نظن بأن العديد من القراء الكرام سيتفقون معنا أيضا بأن : عملية الإقدام على إقالة هذا المدير العام لشرطة المدينة الفلانية أو المحافظة العلانية , بعد كل عملية إجرامية " ناجحة " لعناصر" القاعدة " الإرهابية ، هي في حقيقة الأمر ، محاولة سيركية وتهريجية في آن للضحك على الذقون ، بغية تبرئة الذمة من المسئولية الملقاة ، لا سيما الضحك على ذقون الضحايا و أهل الضحايا ، ومحاولة واضحة وفاضحة للتغطية على التعمية وتعاقب الفشل المتسلسل وعشوائية المهنية البائسة .. فكم من مدير عام لشرطة مدينة ومحافظة أو بلدة قد أقُيل على أثر كل عملية إرهابية ، ولكن مع ذلك استمرت العمليات الإرهابية بنفس وتائرها وكثافتها الحالية ، لكون المدير العام الجديد وصاحب غبار مديد !!، أما لم يكن أفضل مهنية وجاهزية واحترافية من سلفه المُقال ، وإما كان متواطئا مع الإرهابيين من أجل الفلوس أو من أجل العقيدة !!.. بل أن قسما منهم ــ نعني المُقالين ـــ قد تبؤوا منصبا إداريا أعلى في سلك الشرطة أو الجيش !! ، كأنما مكافأة لهم على فشلهم و عدم مهنيتهم التي أضحت سببا في مقتل أعداد كبيرة من الضحايا والغلابة .. بينما الرؤوس المسئولة " الكبيرة " بقيت كما هي بدون مساس أو انزياح ، في حين كان ينبغي و بالضرورة يجب أن تُساءل و تُحاسب ــ هي بالذات و بالدرجة الأولى ــ عقابا على فشلها القيادي و الإداري .. إذ عندنا يخسر قائد ما حربا أو معركة ، فأنه هو وحده مَن يتحمل مسئولية تلك الخسارة أو الهزيمة وتبعاتها وعواقبها وليس ضباط وجنود جيشه .. على الأقل ..... هذا ما كان موجودا في عصر الفرسان الشجعان ، حيث كان شرف المهنة يعادل شرفا شخصيا و أكثر ، وهذا الأخير إذا ثُلم فما كان ليُغسل إلا ببريق السيف المهتز وبغليان الدم الشاخب ..
|