أرى أملا!!.. بقلم: د. صادق السامرائي |
نظرتُ إلى مَواجعِنا العَنودِ بباصرةٍ لآتيةِ الوعودِ
وكانَ القلبُ مَحفوفا بضَيْمٍ ومُرعبةٍ وداميةِ الحُدودِ
تناهتْ كلُّ مؤلمةٍ وجاءتْ بحاديةٍ لأسبابِ السُعودِ
ألا وثبتْ بنا ودَعتْ ذَراها فخابتْ ثمّ خابتْ كالشَرودِ
تلاقتْ في مَطامِحها جُموعٌ فأذكتْ شعلةً بينَ الحُشودِ
وقالتْ قوةً ذاتُ انْطلاقٍ إلى أمدٍ بآفاقِ الوجودِ
نكونُ إذا لعاليةٍ نَظرنا وأبْصَرنا مفاتيحَ الصُعودِ
وعِشنا أمةً ترعى اعْتصاما وترْقى في مواجهةِ الرقودِ
وتمضي نحوَ واضحةٍ تجلّتْ بأجيالٍ لأجيالِ الرفودِ
فلا كذِبٌ وتزييفٌ وبُهتٌ ولا دَجلٌ بدائرةِ النُشودِ
لسانُ الضادِ جمّاعُ افْتراقٍ ومُتسعٌ لمِعطاءِ الجُهودِ
وفرقانٌ وتأريخٌ وروحٌ ومشتركٌ لبرهانِ العُهودِ
بها أممٌ وما اشْتركتْ بشيئٍ تُوحّد جُهدها برؤى القُصودِ
وأمّي أمّة جُمِعَتْ وفاضتْ ومِنْ شَبهٍ تمادتْ بالقعودِ
فكيفَ بها وقد سَئِمتْ عُلاها وأضحتْ أمة رهَنَ الصدودِ
تمرّ النائباتُ على ثراها وقد ذهبتْ وفازتْ بالصُمودِ
سَمِعْتُ حَديثها والليلُ أدْجى وكنتُ لسانَها وصدى الرعودِ
سَتحيا أمّتيْ رغُمَ احْترابٍ وتشفى من جراثيمِ النكودِ
فقد لاحتْ بآفاقِ ابْتداءٍ علائمُ بُشرها ودَعتْ لجُودِ
وأضْحتْ كلّ نائيةٍ بقربٍ ونيرانُ التلاحي للخمودِ
مَضى عامٌ وعامٌ قد أتانا فحدّثْ عن مُباركةِ النُشودِ
وساهمْ في سَعادةِ أشْقياءٍ ولا تَبخلْ بصالحةِ النُجودِ
أرى أمَلا بهِ الأشجارُ تسعى وزرقاءُ اليمامةِ من شُهودي!!
|