السيد حيدر العبادي ... أضاع فرصة تأريخية وأعلن استسلامه للفشل من اللحظة الاولى لا ينكر الجميع ان الفرصة التي توفرت للسيد حيدر العبادي لم يحضى بها شخص آخر قبله فقد حصل على توافق الجميع و حظي بالمقبولية من لدن الجميع و ان الدور الذي كان يُؤمّل منه هو دورا مصيريا لوضع العراق على العجلة السليمة و في السكة الصحيحة لهذا كان يتحتم عليه استغلال هذه الفرصة الفريدة استغلالا مُوفقا و صحيحا و لكنه و للاسف لم يستثمر هذه الفرصة و أضاع حق العراق و العراقيين في اجتياز هذه المحن الذي تم إغراقه بها من قبل الحكومات السابقة نعم لقد فشل العبادي ابتداءا و خسر الفرصة السانحة و المثالية و أعاد السير على نفس منوال الحكومات السابقة باستثناء بعض الرتوش هنا و هناك و التي لا نتأمل منها خيرا كثيرا كنا نتأمل ... بل الواجب كان يحتم عليه ان يعرض تشكيلته الوزارية من التكنوقراط المشهود لهم بالمؤهلات و النزاهة و حسن السيرة و التاريخ السوي و الايادي النظيفة و الاخلاص من اجل العراق و العراقيين و كان بامكانه وضع لائحة من عشرين وزارة مثلا لتنهض بالقيام باعباء هذا البلد الجريح من تحت الركام و ان يُرشح لهذه اللائحة الوزارية مائة شخص على ان يكون خمسة اشخاص مرشحين لكل وزارة و الكل يعلم ان العراق مليء بالعمالقة من الرجالات الاوفياء المؤمنين بمصير بلدهم و ان يقوم بعرض قائمته على البرلمان ليختاروا من بين كل خمسة اشخاص وزيرا و لا اعتقد ان البرلمان في هذه الحالة يجد الامكانية و الجرأة و الوقاحة لرفض جميع هؤلاء و لنفترض ان البرلمان قام برفضهم فما على حيدر العبادي إلاّ التهديد بالاستقالة و هو موقف شهم و بطولي و نحتاج لارساء اساسه في هذا البلد المظلوم و نخرج من العلل البغيضة التي طغت و أفسدت و هي متمثلة بالاملاءات و النزعات الجهوية و المذهبية و الاثنية و الدينية و المناطقية و التي أوصلت العراق الى ما هو عليه و في هذه الحالة سيكون للاخرين دورا مهما و هو البقاء في البرلمان فكان بالامكان ان تجد اياد علاوي و اسامة النجيفي و هوشيار زيباري و سلمان الجميلي و غيرهم ... نجدهم اليوم في البرلمان وليس هنالك مانعا ان يكونوا رؤساءا للجان المتشكلة في البرلمان فنجد مثلا اياد علاوي رئيسا الى لجنة المصالحة الوطنية و احمد الجلبي مسؤولا للجنة المالية. و لا يفوتنا ان يكون المالكي على رأس لجنة الخطابات الرنانة الفارغة و الهذيان السخيف و الملفات الكيدية في التهديد و الوعيد ... و ان يكون الجعفري على راس وزارة الاوقاف و الشؤون اللطمية و لجنة الشفافية و الجدلية و الايمان المطلق بدرجة الرجوع الى الوراء من اجل التقدم الى الامام و الاحتفاظ بالحركات الارتدادية الصادمة و الابتعاث الرباني الخارق من اجل استتباب الروح الملائكية العابرة لآفاق الملكوت فوق سمات الخلود
|