية.

لا يوجد اتفاق حول تحديد منطقة كردستان او بلاد الأكراد في اغلب الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع ، فقد حدد بعض الكتاب الكورد امتدادها من الخليج العربي حتى البحر الأبيض المتوسط . إلا إن بعض الدراسات المحايدة تذكر إن منطقة كردستان يقع الجزء الشرقي منها في شمال غرب إيران ، والمنطقة الشمالية منها تقع في شرق وجنوب شرق تركيا وفي مال العراق مع بعض التعرجات التي تقع في سورية وفي الاتحاد السوفيتي سابقا ، وهذه المناطق كانت وما زالت موطنا للأكراد.

تعد مسالة التعداد السكاني للشعب الكردي من الأمور المهمة التي لا يزال الخلاف حولها حادا .فمن المعروف إن كل الدول التي يعيش فيها الأكراد لم بجر أية إحصائية دقيقة أو حديثة عن مجموعهم أو نسبهم ، ولهذا بقيت مسالة عدد سكان كردستان عرضه للتخمينات التي تخضع في الغالب لأهواء والميول . ففي الوقت الذي يرى البعض إن المجموع العام للسكان الكورد يصل إلى أكثر من 17 مليون نسمه نجد إن عدد آخر من الكتاب لا يزيدهم عن نصف هذا العدد.

يشكل كرد تركيا 56% من مجموع الكورد في العالم. عددهم 15,016,000 نسمة (20% من مجموع سكان تركيا). يعيش معظمهم في الجنوب الشرقي لتركيا. ويشكل الكورد أغلبية سكانية من مجموع القوميات الموجودة في 18 ولاية من الولايات الشرقية كما يتواجدون في تجمعات سكانية كبيرة في انقرة واسطنبول وازمير. ويتمركز الوجود الجغرافي للكورد في تركيا في مناطق الجنوب الشرقي المحاذية لسورية والعراق وإيران وخاصة في محافظات عقاري، فان، اغزي، بتلبس موش،ديار بكر وغيرها.

يتوزع الكورد مذهبيا في تركيا بين السنة 70% ومعظمهم شافعين وبين علويين 30% مع وجود مجموعه تقدر بعشرات ألاف من الازيديين ويتحدثون جميعهم اللغة القرمانية .

أما نسبة الأكراد في سورية لا تقل عن 8.5% من مجموع سكان سورية ولا تزيد عن 11.5% في كل التقديرات.وتمتد المناطق التي يسكنها الكورد في سورية على طول الشريط الحدودي شمالا بمحاذاة الحدود التركية – السورية وحتى الحدود السورية العراقية التركية ، وهم يشكلون أغلبية ظاهرة في تلك المناطق فضلا عن وجود تجمعات سكانية في حلب ودمشق والرقه وفي مناطق المالكية ،قبور البيض، عامودا، الدرباسية ،ديرك، عبن العرب ، كرداغ..

يشكل كرد إيران 16% من مجموع الكورد في العالم. عددهم 4,398,000 نسمة (حوالي 6% من مجموع سكان إيران). يعيش معظمهم في غرب وشمال غرب إيران. واستنادا إلى تقديرات عام 2006 فإن ما يقارب 7% من مجموع 68،688،433 من الساكنين في إيران هم من الأكراد ويقدر عددهم بحوالي 6.2 مليون نسمة. يعيش معظم الأكراد في ومحافظة کردستان محافظة کرمانشاه ومحافظة ايلام ومحافظه همدان ومحافظه لورستان ومحافظه بة ختياري.

أما كورد العراق تتفاوت الإحصائيات المتعلقة بإعدادهم بعض الدراسات تشير إلى أنهم يشكلون 15% من أكراد العالم أي ما يقارب أربعة مليون نسمة وهو يشكل 12% من سكان العراق . في حين المصادر الرسمية في إقليم كردستان تذكر نسب اعلي من ذلك قد تصل إلى 17% ويتمركزون في المنطقة الشمالية من العراق المعروفة بإقليم كردستان كأغلبية سكانية في محافظات اربيل ، سليمانية ودهوك . ويتواجدون في أعداد كبيرة في محافظة كركوك ولهم تجمعات سكانية في نينوى وديالى .