(تضامنا مع متظاهري ساحة التحرير وحملة " عيب.. عوب")
بعد أن اخذت ألاذن من اصحاب الشأن والتعهد بحفظ الاسماء وبعض التفاصيل، اخذت القرار بالكتابة، فالأمر هنا يتعلق بشأن عام، لذا يتطلب ان يطلع عليه الناس. فمثل غيري أتابع تصريحات وتعليقات وطرائف السيد نعيم عبعوب، أمين العاصمة بغداد، والذي يحب ان يسمي نفسه"امين بغداد"، خصوصا تصريحاته الاخيرة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي نقلا عن قنوات تلفزيونية. هذه المرة أفادنا السيد عبعوب بأنه خلال زيارته الى ايران تهافتت عليه فتيات طهران واعتبرنه وسيما اكثر من زميله الايراني، امين طهران ، وان النساء في كل مكان يرغبن بالتصوير معه. عقب هذا التصريح انتشر بسرعة هاشتاغ "وسيم بغداد " وراحت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنيت تنتشر التعليقات الساخرة ، واعادت للواجهة من جديد حال بغداد المزري وأحوال امينها الوسيم هذه المرة . كل هذا كان يبدو طبيعيا بحكم كون السيد "وسيم بغداد" عراقي والذين ينشرون التعليقات والتعقيبات عراقيين، ولكن فجأة دخلت طهران على الخط وبشكل قانوني ! اتصلت بي زميلة ايرانية تسألني أمكانية ان تقدم رقم هاتفي لسيدة ايرانية تباحثت معها حول قضية عائلية ، وخطر لزميلتي ان تقترح لها اسمي عليّ اتمكن من مساعدتها في تقديم النصيحة. وافقت فورا، لكوني الى جانب عملي الصحفي، اعمل رسميا في مشروع ثقافي اجتماعي يخص اندماج الاجانب في المجتمع الفنلندي، واعتقدت ان الامر سيكون من هذا الباب. واتصلت السيدة وحددنا موعدا مناسبا، وجاءت مع زوجها، الذي بدا غاضبا من كل شيء. راحت بي الظنون والافكار الى افتراضات عديدة فعملي في جانب منه يتعلق بمشاكل الشباب من المهاجرين الاجانب في فنلندا من الجيل الثاني والثالث، فاذ تجاوزت هذه الاجيال مشكلة تعلم اللغة، التي عانى منها الجيل الاول كثيرا، فأن جل مشاكلهم ذات طابع له علاقة بالهوية والجذور وتوافق الثقافات وتعامل الاسرة مع اطفالهم، الذين نشأوا في بيئة اخرى وثقافة ثانية ، تعلموا منها الكثير، بما في ذلك عادات تتعارض مع توارثه الاباء ـ الجيل الاول . لا اجيد اللغة الفارسية، ولا جليسيّ يجيدان العربية، فصار علينا ان نتحدث بلغة ثالثة، يجيدها المهاجرين من الجيل الاول، هي خليط من الفنلندية والانكليزية. تفاجأت بورود اسم السيد نعيم عبعبوب على لسان الام ، التي بدت حائرة. بناتها طالبات في المرحلة الثانوية ، لهن مشاركات بارزة في نشاطات المدرسة، وحين رأيت البوم الصور التي جلبته الام معها ، فهمت كثيرا عن اسباب قلقها، فبناتها من ناشطات الحركة النسوية وحقوق المرأة ، وبناتها جميلات بشكل خارق، بحيث ان العائلة رفضت عروض لهن للمساهمة في مجال الاعلانات مذ كن طالبات في المدرسة الابتدائية. الاب الذي يعرف بعض الكلمات العربية، حكى لي عن ارتباطهم الروحي بالعراق، وكون جدهم الاكبر عاش في العراق لفترة ايام حكم الشاه ، وكانوا يعيشون في مناطق اصفهان، قبل الانتقال الى طهران، ثم فنلندا اثر مشاكل اجتماعية لها طابع سياسي. وهم على اطلاع كامل على اوضاع العراق، فهم يعرفون جيدا، ان بغداد الان تعتبر واحدة من اسوأ المدن في العالم للعيش فيها من ناحية توفر الخدمات والجوانب الامنية. وأن السيد عبعبوب رغم أنه ينشر عن نفسه، بأنه حاصل على شهادات في معالجة النفايات ومتخصص في أدارة النفايات بطرقها الحديثة ( بلازما – اوتوكلف – انستريشن ) ــ اكد لنا ذلك البيانات المنشورة عنه في موقع أمأنة بغداد ــ ألا أن بغداد في عهده تحولت الى مكب نفايات كبير مكانه في كتاب غينيس. وان هناك الكثير مما يحكى عن الفساد في مشاريع نفذت وستفذ ، وان بقاءه في موقعه الوظيفي تحكمه المعادلات السياسية السائدة للقوى المتنفذة في العراق . لم اتفاجأ بسعة معلومات الاب الغاضب ، والام الحائرة ، لكن كنت ما زلت احاول ايجاد الربط بين بناتهم وكل ما قيل. هل هو مجرد غضب من تصريحات اعتاد عليها السيد عبعبوب الذي يبدو يروق له الظهور عبر شاشات التلفزيون حتى لو كان بموقع السخرية؟ واخيرا اخبرتني السيدة بأن بناتها اثارتهن جدا تصريحات السيد عبعوب الاخيرة ، وبحكم نشاطاتهن في المنظمات النسوية ، يحاولن الرد عليه بطريقة ما، فهن يحاولن اعداد ملف عن السيد عبعبوب كأمين عاصمة فاشل،فأنهن يعرفن ان العديد من مناطق بغداد لاتزال تعاني الكثير من الاهمال ونقص في الخدمات البلدية والصحية وردائة الطرق والشوارع الرئيسية فيها ، خصوصا في مواسم المطر رغم المبالغ المالية التي ترصد مرارا لمشاريع قيل الكثير عن واقع الفساد فيها ، وانهن يحاولن جمع صوره ولقاءاته ليقدمنها لخبير بالجمال والاناقة ليحدد مدى وسامة السيد عبعوب ، الذي قلن بحقه تعليقات لا اود ان انقلها هنا، وانهن يحاولن العثور على محامي يتكفل برفع دعوى قضائية ضد السيد عبعبوب تتلخص بكونه بتصريحه هذا يوجه اهانة بالغة لهن كنساء، وانه ــ والحديث للأم الايرانية ـ بشكل ما يشير الى كون بنات طهران، والبنات الايرانيات قليلات الذوق وجاهلات ولا يفقهن في امور الرجال والاناقة، بحيث يعجبن برجل فاشل في عمله ويحاول عبثا تجميل نفسه بادعاءات تثير من النكات الساخرة اكثر من التعقيبات الجادة ! كانت الام قلقة، على دراسة بناتها، فلا تريدهن ان يصرفن وقتا وطاقة مع قضية كهذه، وحاولت من جانبي اخبار الام بأن كونهم يعيشون في فنلندا، ربما قانونيا وارتباطا بالجغرافيا، لا تشملهم تصريحات السيد عبعوب وما اعتبرته بناتها اهانة لهن، وان القضية ربما ستأخذ ابعاد اخرى لو ان من يقدم الشكوى والدعوى من داخل طهران فسيكون للامر وقعا اكبر.شكرتني الام كثيرا، واعجب الاب بالفكرة، وبدا ممتنا، رغم اني لم اقدم سوى وجهة نظر ليس دفاعا عن السيد الوسيم عبعوب، وانما خوفا على سمعة بلادي ان تتجرر في المحاكم فيكيفنا كل ما يحصل حولنا!
|