لماذا نحن بعيدون عن الفكر الديني السليم...؟ الرئيس العبادي يحطم جدار الطائفيين...؟

نحن نؤمن أيمانا راسخاً بأن القرآن الكريم هو رسالة محمد(ص) للعالمين، هذا الأيمان لا يقبل الشك مطلقاً ، انه صالح لكل زمان ومكان باليقين . لكن هذه الصلاحية يجب ان تكون وفق مفاهيم التأويل لا التفسيرحسب ما ورد في التنزيل الحكيم (آية 7 من سورة آل عمران).
اسلام قائم على نظرية قرآنية ثابتة النص متحركة في المعنى لكي يصبح قابلا للتطور والتغييرفي ظروف العصر الحديث .؟ فهل يصح ان نبقى نلهث وراء نظريات تراثية لا تأكيد عليها بنص مكين؟.

نحن ندعو الى التخلص من نصوص واحاديث اصبحت عائقا في تقدم الامة وجعلتنا متخلفين في نظر الشعوب الأخرين،وفي مقدمتها نصوص التكفير . فلابد من تغيرات دينية جذرية لاعادة قراءة النصوص بفكر مستنير كما في نصوص الردة، والجهاد، والقضاء والقدر، وآيات الاحكام ، والكتاب المبين ، والقصص القرآنية، والزنى والرجم وقوانين الزواج والطلاق، والصلاة والصيام ، وعالم الغيب والشهادة ، واللوح المحفوظ ، والانزال والتنزيل والأمام المبين وغيرها كثير .لنتجه نحو الاتقان في العمل والقول والتقدم في التعليم.والاسنبقى وراء اخر الشعوب المتخلفة نهرول خلف خزعبلات الفقهاء ورجال الدين الذين يجب ان نخرجهم من عملية التغييرلأنتهاء زمانهم . وللتخلص من هذه الآفة القاتلة بفصل مؤسسة السياسة عن مؤسسة الدين ،لا الدين.

ان الوجود المادي،والوجود الموضوعي خارج الوعي الأنساني ، والوجود الكوني أصبح بحاجة ماسة جدا الى تأويل .هذا الوجود المتعدد نزل في القرآن تحت مقاييس الحق المطلق للوجود لحفظ حقوق الناس من ظلم الظالمين . لذا نحن بحاجة اليوم الى أظهار قيمة الجدل الداخلي بين الحقيقة المطلقة للوجود والفهم النسبي للانسان،وهنا تكمن قيمة الحقيقة المطلوبة في التطبيق.

لقد وقفت الحركة الفقهية الاسلامية منذ القرن الثاني للهجرة والى اليوم ضد كل تطور جديد ،بحجة المحافظة على مواصفات الحقبة النبوية ،وهذا من حقهم ،لكن من رؤية اخرى ان العصر يختلف كل الأختلاف عن تلك الحقبة .فتجاهلها بحجة مفهوم المتغير الاجتماعي يعتبر من وجهة نظر جدلية مقبولا في التأويل . لذا علينا ان نكون واقعيين في أكتشاف القانون الذي يحكم الظاهرة في كل مجتمع وفقا للقوانين التي تتماشى مع التطور الحضاري في التطبيق..


2
علينا اليوم وبكل جدية ان نقدم قراءة معاصرة ونظرة جديدة للاسلام تخالف ما تعارفنا عليه في القديم ،نظرة تنطلق من خصائص التوحيد بين المسلمين ،ورفض التعددية المذهبية التي ليس لها في الاسلام من اصل ونصيب.،لنتمكن من عرض وجهة نظر جديدة الى الوجود والمعرفة والتشريع في قوانين الأوامر والنواهي وآيات الحدود،آخذين بنظر الأعتبارشمولية الأسلام،التي جاءت من حنيفيتة (نظرية التطور) ومن التشابه والاختلاف في الحدود في نظرية التطبيق.وكلها تدعو الى الاخوة نافية تفرقة المذهب في الدين.

ان العمود الفقري للعقيدة الاسلامية هو قانون نظرية التطور باستمرار ،حيث تكمن عقيدة التوحيد،وقانون تغير الأشياء، لوضع منهج جديد بعيدا عن مفردات فقهاء الدين يركز على اصول التشريع القائم على البينات المادية التي ترفض التفسير الترادفي لكلمات المصحف الشريف،واعتبار ان حرية التعبير لكلا الجنسين الرجل والمرأة وحرية الأختيار في العقيدة ،هما اساس الحياة الأنسانية في الدين.

ان كل ما جاءت به كتب التفسير لا توحي ابدا بنظرية العقل والتطبيق،وان القرآن لا يعترف برجال الدين ولا بمرجعياتهم ولا يخولهم حق الفتوى على الناس.ويرفض المذاهب الاجتهادية التي انتهى زمانها بأنتهاء مخترعيها.لذا علينا ان نبحث ونعتمد في مناهج الدراسة لاجيالنا المدمرة اليوم القوانين العامة المشتركة بين جميع اللغات ووسائل الأبلاغ في المجتمع الانساني بعيدا عن تخريجات فقهاء الدين التي لا تتماشى اليوم مع نظريات التطور في التشريع.

المطلوب من كل المثقفين والكتاب المخلصين للوطن التخلي عن نظريات الهرطقة في الدين ،واتباع المنهج التاريخي العلمي ،وانكار نظرية الترادف في التفسير.وبعد الدراسة وقبول النتائج يستوجب بالضرورة تقديم تصور جديد في فهم الاسلام بعيدا عن تزمتات مرجعيات الدين التي هي اصلا تجهل مستلزمات الدين الا ما يوافق هواها وهوى السلطة الحاكمة ليبقى الشعب اسير الظالمين.
.لقد طرح الاسلام خمسة مبادىء اساسية في حكم الناس هم تخلوا عنها مقابل تاييد السلطة ومصالحهم الشخصية ، وهم يرفلون باموال المسلمين المغتصبة من بيت المال العام دون حق وضمير، وهي:
-انقاذ المستضعفين في الارض من طغيان السلطة الغاشمة،البقرة آية 13.
-وأقامة التكافل في الاسلام بين جميع المسلمين،الحشرآية 5.
-واقامة المجتمع الاخوي الذي يتساوى فيه الجميع بالحقوق حسب القدرة والاستطاعة،الحجرات آية 4.وضرب مراكز النفوذ للطغاة والمتجبرين،الزخرف31.-
3
-اضافة الى قيام حكم يستند على الشورى بين الناس بغض النظر عن المعتقد والجنس والطائفة والانتماء، النساءآية 59 - 58 .

ان تيار الاسلام السياسي الذي يحكم الوطن اليوم،أثبت أنه لا يملك رؤية سياسية مستقبلية في حكم الدولة. وان الرهط السياسي العراقي الذي يقود المسيرة منذ ثمانية سنوات تساعده الكتل النفعية الاخرى اثبت هو ومن يقف معه ، أنه ليس حزباً سياسيا يملك رؤية مستقبلة وقادته لا تعرف معنى السياسة ولا تجربة الحكم ومستقبل الوطن.

فأذا كان السيد العبادي يملك رؤية لبرنامج وطني كما صرح قبل ثلاثة شهور ،وقد يكون نواة لمشروع مستقبلي ، فما عليه الا التطبيق .وليكن التقارب الجماهيري بعيدا عن المحاصصية والطائفية المقيتة التي يقودها العبادي اليوم لهي الامل في ازالة الغيوم السوداء التي زرعها الحاكم القديم. فأعلن يا عبادي اليوم انتهاء الطائفية والمحاصصية علنا بمناسبة حلول العام الجديد وتقهقر داعش في عراق العراقيين.
اقدم يا عبادي بخطوات اخرى في مناهج الدراسة والوظيفة وحقوق المواطنين ،واطلق سراح السجناء المظلومين ،وخصص الأموال التي تتقاضاها الرئاسات الثلاث بالباطل ونوابهم ومستشاريهم واعضاء مجلس النواب الخائبين للمحرومين والمهجرين والنازحين،فهم اخوتكم في الوطن والدين.فقد ظلمتهم السلطة وباعتهم في سوق النخاسة من اجل مصالحها دون ضمير،وهم واولادهم منعمون في اموال الجماهير بالباطل ،الا قاتلهم الله وجعلهم في اسفل سافلين.
أقدم يا عبادي وشق الكفن ، املا في تخريج جيل جديد لا يؤمن باراء السابقين الذين مزقوا الوطن ودمروا المال العام وفسحوا المجال لاحتلاله من قبل الدواعش المجرمين،وقدم للمحكمة كل المقصرين،كما قدمتم رجال العهد القديم ،فالعراقيون متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق ابدا بينهم امام القانون.
.نأمل منك اكثر من هذا بكثير،وما زيارتك اليوم لمرقد الامام الأعظم في الأعظمية الباسلة لمشاركة الجماهير في احتفالاتها بالمولد النبوي الشريف الا البرهان الاكيد على مسيرة الاصلاح والوفاق الوطني بين العراقيين ،
فالى المزيد .