وهذه كناية عمن يكد ويتعب، فيحرم من الانتفاع بما كدّ من اجله، ويفيد منه غيره، وتشير الكناية الى ان( ابو كلاش) هو الفرد العراقي من عامة الناس، كان يكد ويتعب ثم يستولي ( ابو جزمه) وهو رجل السلطة العثماني على حاصل كده وتعبه، اذ يستلّه منه على شكل رسوم وضرائب واتاوات ورشى، حتى قال المله عبود الكرخي : (ايجد ابو كلاش ويعتني... وياكل ابو جزمه هني والناس من آل وبني.............. يجدّون للحبنتري) لم يختلف الحال ايها الكرخي، فمازال الناس يكدون على الحبنتري ( ابو جزمه)، بشراك بالضرائب الجديدة التي ستفرضها الحكومة، وبالبطالة المشفوعة بعذر رسمي، وبالقتال الذي سيقاتله العبادي، فهو يريد ان يقاتل داعش ( بالجكليت)، ولا ادري هل كان الرجل جادا فيما يقول، وهل سنستورد ( جكليت) هذه المرة من اميركا، احتمال ان هنالك صفقة في الطريق. هو يريد ان يقاتل بالجكليت، واعطى اوامره الى بعض الوزارات بانهاء عقود العاملين باجر يومي، نريد هذه المرة ان نضع النقاط على الحروف، تتحججون بالميزانية التشغيلية ومرتبات الموظفين، هل تدفعون شيئا من جيوبكم، ودعوني اصارحكم بامر ايها السياسيون، اذا كان هناك عالة على الوطن فهو انتم، والا كيف اقوم بانهاء عقد عامل او مهندس، يعمل في الصحراء مع الافاعي والذئاب، يدوف لقمته بشرف عمله المنتج، واقوم بتعيين احد ابناء المقربين من الوزير، علما ان العامل او المهندس قد اوشكا الاثنين على وضع منجز مهم في يد الدولة، اما البطالة فهي في الكروش المتعفنة والتي تتصدر المشهد في بغداد ولم تر حقلا ولم تعمل بمشروع انتاجي. الميزانية التي تتلاعب بها اهواء الكتل السياسية، والتي يصب اكثرها في جيوبكم، لايأخذ منها العامل او المهندس العامل فعلا، حيث يختلف عن الذي يرتدي بدلة ويجلس خلف المكتب، المهندس او العامل لايأخذ سوى 25 الف دينار يوميا، مع التغرب عن اهله ومعاناة الطريق، فكيف سولت لكم انفسكم ان تضعوا ميزان الوطن تحت اقدامكم لتتصرفوا بميزان الواسطة والكتلة، ابو جزمة يريد ان يستولي على كل شيء، وابو كلاش يقنع بقوت يومه مواطنا نزيها من الدرجة الاولى، يأكل بعرقه ولايتآمر على احد، لاعلى الوطن ولا على الساكنين فيه، ابو كلاش لم يشترك بحربكم الطائفية القذرة ولامفخخاتكم المتفق عليها لقتل الناس، كيف تختفي المفخخات بهذه السرعة، ألم يسأل احد نفسه، انها صفقات الموت ايها الشعب العراقي، وسلاح الجكليت مقصود، لم يكن الرجل سكرانا حين قالها، انه يعني مايقول، فاميركا لم تلقِ على داعش بالمساعدات بمعزل عنه، وانما برغبته ليكون بطل المرحلة المقبلة، كما كان سلفه الذي اختفى، ولم يعد احد يبحث عن اخطائه الكارثية. هكذا تحيا ايها المواطن العراقي، ضرائب واتاوات، وكانت البداية مع الكهرباء التي جاءت اوراقها بارقام فلكية، فاصبح المواطن المسكين يدفع للوطنية ثلاثة او اربعة اضعاف مايدفعه للمولدة الاهلية، وسيكون الهاتف النقال نقمة اخرى عليك ايها المسكين، اما السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية فحدث بلاحرج، سيغرقون الوطن بالديون ويغرقونك بالفقر، انها المرحلة الثانية من اللعبة، وستتبعها مراحل اخرى وتصل الى هدفك الاخير بتسليم آخر برميل نفط وينتهي كل شيء، من هنا الى ذلك اليوم لاتعترض او تتظاهر، فانت قد خلقت للطم والبكاء فقط، لن تسقط حكومة او تطرد محتلا، فقط عليك التمسك بهذا العنوان: (ايجد ابو كلاش وياكل ابو جزمهْ).
|