حزب الدعوة .. عن اي اصلاح تتحدثون !؟


في حوار قديم منذ ايام الطاغية البائد مع سماحة المرجع الشيخ محمد اسحق الفياض دام ظله .. روى لي ان احد افراد حزب الدعوة جاء الى السيد حسين بحر العلوم قدس سره يطلب فتوى بقتل السيد الخوئي قدس سره !! قلت له متعجبا : لماذا ؟! ..قال ﻻن السيد الخوئي رفض اعطاءهم امواﻻ ..
وقتها لم افهم القصة تماما ولكني احتجت الى خمس سنوات ﻻحقة ﻻفهمها ..
حزب الدعوة كاي تجمع يضم كل انواع الشخصيات الجيدة والرديئة وليس حمله لشعارات إسلامية وتبنيه من قبل رموز اسلامية ضمانا لعدم انحرافه او اختراقه ..فحتى اﻻسﻻم في زمن النبوة لم يسلم من هذه الحالة فضﻻ عن المراحل الﻻحقة ! تجربة حزب الدعوة كاقدم حزب إسلامي شيعي كان فيها محطات مضيئة حفلت بالنشاطات التوعوية والخيرية والعبادية قدم العراق ( وليس الحزب) خيرة ابناءه في السبعينات والثمانينات تحت يافطة هذا الحزب ..
وشهدت انتكاسات خطيرة وانشقاقات وصراعات داخلية وخارجية ﻻسيما في مرحلة (النضال) في المنفى ..اخبرني احد السياسيين اﻻيرانيين وهو معمم ان حزب الدعوة كان اﻻيرانيون يسمونه حزب (دعوة) ويقصدون به كلمة إيرانية تعني مشكلة او لغوة اي حزب اللغوة لكثرة مشاكلهم ..
ولكن تجربة هذا الحزب في السلطة قدمت نموذجا جديدا تماما .. 
حقيقة ان ابعاد هذه التجربة ﻻيفهمها الدعاة انفسهم .. تجربة السلطة اظهرت كم ان هذا الحزب متخم باﻻنتهازيين وطﻻب السلطة وتجار المواقف ..واظهرت كم ان هؤﻻء بعيدون عن فهم المجتمع وتلبية احتياجاته ..وكم هم مراؤون ﻻيجيدون غير تصفيط الكلمات وسجع المفردات ...
اظهرت كم هم مغرورون ﻻتجمعهم سوى المصالح التي ما ان تتضارب حتى يبدا بعضهم بنشر غسيل البعض كأن لم تكن بينهم مودة !!
أظهرت كم اسكرتهم السلطة حتى أنستهم ابسط مبادئهم التي كانوا يتشدقون بها ..
اليوم تتعالى أصواتهم وهم يدعون الى اعادة تقييم التجربة ..فعن اي تجربة يتحدثون ؟! 
عن تجربة الجعفري الفاشلة التي ما ان انتهت حتى باعوه وتخلوا عنه ليلتفوا حول المالكي الذي خوله المنصب السلطوي منصب امين عام حزب الدعوة ؟! 
ام عن تجربة المالكي (دولة رئيس الوزراء) الذي قام ومعه بنو حزبه يخضمون مال الله خضمة اﻻبل نبتة الربيع ؟! لدورتين متتاليتين ختمهما بسقوط اكثر من ثلث اﻻراضي العراقية؟! 
عن اي اصلاح يتحدثون !؟
وهل بقي حزب اسمه الدعوة !؟ ام مجموعة سماسرة وتجار لا تجمعهم رابطة حزبية او تنظيمية صحيحة !؟
عن اي اصلاح يتحدثون ؟! 
عن إصلاح اساليبهم الفاشلة الرديئة في السلطة والحكم 
ام إصلاح نفوسهم التي امتلأت بالسحت المغمس بدماء اﻻبرياء ؟! 
وهل يصلح العطار ما افسد الدهر ؟