تَميسُ بقدّها!!*.. بقلم/ د. صادق السامرائي |
تميسُ بقدّها والروحُ تسْري إلى عَلياءِ مُبْتَهَجٍ وفجْرِ
تلوّتْ من مَواجدِها فبانتْ كمنطلقٍ لأجيالٍ وعَصْرِ
تُشامخُ شامِخا فأتتْ سَموقا لمَنْ عرفَ الإرادةَ حينَ تجري
مكللةٌ بأفكارِ ارْتقاءٍ وأوسمةٍ مُشعشعةٍ بفخرِ
هنا ولدتْ حضاراتٌ تناهتْ لشمّاءٍ مُتوّجةٍ بنصرِ
تدورُ على جوانِبها البَرايا كما دارتْ خيالاتٌ بفِكرِ
مدرجةٌ ,مربعةٌ تعالتْ كأنّ كيانَها من فعلِ سِحْرِ
تُخاطِبُ أمّةً جَهَلتْ عُلاها وتدعوها إلى جَمْعٍ وأزْرِ
وتمْنحُها مَفاتيحَ اقْتدارٍ وترْشِدُها لأمْجادٍ وسِفرِ
وتُعْلِمُها بأنّ الدينَ عِلمٌ ووحدة أمّةٍ وَثبتْ لخيرِ
وإنْ حَسِبتْ بفرقَتِها احْترازا فقد ذهبتْ لمولِعةٍ وشرِّ
ومَكْرَبَةٍ مؤجّجةِ احْتراقٍ وضاريةٍ مدجّجةٍ بغدْرِ
وما "إلا" سوى رمز اتْحادٍ ومُبصرةٍ ومانعةٍ لخُسرِ
كأنّ الدينَ بُركانُ اضْطرامٍ وإنّ جموعَها ذهبتْ لنَحْرِ
وأنّ عليمَها مَرهونُ جَهْلٍ وأنّ بليدَها قدّاحُ جَوْرِ
تَملّكتِ الأعادي مُبْتغاها بأغرارٍ مُصفّدةٍ بقهرِ
فأضْحى كلّ مَجنونٍ حكيما وصارَ حَكيمُها عُنوانَ ذعرِ
فلا تَعتبْ على زمنٍ مُعنّى بأوجاعٍ وتهجيرٍ وهَجرِ
ومُرضِعةٍ لأحْفادِ انْحِرافٍ ومُرشدةٍ لداميةٍ وخُسرِ
تداحَتْ كلُّ سيئةٍ بأخرى فألقتْ جَوهرا يَسعى بجُحْرِ
فطافَ غبارُها يَغشى وجودا ويُذهِنُ واعيا حِينا ويُضري
كأنّ جموعَها أعداءُ ذاتٍ ومُلهمةٍ تناديها لنَصْرِ
هيَ الأحقادُ ما نهضتْ أبادت وغذّتْ كلّ طيبةٍ بقهرِّ
ومَنْ نكرَ الوجودَ بكوْنِ أرْضٍ يُعالِجُها بتدْميرٍ وسَجرِ
|