هل استمعت السعودية جيدا الى رسالة العبادي

السعودية تعرف جيدا ودون مواربة او حاجة الى التفكير في شأن المنظمات التكفيرية والاجرامية التي تمتهن القتل والتهجير وتدمير معالم الانسانية وعلى امتداد تاريخها حيث ولدت تلك التنظيمات متنقلة من اسم الى اسم اخر وبعناوين مختلفة وتوجهات كلها تصب في ذات الاطار وهو العداء للبشرية .

دولة العراق التي عانت كثيرا من تلك التنظيمات منذ ان سقط نظام البعث والى يومنا هذا تزداد وتيرتها دون توقف وتتجه الى مداخل خطيرة جدا على البلد وعلى المجتمع العراقي ولا اعتقد ان دولة مثل العراق عانت كما عانى من ثقل الهجمات الارهابية والدمار الذي لحق بالبنى التحتية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا كما عانى بلدنا العزيز من شدة ضربات الارهاب ولعلنا اليوم نعيش في اوج وقمة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها بلاد الرافدين وهي تهدد العراق بقائه كدولة ولم يكن ذلك حاصل بالامر المفاجي او بالصدفة لولا التخطيط والدعم اللوجستي والمادي والسياسي لهذه التنظيمات الاجرامية التي هي بالتأكيد وفقا للأيديولوجية التي تعتقدها يمكن ان تنقلب على داعميها ومموليها في أي وقت وفي أي زمن لمجرد ان تتثبت لها الامور وقد رأينا محاولات تلك التنظيمات في كيفية السيطرة على بعض بلدان الخليج ومنها العربية السعودية الداعم الاول والاكبر لتلك التنظيمات كيف انها تتعرض الى هجماتهم من اجل السيطرة على ممالكهم وبترولهم وربما الهجمة الاخيرة التي تزامنت مع دخول ملك آل سعود الى المستشفى ليودع الحياة كيف ان داعش ضربت ضربة موجعة للامن السعودي على الحدود مع العراق سبحان الله جاؤوا بهم الى العراق ثم عادوا اليهم من ارض العراق ولكن في المقابل وجدنا حسن اللياقة الدبلوماسية العراقية حيث اتصل بهم رئيس الوزراء السيد العبادي متحدثا معهم وتحديدا مع ولي العهد سلمان بن عبد العزيز مذكرا لهم بأن الارهاب سيطال اراضيكم واراضي دول اخرى ان لم يتم التكاتف بين الدول والتعاون المستمر ولكن مثل هذه الرسائل التي وصلت الى السعودية كانت كثيرة لكنهم امعنوا واصروا على دعم تلك المجاميع خصوصا اذا كان بين القوم امثال بندر آل سعود الذي يتلذذ بحفلات الموت المجاني في المنطقة والعالم ويفرح حين يرى موجات الدخان المنبعثة من التفجيرات ويفرح حين يرى الخراب والدمار في تاريخ الامم والحضارات كما حصل من فعل داعش في سوريا والعراق فهل سيستمع الطاقم السعودي الى رسالة السيد العبادي المخلصة لهم رغم انهم من يصب الزيت على النار ولم يفعلوها ابدا حين تتناثر ضحايا العراقيين في الشوارع ، وانا على يقين مطلق ان السيد العبادي في حديثه مع ولي العهد السعودي صادق تماما بما قاله له وان الارهاب سيزحف اليهم ان لم يكن اليوم فهو غدا .