اسماعيل مصبح الوائلي.. ظلمه الاصدقاء قبل الاعداء (١) |
العراق تايمز: كتب د. فوزي العلي.. على خلاف السيرة المتبعة بتناول قراءة الشخصيات والاحداث بالبدأ من الصفر وانتهاءا بالوقت الحاضر، ارتأيت ان اكتب ما اعرفه عن شخصية عراقية مهمة اثارت جدلا كبيرا في الوسط العراقي، ولكن ابتداءا من الوقت الحاضر ومرورا بمراحل حياته الى تاريخ عائلته ومواقفها، انصافا لهذا الرجل الذي ظلمه الاصدقاء قبل الاعداء. المقدمة: يعتبر الفيسبوك منبرا اعلاميا حر، يطرح فيه المشاركون ما يروه مناسبا من اراء، بالاضافة الى كونه وسيلة تواصل اجتماعي بين اصدقاء الماضي والحاضر في عالم افتراضي. للفيسبوك قواعد عامة تحضر استعماله كوسيلة لنشر العنف وتهديد الاشخاص واظهار الكراهية والمظاهر اللااخلاقية، الا انه للاسف الشديد لا يحضر استعمال الكلمات البذيئة وقضايا الشرف رغم وجود مرشح للكلمات الغريبة في اعدادته. كان لابد من هذه المقدمة البسيطة لاعطاء راي مبسط حول التعليقات التي ترد على الكثير من الصفحات والتي يطلقها اصحابها بدون رقيب غير الضمير الذي يبدوا انه قد احتضر ومات عند الكثيرين. ماذا يريد الوائلي: وموضوعي هنا هو ما يرد من تعليقات على صفحة الاخ اسماعيل مصبح الوائلي والتي قاربت على ٤٠٠ الف معجب، الوائلي الذي داب على اثارة مواضيع قلما يتعرض لها شخص اخر بسبب حساسيتها. وقد لا يكون الوائلي اول من يثير هذه المعلومات والمواضيع ولكنه اول من يسمي الاشياء بمسمياتها بحسب ما يراه من تكليف شرعي واخلاقي ملتزم به. فمثلا نجد ان الكثير من المراجع ورجال الدين قد تكلموا بكلمات ووجهوا انتقادات لمرجعيات اخرى يخالفونهم في المنهج ويقفون بالضد من توجهاتهم. فالسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) والسيد كمال الحيدري والسيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) والشيخ محمد اليعقوبي، وجهوا انتقادات لاذعة للحوزات الاخرى واتهموها اتهامات قاسية، و وصفوها بانها حوزات بريطانية وامريكية واسرائيلية، وانها متسلطة وتسلك سلوك الفراعنة، بل ازيد من ذلك حتى قال عنها الشيخ اليعقوبي بانهم يمثلون ابليس نفسه في محاضرة تلفزيونية بعنوان ( ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه)، وبالتاكيد ان هذه الاطلاقات لم تاتي من فراغ، وانما بما توفر لديهم من معلومات ورأوه من افعال من هذه الحوزات. الا ان الذي يختلف به السيد الوائلي هو تسمية الاشياء بمسمياتها، فالمرجعيات تتحدث بالعموميات ولكن باشارات واضحة، والسيد الوائلي يفصح عن الاسماء ويزيد عليها بما اطلع عليه من معلومات و وثائق تعزز من اراءه. مواضيع الوائلي متعددة وهي تصب في محور واحد، موضوع القيادة الدينية الحقيقية الممتدة من الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته عليهم السلام الى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الى نوابه المخصوصين ونوابه العامين في الوقت الحاضر، وهو ما اطلق عليه مؤخرا بـ "الخط البطل". الوائلي عاش مرحلة مهمة في تاريخ الحوزة العلمية في العراق وكانت تربطه علاقات وثيقة باغلب المرجعيات الموجودة في الساحة ، حتى من ينتقدها بمقالاته وسلسلة كتاباته، واطلع على خفايا وكواليس هذه المرجعيات والحوزات العلمية، وعاصر اهم مرجعية دينية شيعية في تاريخ العراق الحديث والتي احدثت تغييرا كبيرا في المجتمع العراقي و وضعت الكثير من النقاط على الحروف وكشفت العديد من الخفايا المستورة عن اعين الناس، وازاحت الكثير من الحجب عن قولهم، الا وهي مرجعية السيد الشهيد الصدر قدس سره. الفيسبوك منبر اعلامي: وعودة على بدأ، التعليقات الواردة على صفحة الاستاذ الوائلي تكاد لا تخرج من نطاق المحاور التالية: اولا: بعد ان بدأ الوائلي بطرح مواضيعه على صفحته الخاصة على الفيسبوك منذ سنتين تقريبا، كانت الغالبية العظمى من التعليقات عبارة عن (السباب والشتائم)، وبمختلف الانواع والاشكال. وقد تكون متوقعة من اناس فقدوا اخلاقهم بعد ان فقدوا دينهم، ولكن المستغرب ان تصدر من اناس معروفين وشخصيات معنوية ورجال دين معروفين، وهناك العديد منها موثق بالصور مما سيكون دليلا واضحا عليهم في حالة القيام برفع دعاوى قضائية بتهمة القذف (وهي جنحة يعاقب عليه القانون بالغرامة او الحبس) بالاضافة الى العقوبات التي تفرضها التقاليد العشائرية. ولكن بمرور الوقت بدات هذه النسبة تقل و وصلت الى اقل من ٣٠٪ ، وبدأ العديد منهم يعيد حساباته ويراجع مواقفه بعد ان اجرى بحثا وتحقيقا حول ما يطرحه الوائلي، وللامانة قد اطلعت على العديد من رسائل الاعتذار وتبديل المواقف، الا ان الغالبية منهم للاسف يخشى نشر موقفه علنا خوفا من تعرضه للنقد او الوقوع في الحرج الاجتماعي. ثانيا: كيل الاتهامات بدون دليل، العديد وجه اتهامات للوائلي وشقيقه الشهيد محمد مصبح الوائلي رحمه الله، اتهامات بسرقة النفط والاستيلاء على اموال الدولة المخصصة للمشاريع في البصرة واتهامات بالقتل والخطف. ولست في موقف الرد على هذه الاتهامات فسوف اتناولها في مكان اخر و وقت لاحق وساذكر من يقف وراء هذه الاتهامات وكيف بدأت. ولكن كل هذه الاتهامات بدون دليل، بل بالعكس الشواهد والوثائق تثبت عكس هذه الاتهامات تماما. وكما في المحور الاول صدرت العديد من هذه الاتهامات من اشخاص معروفين وهي موثقة وستقدم كدليل واضح في حالة استخدامها في اقامة دعاوى قضائية بتهمة التشهير. ثالثا: تعليقات من اصدقاء واشخاص محايدين لا يميلون الى هذا الجانب او ذاك، التزموا طرف الحياد وكان لهم رأي بان هذه الكتابات والمنشورات ليس وقتها الان وهي تثير الفرقة والفتنة، ونحن بامس الحاجة في الوقت الحالي الى التوحد بوجه عدو واحد يهدد كيان العراق بصورة عامة والتشيع بصورة خاصة. وسيكون الرد على هذا المحور بمقال منفصل لاحقا. رابعا: الاراء والتعليقات الداعمة، وكانت قليلة في بادئ الامر ولكنها ازدادت بمرور الايام وبتسلسل الكتابات وما ورد فيها من معلومات وحقائق، خصوصا بعد عجز الجهات المقابلة بتقديم ادلة وحقائق تثبت عكس ما قاله الوائلي، فلم يستطع احد من المعترضين تقديم اهم دليل في المحاور التي يتناولها الوائلي وهي شجرة نسب السيستاني والخوئي والخميني، ولم يستطع احد المجئء برد مقنع حول كيفية اختيار منصب ما يسنى بالمرجعية "العليا" من قبل اشخاص لا شأن لهم بالمرجعية وبعضهم لا يعرف القراءة والكتابة، ولماذا يتم استثمار اموال المرجعية الدينية في بريطانيا وعاصمتها لندن في حين يرزخ اكثر من ٣٥ ٪ من العراقيين تحت خط الفقر. خامسا: المؤيدون بدون تعليق او ابداء رأي، وهم الغالبية العظمى، واقصد بهم المعجبين بالموضوع (like) ، فعددهم بالعادة يفوق عدد المعلقين والمشاركين للمواضيع، وهم يعبرون عن حجم المقبولية لهذه الكتابات. سادسا: اشخاص لم يجدوا ما يردون به، كون هذا هو مستوى عقولهم وتفكيرهم، او ان يكونوا قد تلقوا تعليمات من جهات اخرى بتكرار هذه الردود التي لا تسمن ولا تغني عن جوع. ومن امثلة هذه التعليقات ، (تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني ، و تروحوله فدوة، وانتم ما تسوون التراب الي تحت مداسه ، وووووووو ) ختاما اقول، ان التعليقات (مهما كان شكلها) تعكس المستوى الثقافي والاخلاقي لصاحبها، والتربية الدينية التي تربى عليها من قبل قياداته ومراجع تقليده، وتعكس مدى تاثير هذه القيادات في صقل الشخصية العراقية ودورها في بناء مجتمع واعي ومثقف. ومن هنا اوجه دعوة للاخوة القراء الاطلاع على هذه التعليقات لمعرفة مدى تاثير هذه المرجعيات والقيادات في المجتمع العراقي.
وللحديث بقية |