على المؤسسات الدينية تكفير المجرم وليس إدانة فعله فقط ! |
أصبحت ظاهرة التطرّف الديني المنحرف مُمثلا بالجماعات الإرهابية التي تحمل شعارات إسلامية وأفكارا تكفيرية إجرامية ظاهرة تشكّل خطرا كبيراً على العالم أجمع وعلى الإسلام ونبيه الكريم وعلى المسلمين تحديدا... خصوصا الذين يعيشون في خارج أوطانهم..فبعد كل عملية إجرامية ينفذها الإرهابيون الإسلاميون في بلد ما يتعرّض المسلمون في ذلك البلد الى سلسلة من أعمال العنف والإعتداءات كردة فعل مضادة لما قام به المجرمون...وتبدأ المؤسسات الإسلامية بالإعتذار والتنديد بالعمل الإجرامي ...! ولكن دون التعرّض الى نبذ الفكر المتطرّف الإرهابي وتجريمه وتكفير من يتعبّد به ...وعادة ما يصفون مثل هكذا حالات إجرامية بأنها فردية ولا تمثّل إلاّ مرتكبها ...ويتجنبون التصريح بالحقيقة التي يمثّلها هؤلاء المجرمون ..وهي أنهم نتاج لفكرٍ وهابيّ مدمٍّر..نشأوا وتربوا عليه ...والعالم لايحتاج الى من يعرّفه على مفاهيم وأهداف هذا الفكر المنحرف والمتطرّف ! فمفاقسه منتشرة في أغلب دول العالم ...بما فيها أوربا وأمريكا وكندا واستراليا فضلا عن دول الشرق الأوسط وغيرها من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية ..توزعت هذه المفاقس بشكل منظّم ومدروس ومتقن لتخريب مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف التي تدعو الى السماحة والتعايش السلمي ...ولم تسلم المؤسسات الدينية التي تدّعي الإعتدال من هذا التلوّث الوهابي .. بسبب السلطة المالية التي فرضت هيمنتها على ضعاف النفوس فإنقادوا صاغرين لرائحة النفط الوهابي وإستسلموا لفكر بن عبد الوهاب وسيده ابن تيميّة ...كذلك نشبت مخالب هذا الفكر في مفاصل مؤسسة الأزهر وعبثت في أوراقه الفقهية ومنذ زمنٍ ليس بالقريب ...ولقد ظهر إنعكاس هذا التدخّل الوهابي وتأثيره بشكل جلّي على هذه المؤسسة العريقة عندما رفض شيوخها تكفير داعش مؤخّراً !!! وقد تصدر هذا الخبر أغلب الصحف العالمية والعربية الشهيرة تحت عنوان (الأزهر يرفض تكفير داعش ويؤكد لاتكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه !) لكنّه لم يتردد لحظة في تكفير المفكّر الأكاديمي نصر حامد ابو زيد عندما دعاهم الى التحرر من النص لأنهم لايفهموه ...أو فهموه خطأً فكان فهمهم وبالا على الأمّة..مباشرة كفروا هذا الرجل المسالم ولم يتصدوا له فكرياً ...فقمعوه فقهياً .. وصدر ضده حكم التفريق بينه وبين زوجته كونه كافر وهو أكثر ايماناً منهم...فترك مصر هرباً من فقههم وعقيدتهم ... أمّا داعش فلا ! كونها تخرّجت من مفاقس الأفاعي الوهابية ...فبعد هذه المواقف المتناقضة هل هناك قيمة لتنديدهم وإستنكارهم بالجرائم ؟ وهل يصدّقهم العالم الغربي والشرقي ؟ نفس هذه المواقف تمارسها المؤسسات الدينية في اوربا وأمريكا وغيرها لأنها تنتمي الى تلك المرجعيات الأم في السعودية ومصر الأزهر وتحمل فايروسها... ومن يستمع لبعض خطبائهم في يوم الجمعة سيطلع على الفكر التعبوي ضد الكفّار...أي كفار الذين آووهم وحموهم من ظلم الحكام المسلمين ...ووفروا لهم كافة مستلزمات الحياة لهم ولإجيالهم ...ولكن هل تُعفى هذه الدول من المسؤولية ؟ أبدا فلقد كان لهم دورٌ سلبي في التعامل مع هذه المجاميع ولغرض سياسي ...عندما غضّوا النظر عنهم وفسحوا لهم المجال للسفر الى العراق وسوريا للقتال هناك وهم يعلمون إجرامهم ولكن للضرورة السياسية أحكام...فكان الأبرياء ثمن هذه الضرورة ..
|