هدايا القتلة ...!

 

تبادل القتلة هدايا أول يوم من عام البصرة الجديد ، فقتلوا ثلاثة رجال دين عرفوا بالإعتدال والمواقف الوطنية والإنسانية ، جريمة تحمل أسئلة بكثافة الدماء الصاعدة بضجيج الإحتجاج الى سماء تحتفظ بأسماء ووجوه القتلة .

استهدفوا البصرة في مسعى آخر لجرها الى أتون حرب طائفية _ أهلية ، بعد ان فشلوا في بغداد، لماذا البصرة بعد ان استعادت الهدوء وتصاعدت وتائر العمل والسعي لإعمار المواطن والمدينة .؟

تبرير المصادر الأمنية بالمحافظ وإلقاء الجريمة على عاتق "داعش" مزحة أخرى تعبر عن فشل ذريع ، وتعمق من الإحساس بالخيبة ..! كيف ل "داعش" ان تبلغ موقف القتل والتهديد بالبصرة وهي لم تستطع ان تطرق حدود بغداد .؟ أم هي تبرئة لساحة الميليشيات التي خربت البصرة واستباحت أهلها في الأوقات السابقة، ولم تزل تهددها كلما تعرضت مصالحها ونفوذها الى المضايقة أو المساءلة القانونية ..!؟

مهما تكن هوية الفاعل فأن مسؤولية القوى الأمنية حماية المواطن بإختلاف إنتمائه الطائفي أو الديني ، وماحدث في مدينة الزبير من قتل لثلاثة شيوخ بعد خروجهم من المسجد ، تعني جريمة مع سبق الإصرار والترصد ، وفشل المؤسسة الأمنية بحمايتهم .

الصور العفوية التي ظهر بها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ضمن جولته في شوارع البصرة ومحاكاة أهلها، ومظاهر حياة تلقائية تضج بها المدينة في ظل استتباب أمني وتآخي مجتمعي ، صور أزعجت البعض وراح يبحث عن إثارة زوابع جديدة لموضوع قديم وبائس، ولأجل تعكير صفو البصرة، بوشر بالقتل الطائفي في رغبة لإطفاء حياة المزيد من الأبرياء ، وإشعال فتيل نار لاتطفأ ..!

القوى السياسية المتسلطة في البصرة هي أحزاب إسلامية، أغلبها تملك ميليشيات ومنظومات إخبارية ومعلوماتية ، وحماية المواطن تدخل في صلب مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية والدينية أيضا ً، واذا تعذر عليها توفير الأمن للمواطن البصري، تكون اشبه بجماعات لاتربطها علاقات مع المدينة وأهلها ، سوى جمع المال والإستئثار بالسلطة وابتزاز المواطنين .

اجزم بأن أهل البصرة طيبين كرماء يُرتقون فاقتهم بالصبر والحب وملاحة المعشر ومسامرت شط العرب ، ابرياء من هكذا جريمة سافلة ، إنما هي أيادي مأجورة تنفذ إجندات شيطانية إنتقامية وهي تعبث بالوطن ، وتحاول تخريب مسعى الدولة لجعل البصرة عاصمة إقتصادية للعراق