الكتابة هي نشر الحقيقة ورسالة الشعوب للحكام ومراقبة الاوضاع العمة التي من شانها الاضرار بالمجتمع او تلافي وقوعها قبل ان تتحول الى مسلسلات رعب وارهاب دولة منظم ان الافق الذي يراد تحليق الكاتب والصحفي به انما هو دوما فوق في فضاء لامتناهي لايدركه الحكام والمستبدون من خلال فضائيات وصحف ماجورة واقلام رخيصة ان التجربة التي مر بها العراق قديما وجديدا هي اما تبعية الاعلام للحاكم وتجييره بالكامل او اقصاء وتشريد الاحرار والوطنيين ويبدو ان لعبة العصا والجزرة اعجبت حكومة المالكي فبدا يشتري ذمم من كانوا قبله يبيعون لغيره واغدق المال بجيب مفتوح وعقل مغلف بالطائفية وكرسي الحكم والمجاملات والمحسوبية بعيدا عن ثوابت الحكم العادل والدولة المراد بها تاسيس نظام مدني ليس فيه النسبية او السببيه او المناطقية ان الاعلام الحر قد يخضع للضغوط الوطنية والمصالح العليا كما فعلت قناة البغدادية حين اقفلت حسينية ومضيف الدكتور عون الخشلوك وهي سابقة لم تحدث في تاريخ الحكام في العراق فضلا عن حكومة ترفع شعارات الولاية والمقدسات والمرجعية ان تداخل المصالح قد يجبر الاحرار لقبول وضع خاص في وقت معين وقد يحاول الدكتاتور تسطيح افكار البعض ويغلفها كعقله كي يمنع وصول كلمه صدق وحق لمواطن ولو بسيط والانكى ان الحلول بعقلية الظالم المستبد انما هي بضياع الحقوق من خلال الاغداق و الكرم البرمكي لوسائل الاعلام والكتاب وتجيير كل ذلك للسلطة ان الكابوس الذي يخيم بعقول اغلب الكتاب او الصحفيين انما هو كيف يحصل على لقمة عيش حلال يشتري بها ورقا وقلما ودفترا لاولاده كي يكونوا في مقامه يوما من الايام ان صراع النفس لابد ان ينتصر فيه المبدا من خلال اتخاذ المواقف الصحيحة والحكيمة بلا تردد او مساومة او انكماس او تنقب بل بمواقف حكيمه رصينة كما كانت ولا زالت قناة البغدادية هي المحامي عن العراق بكل الوانه واطيافه وعمقه.
ولكن لم يتاتى ذلك لها الابعد الترويض والتطبيع للنفس والاستيعاب للمجتمع والتعمق في الهوه او الفجوه بين الحاكم والمحكوم وبين الظالم والمظلوم بعكس الكثيرين الذين يلهثون خلف الجزرة وشعارهم الطاعة والولاء للحاكم مادام حاكما فلا بد للاعلامي ان يجد او يحدد خط سياسي واضح يتمحور معه الاعلاميون والكتاب بتقديم نظرية واضحة المعالم تجاة المستقبل الوطني للعراق والاقليمي للشرق الاوسط ورسم خارطة العراق في ظل الواقع الجديد ان الرؤية السياسية لقناة البغدادية ومايطرحه الاخ الزميل انور الحمداني انما هو يقع ضمن جزء النظرية الصحيحة ويبقى القسم الاخر وهو الطرح الاقليمي وموقع العراق بالخارطة الجدية في الشرق الاوسط المعقد ولا ننكر ان البغدادية سباقة لاتخاذ القرار الوطني المنسجم مع الواقع العملي كالمبادرة لعشاثر الجنوب والوسط وغيرها من المبادرات الكريمة والتي كان من السيد المالكي دعمها وتقويتها بدلا من الاجهاز عليها ووئدها مؤقتا كي لايفتح اذنه ويصر بان جيبه مفتوحه واذنه وجوارحه وعقله مغلقة لانه لايؤمن الا بما اعتاد على سماعه من ابواق السلطة كافاق والمسار وا المنار 2 وبعض الفضائيلت الماجورة لتلميعه وحزبه وكتلته اما الاعلام الرسالي الملتزم فهو الذي يعيش بضمير الامه ويكون معبرا عن ارادتها وامالها وافاقها ومسوؤل كاشفا نبيلا لعفوية الامه وعاكسا لرؤيتها ومهندسا لها والناطق باسمها امام كل القادة والزعامات وكل من يشذ عن الطريق ليسلك الاعوجاج وهنا فان الاعلامي والكاتب تضيق امامه الخيارات كي يواجه سلطة المال والاحزاب وكل المغريات ليعيش مشردا وهو رسول امين ام شهيدا تخلده الافلام كالنقيب شهاب التميمي ومحمد الهارون واطواربهجت رحمهم الله جميعا وكل شهداء الكلمه في العراق الوطن العربي والعالم ورحم الله الصحفية الاميركية راشيل كوري التي وقفت امام الجرافات الاسرائيلية كي تسقط شهيدة الكلمة والحرية.