في مثل هذا اليوم من كل عام( 6 كانون الثاني ) له وقع في نفسي خاص وطيلة عقود من زمن عز وفخر مضى وولى ولم تبقى منه سوى الذكريات والتي بدات تتحول يوما بعد يوم الى ظلال وضباب من الذكريات بحكم التقدم بالعمر وضعف الذاكرة وقساوة الاحداث ومرارتها ولاسيما مقارنة بتلك الفترة التي خدمت فيها كضابط بالجيش العراقي والتي ودعتها متقاعدا قبل ربع قرن من الان .. اليوم تحل من جديد وفي عام جديد ذكرى تاسيس الجيش العراقي ...وتتصارعني عواطف مختلفة ومتناقضة في نفس الوقت ...فرحة مع حزن ...امل يقابله يأس ..اعتزاز يقابله مشاعر بالذل والمهانة ..كل هذه المشاعر سنجدها تتصارع عند كل عراقي تقدم بالعمر ويعيش على الذكريات الحلوة ... واليوم لن اقف لاجترار معلومات تاريخية لمواقف وبطولات الجيش العراقي فهو جيش البطولات وغني عن التعريف ولهذا استهدف من قبل الايادي الشريرة والخبيثة الخفية واخرجوه من الساحة القتالية الوطنية والقومية .. ولكني اليوم ساقف امام مصطلحات لها علاقة بموضوعنا ..وبعيدا عن العواطف ...من هذه المصطلحات ( الجيش سور للوطن ) ...والسؤال المطروح اليوم هل جيشنا العراقي الحالي ...هل هو فعلا سور للوطن يحميه (من كل المحن ) ؟؟؟ الجواب وبكل بساطة وبصراحة مؤلمة ومحزنة ...لا يوجد في العراق جيش حقيقي ولاءه للعراق ...وانما مجاميع مسيسة ومسلحة تدين بالولاء لكتل سياسية تستقوي بها على ابناء الوطن الفقراء والمساكين ... ولهذا فتحت الحدود لكل من هب ودب شيشانيها الى افغانيها ومن خارج الحدود ومن كل دول العالم ..يقتل ويذبح بابناء شعبنا ويغتصب النساء وبدم بارد والمصيبة نحن لانعرف من هي الايادي الخفية التي من وراءهم وتحركهم والحاقدة على العراق وشعبه وتاريخه وبكل طوائفه واديانه وقومياته وبدون استثناء لاحد ... فالاعلام الذي يدعي ان العراق لديه جيش كبقية الدول المحترمة في العالم ...اجيبه واقول ...انت كذاب ومنافق ومخادع .. فقد كان يوم ما عندنا جيش واليوم للاسف لملوم هدفه الارتزاق وليس خدمة العلم ...لاننا ضيعنا العلم العراقي العربي .. قبل عام 1958 وبعدها بسنوات كان عندنا جيش حقيقي ومفخرة لكل وطني عراقي وعلم لازلنا نفخر به يرمز الى وحدتنا العراقية والى عروبة امتنا ..لانه كان جيشا عراقيا مهنيا وبعيدا عن الميول والاتجاهات السياسية ...وقد افسد الجيش وبدأ الضعف ينتشر في اوصاله حالما استغلت هذه المؤسسة وسيست من قبل الانظمة الحاكمة والاحزاب الحاكمة .. رحم الله عبد الكريم قاسم ...ويبدوا لي وعى الخطورة التي تهدد القوات المسلحة عندما تتعاطى السياسة ..وكان في كل خطبه يناشد السياسين ويقول لهم ( الجيش فوق الميول والاتجاهات ) ولكن لا احد عمل بتوجيهاته الحكيمة ...وكان امرا دبر بليل ...وهذا هو السبب الحقيقي للهزيمة والنكبة التي حلت بنا ... ولكن بعد فضيحة ونكبة 10 حزيران 2014 التي ادت الى هزيمة هياكل ومسميات لقطعات عسكرية عراقية وباعترافات القائد المهزوم والمهزوز الفريق الركن مهدي الغراوي النموذج السيء والفاشل للضابط والقائد العسكري العراقي ... والذي فضحنا وفضح كل عسكري عراقي يعتز بجيشه .. ومن على شاشة فضائية البغدادية ..وباسلوب مكرر ومستهدف يحطم اعصاب كل من يحب العراق وجيشه ... فمن يشاهد برنامج الساعة تسعة او بقية البرامج الحوارية وبعد ان كنت احترم هذه الفضائية والعاملين فيها ولكني في الاونة الاخيرة بدأت اشكك في اهدافها ونواياها ...فمقدمي هذه البرامج الاعلامية ينطبق عليهم وصف ( كلام حق يراد به باطل ) ...المهم يريد اقناع المشاهد ...بان نكبة الموصل الحزيرانية وراءها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ...والرجل يستحق كل مايقال بحقه وكما يقول العراقيين (اللي يجي من ايده ...الله يزيده ) والرجل اساء الى نفسه وعشيرته وحزبه وطائفته وحتى الى كل شعب العراق .. ولكن ان تستغل العراقية ومقدميها حقدهم على المالكي شخصيا ( لاسباب مجهولة ولا اعرفها ) الى درجة الطعن بكل الجيش العراقي ( ضباط وضباط صف وجنود ) فهذا امر مرفوض ويثير علامات حول اهداف صاحب الفضائية ومقدمي البرامج ومخرجيها ...( والعباس ابو فاضل ابو راس الحار ...اكو انه ورة الشغلة ...بس شنو ؟؟؟ما ادري ... بس متاكد ..الجماعة يكون على اعدام المالكي ...والله واعلم ) ويجوز السبب ( لعنة القلم سلاية ذهب ومن ماركة باركر 51 ) وايضا الله واعلم ...فتشوا عن الايادي الخفية ...يرحمكم الله .. عندما كان نوري المالكي في الحكم لم امدحه يوما وانما كنت دائما انتقده بسبب سياسته العرجاء ولكن ليس بدوافع شخصية ...وحتى يومنا هذا اقول واؤكد ان هذا الرجل دمر العراق ومزق شعبه ويجب ان يحاسب وينال ما يستحق بسبب اخطاءه وغباءه وفشله الذريع ...ولكن ما دفعني للاشارة اليه هو الاسلوب التخريبي والتدميري والتسقيطي الذي تتبعه فضائية البغدادية في الاونة الاخيرة وبعيدا عن الموضوعية الاعلامية العلمية ...والذي يسبب بانهيار اعصاب كل عراقي ويفقده الثقة بقواته المسلحة وباسلوب اصبح مفضوح بحجة المطالبة بالاصلاح ونفخ العبادي الى درجة سينفجر بالنهاية ... والرجاء انتبهوا الى اسلوبها التي تجاوز كل الحدود مع من تقابلهم .. بحيث اصبحت تزرع ( في نفس المشاهد والاسلوب الاستعلائي مع المحاور ) اليأس والاحباط في المؤسسة العسكرية ...وهذا الاسلوب مرفوض وطنيا فالجيش والقوات المسلحة ليست ملك لحزب او قومية معينة او طائفة مذهبية خاصة ...وانما الجيش ملك لكل الشعب العراقي بكل مكوناته وطوائفه ..وهذا الاسلوب وانا لست خبيرا بالاعلام وانما اصف مشاعري كمواطن عراقي ...اشعر به اسلوب تهديمي وليس بناء ...وبامكان ذوي الاختصاص الحكم على الاسلوب افضل مني .. وهنا لابد لي ان اشير وليس دفاعا عن المالكي او غيره ...الم تنتبهوا الى الفضائية وهي تتجاهل وجود ودور الضابط الاعلى والمسؤول المباشر عن كل الجيش العراقي وكما معمول به في كل دول العالم وهو شخص رئيس اركان الجيش بحكم الرتبة والخبرة والمنصب ...سؤالي ..لماذا هذا التركيز المقيت والممل والمتعمد ضد شخص نوري المالكي وهو رجل مدني وامي بالقضايا العسكرية ولم يتطرقوا جماعة القناة بحرف واحد الى رئيس اركان الجيش المسؤول المباشر عن الجيش كله ؟؟؟ ام لكونه كرديا ولا يجوز التقرب منه ؟؟؟ اما كان خاروعة خضرة ؟؟؟ وهنا وحسب قناعاتي الشخصية وبسبب مراقبتي لما يجري بالعراق ومنذ بدأ العدوان على العراق وحتى يومنا هذا ..وكما يقول العراقيون ( ماكو طير يطير بالظلمة ) فهل نهج مالك فضائية البغدادية ومقدمي برامجها ...فعلا حريصين على العراق وشعبه ...ام المهم تدميره بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وبشكل مبرمج ..وهل تركيزهم على المالكي وترك الشهرستاني وبابكر الزيباري وكل الحرامية والعملاء ....صدفه او مقصودة؟؟الا لعنة الله على الايادي الخفية التي تحرك الاحجار على رقعة الشطرنج ومن وراء الستار ...وباسلوب ..حق يراد به باطل ... المصطلح الثاني الذي اود التطرق اليه بمناسبة عيد الجيش الثالث والتسعين وهو ( شرف خدمة العلم ) .. ومنذ ان فتحت عيوني كان هذا المصطلح يتداوله العراقيين بفخر واعتزاز ...حتى الامهات كن يتباهين ..عندما يصل عمر الولد الى سن السوق لخدمة العلم ويحين يوم السوق الوطني كما كانو يسمونه ..وان انسى فلن انسى كيف كانت مناطق ومحلات بغداد القيمة تحتفل وهي تسوق ابناءها على شكل مجموعات صغيرة لاتتجاوز عدد اصابع اليد الى مراكز التسويق وبالوسيقى الشعبية ...البعض منهم فرح وبعضهم خائف وقلق من خطوة لم يسبق له تجربتها .. وان انسى فلن انسى كيف كان الجندي يتباهى بقيافته العسكرية ذات اللون الخاكي وفوق راسه ( الخوذة الفلينية الانكليزية ) التي تقيه حر الصيف ...وبنطاله القصير ( الفضفاض ) والبسطال الجلدي الثقيل والذي لايقل وزنه عن 5كغم ... ولفاف الساق الخاص والمتميز ...وفوقه ( الكيتر ) الابيض ...هذه كانت صورة الجندي العراقي البطل والتي طبعت في ذاكرتي ولن انساها ... والصورة الثانية هي صورة الجندي بقيافته التي وصفتها اعلاه وهو يرفع علم وطني الحبيب ..علم العراق بالوانه الزاهية ...على سارية العلم ...وهو ينظر شامخا الى الاعلى ...وبجواره يقف نافخ البوق ..وعو ينفخ لحن تحية العلم ...ذكريات اعتز بها ولن انساها ... اليوم وانا اشاهد الكثير من المقاتلين وكل منهم يحمل اعلام ملونة اصفر واحمر وكل الالوان وكلها مختلفة عن الاخر ...ولحد الان لم يتوصل المحاصصون في البرلمان العراقي الى سن قانون لعلم العراق الموحد...وفي اقليم كردستان لايعترفون بالعلم العراقي ...وان رفعوه فللمجاملة وكسر العين ...اي بكلمات مختصرة ...العراق فقد علمه ورمزه الوطني منذ سقوط العهد الملكي وتغيير العلم ...منذ تلك اللحظة فقدنا رمز استقلالنا ورمز وحدتنا العراقية ...واليوم وبعد اكثر من خمسين سنة ...يغمرني شعور شخصي ان الايادي الخفية والتي تخطط الى تدمير العراق وشعبه ...استهدفت العلم العراقي ولازالت تستهدفه ...والا ما الغاية من كثرة الاعلام ؟؟ الا تتفقون معي ان الغاية هي تمزيق اللحمة الوطنية التي يرمز لها العلم وبالتالي خدمة العلم ..ووحدة الامة العربية ...اي حق يراد به باطل ... خدمة العلم أوالخدمة العسكرية أوالتجنيد الاجباري هي فرض وواجب وطني وشريف لكل عراقي وعراقية .... ولكن تحت اي علم نتوحد وندافع عن وطن منكوب ومنهوب ونحن بلا علم معترف به قانونا ؟؟؟ وهل نبقى نضحك على انفسنا ونحن نحتفل بعيد الجيش ونضع الاكاليل تحت اقدام نصب ملايين الجنود العراقيين الذين ضحوا باغلى مايملكون ..بارواحهم العزيزة دفاعا عن الوطن ...وليس لدينا علم نقاتل تحته وتحترمه بصدق وعفوية كل مكونات الشعب العراقي ؟؟ وليس لدينا قانون ينظم خدمة العلم ؟؟؟ واعلام الايادي الخفية الخسيسة تدمر عقولنا وتميت عواطفنا تجاه الجيش العراقي ...؟؟؟ وكما يقول ويعرف كل العراقيون هذه الفضائيات التي تبث من خارج الحدود ليست صافية النية كما يدعون بما فيها الدينية وكما ثبت لي شخصيا تريد ( ان تزيد الغركان غطة حتى يموت ) ..بعد ان كنت احترم البغدادية مثلا واصدق نواياها وهم يصيحون ليلا ونهارا ( وين راحت فلوسنا ؟؟) ..وانا اقول لهم ...ان صاحبكم الملياردير العايش بلندن وكغيره للاسف ربما هو احد الايادي الخفية التي تعبث بالعراقيين وحاله حال الايادي الخفية التي تسكن القاهرة وعمان واسطنبول وطهران وحتى في واشنطن وتل ابيب ...ولكم الله ياشعب العراق .. اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا
|