من السيد امريكا أم أسرائيل

     تناقلت الأخبار تصريحات لمسؤولين صهاينة تشير الى تعكر أجواء العلاقات بين أمريكا وأسرائيل في الآونة الأخيرة ،والتي كانت توصف بالعلاقات الأستراتيجية ،وقد وصلت الأمور الى ان الصحف الأسرائيلية ذكرت أن أسرائيل باتت تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية عدوا ً لها ،فهل أن خلافا ً جوهريا ً قد حصل بحيث تنقلب العلاقات الأستراتيجية الى عداء ،وهل ينسى الصهاينة كل ماقدمه لهم الأمريكان بهذه السهولة فيعتبرونهم أعداء ، أم انه خصام  الأحباب والذي يحصل لحصد مزيد من الدعم والأنجازات التي ترغب بتحقيقها الصهيونية ؟
     لقد قامت أمريكا بتدعيم أركان الدولة الصهيونية في فلسطين ،وأمدتها بالمساعدات الأقتصادية والحماية العسكرية اللازمة وتقويتها ضد أعدائها العرب رغم أن مصالح كبيرة لأمريكا في بلاد العرب ولكنها كانت تعتبر وبشكل واضح لا لبس فيه علاقاتها مع الصهاينة وأمنهم هو المقام الأول وعلى العرب شاءوا أم ابوا أن يقبلوا بهذه الحقائق وقد تقبلها الكثير من قادة العرب ،ونظر اليها الشعب على مضض ،لابل أنهم أصبحوا سماسرة للصهاينة يدفعون عنهم غائلة الدهر وبدءوا يشاركون بالمؤامرات التي تحاك بحجة حماية دولة الصهاينة في فلسطين ،والأمريكان لايزالون على عهودهم فيما يتعلق بالعرب وتمزيق دولهم الى دويلات لاتقوى على التطاول على دولة الصهاينة مستقبلا ً،وقد نفذوا كل ما رغب به الصهاينة في مسألة تدمير العراق وأعادته الى عصور قديمة من التخلف وذلك في حربين قاسيتين ليس على العراقيين فقط ولكن على الأمريكيين أيضا ً حيث أنها أطاحت بالأقتصاد الأمريكي ،وجعلت الدولة العظمى في العالم تبدو فاقدة الحكمة ، ولكن هذا لايهم في نظرالأمريكان وآل بوش بالخصوص مادام لأجل عيون الصهاينة !
الأمر الجديد :
   ان الذي استجد اليوم فجعل العلاقة الحميمة تنقلب الى عداء هو تصرفات أمريكا الأخيرة مع أيران ، فرغم رغبة الصهاينة الشديدة بضرب أمريكا لأيران وتدميرها كما فعلت أمريكا مع العراق فأن هذا لم يحصل في عهد أوباما رغم الجهد الصهيوني الذي أبتدأ خفيا ً ثم اصبح واضحا ً ومكشوفا ً للعالم في خطاب نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة والذي بدى حسب الصحف الصهيونية كرئيس يده على الزناد ، وقد كان هناك أمل يهدئ الصهاينة وهو كيل العقوبات القاسية لأيران وشعبها والوصول بها الى المأخذ الذي أخذه  الحصار في شعب العراق من قبله ،ولكنهم فوجئوا بأن الرئيس أوباما يدعو الى عدم فرض عقوبات جديدة على ايران تمهيدا ً الى تخفيفها ،وهنا ثارت ثائرة الصهاينة وبدى أن هناك من يبحث عن نوع العلاقة الأمريكية الصهيونية راغبا ً في معرفة من السيد فيها وخصوصا ً بعد التهديد المبطن الذي صدر عن الصهاينة الذين يبحثون عن مصالحهم دائما ً ولتذهب أمريكا وأقتصادها وهيبتها الى الجحيم ، ألم يفعلوها من قبل مع انكلترا التي أعطتهم وعد بلفور المشؤوم وساندتهم ضد العرب ولكنهم ما ان تشبثوا بالأرض الفلسطينية وقوى عودهم أنقلبوا على القوات البريطانية المتواجدة في فلسطين وكالوا لها الضربات !
ماذا يستطيع الصهاينة ضد أمريكا :
   لايمكن ان نتخيل ان الصهاينة سيشنوا حربا ً ضد أمريكا ولكنهم لديهم قوتهم ، حيث تفيد الأحصائيات أن  هناك 32 منظمة يهودية رئيسية تمثل أكثرمن  ستة ملايين يهودي أمريكي وتتحد هذه المنظمات في أطار ( مؤتمر المنظمات اليهودية ) وتشكل مجموعة اللوبي الصهيوني التي تعتبر من اكبر القوى الضاغطة على السياسة الأمريكية .
     ولايخفى أن للصهاينة طرقهم في محاصرة الرئيس الأمريكي  فأن فقدوا ضغط الأنتخابات كما هو حال الرئيس أوباما  الذي ستكون هذه آخر ولاية له ،فأن هناك ضغوطا ً أخرى كما حصل للرئيس بل كلينتون ،حيث دبلجت فضيحته مع مونيكا لوينسكي والتي كانت تعمل كمتدربة في البيت الأبيض وقد ثبت أن كلا ً من امها وابيها يهوديان .
    اما الرئيس نيكسون والذي فقد منصبه عام 1972م  في فضيحة تجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس لحزبه  في مبنى  ووترغيت    
    والتي سميت نسبة الى المبنى  بفضيحة ووترغيت .
 وكذلك  مقتل الرئيس جون كينيدي في ولاية تكساس عام 1963م  والذي كان قد حظي بشعبية كبيرة لدى الشعب الأمريكي فأن أشهر الروايات تقول أن الصهاينة قتلوه بعد أن أصر على تفتيش مفاعل ديمونا الأسرائيلي للتاكد من خلوه من الأسلحة النووية .
   وفي الزمن القريب فان أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي حصل فيها تفجير لبرجي التجارة العالمي في نييورك لايصدقها أغلب الشعب الأمريكي اليوم ، قد يكون تمكن الأعلام وخطب الرئيس الأمريكي بوش الأبن من كسب الكثيرين عند بدأ الحدث ولكن الحقيقة بدات تظهر شيئا ً فشيئا ً ،وأن الأمريكان أنفسهم يقولون :
       أنه لايمكن أن تختفي الطائرة التي اصطدمت بالبناية تماما ً فعلى الأقل يعثر على محركاتها ، كما أن الفتحة التي أحدثت في البيت الأبيض لم يعاقب بنتيجتها أحد ،وقد كشف الكثير من المنشقين الأمريكيين بعد ذلك علاقة الصهاينة بهذه الأحداث بأتجاه دفع أمريكا لشن الحروب التي تلت ذلك في كل من افغانستان والعراق ،خصوصا ًوأن من كان يحيط بالرئيس بوش الأبن هو لوبي صهيوني مؤثر في مركز القرار الأمريكي