د. ب. ا: أيام قليلة وتتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة من كل أنحاء العالم صوب القارة الأفريقية لمتابعة فعاليات واحدة من أهم بطولات كرة القدم وأكثرها جذبا للأنظار حيث تستضيف غينيا الاستوائية بطولة كأس الأمم الأفريقية الثلاثين خلال الفترة من 17 كانون ثان/يناير الحالي إلى الثامن من شباط/فبراير المقبل.
وعلى نحو ستة عقود منذ انطلاق البطولة الأولى في السودان عام 1957 ، شهدت البطولة العديد من التغيرات والتحولات المهمة التي جعلتها بين بطولات الفئة الثانية مباشرة في عالم الساحرة المستديرة بعد بطولة كأس العالم حيث تقترب في قوتها من بطولتي كأس أمم أوروبا وكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) .
وتستحوذ البطولة في نسختها الثلاثين على اهتمام كبير بعدما شهدت التصفيات المؤهلة إليها موجة من المفاجآت أطاحت بمجموعة من أبرز المنتخبات الكبيرة لصالح منتخبات لا تحظى بالشهرة أو الخبرة أو التاريخ في هذه البطولة.
وكانت أبرز هذه المفاجآت هي خروج المنتخب المصري صفر اليدين للمرة الثالثة على التوالي من التصفيات وعدم بلوغ النهائيات في ثلاث نسخ متتالية في أعوام 2012 و2013 و2015 بعد فوزه باللقب في ثلاث بطولات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 وتعزيز رقمه القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (سبع مرات) .
وينطبق ذلك أيضا على المنتخب النيجيري الذي يغيب عن النهائيات رغم كونه حامل اللقب لتفتقد البطولة بذلك اثنين من أبرز القوى الكروية في القارة.
إضافة لذلك ، تعود البطولة إلى غينيا الاستوائية بعد ثلاثة أعوام فقط من استضافة هذا البلد للبطولة بالتنظيم المشترك مع الجابون علما بأن إقامة البطولة في غينيا الاستوائية لم يتحدد إلا قبل أسابيع قليلة حيث انتقلت البطولة من المغرب إلى غينيا الاستوائية بعدما رفض الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) الاستجابة لطلب المغرب بتأجيل البطولة لستة شهور أو لمدة عام خشية تفشي وباء إيبولا عن طريق المشجعين الوافدين من الدول المصابة بهذا الوباء في القارة الأفريقية.
كما تقام البطولة هذه المرة في غينيا الاستوائية للمرة الثانية فقط عبر تاريخها حيث سبق لها أن استضافت البطولة عام 2012 وهي النسخة التي شهدت المشاركة الأولى والوحيدة السابقة لمنتخب غينيا الاستوائية في البطولة.
وهذه هي النسخة الثانية على التوالي التي تنقل إلى بلد آخر غير البلد الذي كان مقررا أن يستضيف فعاليات البطولة.
وكان مقررا أن تقام البطولة الماضية عام 2013 في ليبيا ولكن أحداث الثورة الليبية وعدم جاهزية ليبيا للاستضافة بعد الإطاحة بالنظام السابق وما أسفرت عنه شهور الثورة من دمار في البنية الأساسية تسبب في نقل البطولة إلى جنوب أفريقيا.
وبعدما اقتصرت طموحات أصحاب الأرض (غينيا الاستوائية والجابون) في البطولة قبل الماضية على اجتياز الدور الأول لنقص خبرة المنتخبين بشكل واضح عن باقي المشاركين في البطولة ، سيكون هدف منتخب غينيا الاستوائية هذه المرة هو التقدم خطوة أكبر في النهائيات.
وكانت البطولة الأفريقية أحد أهم أسباب تأسيس الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) حيث اجتمع عدد من كبار الشخصيات البارزة في عالم كرة القدم الأفريقية في العاصمة البرتغالية لشبونة يومي السابع والثامن من حزيران/يونيو 1956 لتأسيس الاتحاد وتنظيم المسابقة بداية من 1957 .
وجرى الاتفاق على أن تكون السودان التي حصلت على استقلالها في كانون ثان/يناير 1956 مقرا لاستضافة البطولة الأولى.
وبني استاد جديد بالخرطوم خصيصا لهذا السبب وافتتح في 30 أيلول/سبتمبر 1956 .
وفي نفس الوقت صيغت قوانين المسابقة وكانت المشاركة متاحة أمام منتخبات جميع الدول الأعضاء بالاتحاد كما جرى الاتفاق على أن تقام البطولة كل عامين تحت إشراف لجنة التنظيم والدولة المضيفة.
وربما جاءت البداية هزيلة حيث انطلقت فعاليات البطولة بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط واستمر ذلك في البطولة الثانية كما شهدت البطولات الأولى بعض الارتباك في الأعوام التي أقيمت فيها البطولة.
ولكن الموقف تغير سريعا لتقام البطولة بشكل منتظم كل عامين كما تضاعفت قوة البطولة بمرور الوقت وازدادت المنافسة على الوصول إلى النهائيات التي ارتفع عدد المنتخبات المشاركة فيها إلى 16 منتخبا في الوقت الحالي.
ويشتعل الصراع كل عامين على الوصول لنهائيات البطولة حيث يشارك في التصفيات التي تقام على مدار عدة شهور أكثر من 50 منتخبا تتنافس على بطاقات التأهل الستة عشر للنهائيات.
وتساعد هذه البطولة عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء أفريقيا على مشاهدة أبرز نجوم القارة وهم يلعبون ضمن منتخبات بلادهم بالإضافة إلى الاستمتاع بمهاراتهم الرائعة التي صقلت من خلال احتراف معظمهم في الأندية الأوروبية.
ونجحت هذه البطولة في التغلب على عوائق اللغة والدين والمسافة والتقريب بين الشعوب الأفريقية كما نجحت في الكشف عن العديد من المواهب والمهارات من كل أنحاء القارة السمراء.
وبالنظر إلى تاريخ وإحصائيات البطولة عبر تاريخها الممتد لأكثر من نصف قرن ، نستنتج أنها لم تتوقف عند حد وإنما كانت ولا تزال نموذجا رائعا للتطور في عالم كرة القدم كما تمثل معرضا لأبرز النجوم والمنتخبات الذين تركوا أثرا واضحا في تاريخ البطولة.
وفي العاشر من شباط/فبراير 1957 كانت ضربة البداية حيث افتتح رئيس وزراء السودان السابق سيد إسماعيل الأزهري أول بطولة أفريقية للمنتخبات في حضور أكثر من 30 ألف متفرج بالاستاد.
وأدار المباراة الافتتاحية في البطولة ، التي شاركت فيها منتخبات مصر وإثيويبا والسودان ، الحكم الإثيوبي جيبيهو دوبي وفازت فيها مصر على السودان 2/1 وسجل هدفي المنتخب المصري رأفت عطية ومحمد دياب العطار (الديبة) في حين سجل صديق منزول هدف السودان الوحيد.
وأقيمت المباراة النهائية في 15 من نفس الشهر وأدارها الحكم السوداني يوسف محمد وفازت فيها مصر على إثيوبيا بأربعة أهداف سجلها الديبة ، وسلم المصري عبد العزيز عبد الله سالم الكأس التي حملت اسمه إلى قائد المنتخب المصري رأفت عطية ليتوج المنتخب المصري بلقب البطولة الأولى.
وكان تنظيم البطولة الثانية من نصيب مصر مقر الاتحاد الأفريقي وجرت فعالياتها من 22 إلى 29 أيار/مايو باستاد النادي الأهلي في القاهرة بمشاركة نفس المنتخبات الثلاثة.
وافتتح المنتخب المصري رحلة الدفاع عن لقبه بفوز ساحق على إثيوبيا بأربعة أهداف سجل منها الراحل محمود الجوهري ثلاثة أهداف ثم ميمي الشربيني الهدف الرابع في حين فازت مصر في النهائي على السودان بهدفين سجلهما عصام بهيج مقابل هدف لصديق منزول أيضا ليتوج المنتخب المصري باللقب الثاني له.
وأقيمت البطولة الثالثة بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بمشاركة أربعة منتخبات هي إثيوبيا ومصر وتونس وأوغندا وفازت إثيوبيا باللقب بعد أن هزمت مصر 4/2 في مباراة مثيرة تطلبت وقتا إضافيا وسلم الامبراطور هايلي سيلاسي الكأس إلى قائد الفريق الإثيوبي لوتشيانو فاسالو.
واختيرت غانا لتنظيم البطولة الرابعة في عام 1963 ، ووصلت ستة منتخبات للبطولة بعد التصفيات وهي تونس ونيجيريا والسودان ومصر وغانا وإثيوبيا.
وفي النهائي الذي أقيم في أكرا ، تغلبت غانا بقيادة مدربها الأسطوري جيامفي على إثيوبيا 3/صفر وفازت بالكأس للمرة الأولى. وفاز المصري حسن الشاذلي بلقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف.
وفي البطولة الخامسة عام 1965 بتونس ، نجحت غانا في الدفاع عن لقبها بفوزها 3/1 على منتخب الدولة المضيفة بعد وقت إضافي للمباراة وضم الفريق الفائز لاعبين اثنين فقط ممن فازوا في مسابقة عام 1963 .
وتساوى في صدارة هدافي البطولة كل من كوفي وأشيم بونج من منتخب غانا ومانجل من كوت ديفوار ولكل منهم ثلاثة أهداف.
وفي عام 1968 ، أقيمت البطولة السادسة بإثيوبيا وارتفع عدد المشاركين إلى ثمانية منتخبات. ووصلت زائير أو الكونغو كينشاسا (الكونغو الديمقراطية حاليا) للمباراة النهائية أمام غانا حيث أحرز اللاعب بيير كالالا هدف المباراة الوحيد.
وأحرز الإيفواري لوران بوكو ستة أهداف أي أقل بهدفين عن البطولة التالية ليصبح صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف التي يسجلها لاعب في تاريخ البطولة.
وفي عام 1970 ، استضافت السودان البطولة السابعة ووصلت غانا للمباراة النهائية للمرة الرابعة على التوالي ولكنها خسرت أمام السودان التي أحرزت الكأس الوحيدة في تاريخها.
ونال الإيفواري بوكو للمرة الثانية على التوالي لقب هداف البطولة برصيد ثمانية أهداف.
وفي عام 1972 ، أقيمت البطولة الثامنة بالكاميرون ووصل أصحاب الأرض للمربع الذهبي ولكن رغم كل التوقعات كانت المفاجأة هي هزيمة الكاميرون أمام الكونغو برازافيل التي فازت باللقب بعد التغلب أيضا على مالي 3/2 في النهائي. وفاز المالي ساليف كيتا بلقب الهداف برصيد خمسة أهداف.
أما بطولة 1974 فأقيمت في مصر وفازت بها زائير وسجل فيها لاعب زائير بيير نداي تسعة أهداف ليتوج هدافا للبطولة ويقود منتخب بلاده إلى الفوز باللقب.
ولأول مرة في تاريخ المسابقة أعيدت المباراة النهائية نظرا للتعادل 2/2 في المباراة الأولى ثم انتهت المباراة الثانية بفوز زائير على زامبيا 2/صفر وأحرز نداى الهدفين ليساعد الفريق على الفوز باللقب وعاد الفريق إلى زائير على متن طائرة موبوتو سيسي سيكو رئيس زائير.
أما في عام 1976 ، فأقيمت البطولة العاشرة في إثيوبيا ، وكانت المرة الأولى التي تقام فيها المنافسات بنظام المجموعات ثم الدور النهائي الذي انتهى باحتلال المغرب المركز الأول والتتويج باللقب. وفاز الغيني نيوجيليا بلقب الهداف برصيد أربعة أهداف.
وفي عام 1978 ، أقيمت البطولة الحادية عشرة في غانا وفاز أصحاب الأرض (النجوم السوداء) على أوغندا في النهائي 2/صفر لتكون بذلك أول دولة تفوز باللقب ثلاث مرات وتحتفظ بالكأس للأبد وحصل الأوغندي أموندا على لقب هداف البطولة برصيد أربعة أهداف أيضا.
وأقيمت بطولة عام 1980 في نيجيريا وأحرز نسور نيجيريا اللقب الأول لهم في تاريخ كأس الأمم الأفريقية بقيادة الهداف الكبير سايجون أوديجبامى حيث تغلب الفريق النيجيري على الجزائر 3/صفر في المباراة النهائية.
وتصدر أوديجامبي والعبيدى نجم المنتخب المغربي قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما.
وفي 1982 أقيمت البطولة على ملاعب ذات نجيل اصطناعي بليبيا واستفاد أصحاب الارض من ذلك فصعدوا للمباراة النهائية ولكنهم خسروا 6/7 بضربات الجزاء الترجيحية بعد التعادل 1/1 في الوقت الأصلي أمام غانا التي أحرزت اللقب للمرة الرابعة وهي المرة الثالثة بقيادة المدرب جيامفي.
وفاز الغاني جورج الحسن بلقب هداف البطولة برصيد أربعة أهداف في حين احتل الليبي على البشاري المركز الثاني في قائمة الهدافين برصيد ثلاثة أهداف واختير فوزي العيساوي نجم المنتخب الليبي كأفضل لاعب في البطولة.
وأقيمت البطولة التالية في كوت ديفوار عام 1984 وخرجت غانا مبكرا من الدور الأول للبطولة فيما فازت الكاميرون باللقب للمرة الأولى في تاريخ الأسود بعد التغلب على نيجيريا 2/صفر في المباراة النهائية. ونال المصري طاهر أبو زيد لقب الهداف برصيد أربعة أهداف.
وشهدت مصر إقامة البطولة للمرة الثالثة على أرضها عام 1986 وتخلص المنتخب المصري من آثار هزيمته في المباراة الافتتاحية أمام السنغال صفر/1 ووصل للمباراة النهائية ليتوج باللقب بعد مباراة رائعة أمام الكاميرون في النهائي نجح خلالها في الفوز 5/4 بضربات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي ليستعيد المنتخب المصري اللقب بعد غياب دام 27 عاما.
ونال الكاميروني روجيه ميلا لقب هداف البطولة برصيد أربعة أهداف بينما كان الراحل ثابت البطل حارس مرمى المنتخب المصري هو أبرز نجوم هذه البطولة لأنه كان أحد العوامل الرئيسية في فوز الفريق باللقب للمرة الثالثة في تاريخ الفراعنة.
وفي عام 1988 استضافت المغرب البطولة ونجح منتخبها في الوصول للدور قبل النهائي مثل الجزائر ولكن الفريقين العربيين خسرا أمام الكاميرون ونيجيريا.
وفاز المنتخب الكاميروني باللقب للمرة الثانية في تاريخه بالتغلب على نظيره النيجيري 1/صفر في النهائي.
واقتسم صدارة قائمة الهدافين الكاميروني ميلا والجزائري الأخضر بلومى والمصري جمال عبد الحميد والإيفواري عبد الله تراوري والنيجيري كوارجي برصيد هدفين لكل منهم.
وفي 1990 ، نظمت الجزائر البطولة ونجحت في استغلال عامل الأرض للفوز باللقب الوحيد في تاريخها بالتغلب على نيجيريا 1/صفر في المباراة النهائية. وفاز الجزائري جمال مناد بلقب الهداف برصيد أربعة أهداف.
أما بطولة عام 1992 فأقيمت في السنغال بمشاركة 12 منتخبا للمرة الأولى واستطاع منتخب أفيال كوت ديفوار الفوز باللقب الأول في تاريخهم بالتغلب على غانا في النهائي 11/10 بضربات الجزاء الترجيحية بعد مباراة ساخنة انتهت بالتعادل السلبي وفاز النيجيري رشيدي ياكيني بلقب الهداف برصيد أربعة أهداف.
وفي 1994 ، أقيمت البطولة بتونس ولكن أصحاب الأرض خرجوا مبكرا من الدور الأول للبطولة وكانت زامبيا هي مفاجأة البطولة حيث وصلت للنهائي رغم أنها شاركت بفريق معظمه من اللاعبين الجدد بعد تحطم طائرة المنتخب الأول للفريق قبلها بفترة قصيرة ومقتل معظم أفراد الفريق الأساسي.
ولكنها خسرت في المباراة النهائية 1/2 أمام نسور نيجيريا. وفاز ياكيني بلقب الهداف للمرة الثانية على التوالي ولكن برصيد خمسة أهداف.
ومع عودة جنوب أفريقيا للساحة الدولية بعد عشرات السنين من العزلة بسبب سياسة الفصل العنصري استضافت بطولة عام 1996 بمشاركة 16 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة التي شهدت انسحاب نيجيريا لأسباب سياسية ليتقلص عدد المشاركين إلى 15 منتخبا.
وفازت جنوب أفريقيا بلقبها الأول بالتغلب على تونس في المباراة النهائية 2/صفر. وفاز الزامبي كالوشا بواليا بلقب الهداف برصيد خمسة أهداف.
وجرت البطولة التالية في بوركينا فاسو عام 1998 وكانت مصر على موعد مع التتويج بالكأس الرابعة لها ولم يستطع أي من حسام حسن والجنوب أفريقي بينديكت ماكارثى إحراز أي أهداف في المباراة النهائية بين منتخبي البلدين بعد أن وصل رصيد كل منهما إلى سبعة أهداف ليقتسما لقب الهداف.
وفازت مصر في المباراة النهائية على جنوب أفريقيا 2/صفر وأصبح الراحل محمود الجوهري أول من يفوز باللقب كلاعب وكمدرب.
ومع عودة نيجيريا للمشاركات الأفريقية ، استضافت البطولة بالتنظيم المشترك مع غانا عام 2000 وفازت الكاميرون باللقب الأول لها في الألفية الجديدة بالتغلب على نيجيريا بضربات الترجيح 4/3 في المباراة النهائية اثر انتهاء الوقت الاصلي للمباراة بالتعادل 2/2 .
وفاز الجنوب أفريقي شون بارتليت بلقب الهداف برصيد خمسة أهداف أيضا.
وفي عام 2002 ، استضافت مالي البطولة واحتفظت الكاميرون بلقبها ليكون الرابع لها في تاريخ البطولة وذلك بالتغلب على السنغال في النهائي بضربات الجزاء الترجيحية 3/2 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة.
وتساوى كل من الكاميرونيين باتريك مبوما وسالومون أولمبي والنيجيري جوليوس أجاهاوا في صدارة قائمة الهدافين برصيد ثلاثة أهداف لكل منهم.
أما البطولة الرابعة والعشرين فأقيمت في تونس عام 2004 أيضا ونجح نسور قرطاج في الفوز باللقب على أرضهم ليكون الأول في تاريخهم اثر تغلبهم على المغرب 2/1 في النهائي.
وتقاسم لقب الهداف كل من النيجيري أوجستين أوكوشا والمغربي عمر المختاري والتونسي سيلفا دوس سانتوس والكاميروني باتريك مبوما والمالي فريدريك كانوتيه.
واستحوذت البطولة الخامسة والعشرون التي أقيمت في مصر عام 2006 على اهتمام كبير لأنها أعادت النهائيات إلى أحضان وادي النيل بعد غياب دام 20 عاما منذ أقيمت بطولة عام 1986 في مصر أيضا.
وعادت البطولة إلى أحضان مصر مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) وقبل عام واحد من الاحتفال باليوبيل الذهبي للبطولة.
ونجح المنتخب المصري في استغلال عاملي الأرض والجمهور ليتوج باللقب الغالي للمرة الخامسة في تاريخه وينفرد بالرقم القياسي في عدد الألقاب التي يحرزها أي منتخب في تاريخ هذه البطولة.
ولم يكن مشوار المنتخب المصري سهلا في البطولة لكنه نجح في النهاية في حسم اللقب بالتغلب على نظيره الايفواري بضربات الجزاء الترجيحية 4/2 في النهائي بعد تعادلهما سلبيا في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة.
ورغم خروج المنتخب الكاميروني مبكرا من البطولة بالهزيمة أمام كوت ديفوار 11/12 بضربات الترجيح بعد تعادلهما سلبيا في الوقت الأصلي و1/1 في الوقت الإضافي توج الكاميروني صامويل إيتو بلقب هداف البطولة برصيد خمسة أهداف.
واستضافت غانا البطولة السادسة والعشرين في مطلع عام 2008 لتكون المرة الرابعة التي تستضيف فيها البطولة على مدار تاريخها والمرة الثانية في غضون ثماني سنوات فقط حيث استضافت بطولة عام 2000 بالتنظيم المشترك مع نيجيريا.
وسعى منتخب غانا المعروف بلقب "النجوم السوداء" إلى إحراز اللقب الذي غاب عن الفريق منذ عام 1982 والذي أحرز خلاله الفريق اللقب للمرة الرابعة ليكون أول فريق يفوز بهذا العدد من ألقاب البطولة قبل أن يعادله المنتخبان المصري والكاميروني.
ولكن المنتخب المصري الذي انفرد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب عندما توج به في بطولة عام 2006 كان عند حسن ظن جماهيره ونجح في الدفاع عن لقبه بجدارة بعدما أبهر جميع المتابعين للبطولة بعروضه الرائعة.
واستهل أحفاد الفراعنة مسيرتهم في البطولة بفوز كبير 4/2 على أسود الكاميرون ثم أكملوا مشوارهم بنجاح وخطفوا الأضواء من الجميع عندما تغلبوا على أفيال كوت ديفوار 4/1 في قبل النهائي ثم اختتموا مسيرتهم بالفوز مجددا على الكاميرون 1/صفر في النهائي رغم وفرة النجوم المحترفين بأكبر الأندية الأوروبية في صفوف منتخبي كوت ديفوار والكاميرون.
ورغم وجود هؤلاء النجوم ومنهم الإيفواري ديدييه دروجبا مهاجم تشيلسي الإنجليزي والكاميروني صامويل إيتو مهاجم برشلونة الأسباني في ذلك الوقت والغاني مايكل إيسيان لاعب خط وسط تشيلسي خطف اللاعب المصري حسني عبد ربه لقب أفضل لاعب في البطولة.
واعتلى إيتو قائمة هدافي البطولة برصيد خمسة أهداف وذلك للبطولة الثانية على التوالي.
وبعدها بعامين ، انضمت أنجولا إلى سجل الدول المضيفة للبطولة باستضافة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين في مطلع عام 2010 وحاول منتخبها المنافسة بقوة في هذه البطولة بقيادة مديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه الذي حقق قبلها العديد من الإنجازات التاريخية مع الأهلي المصري.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث خرج المنتخب الأنجولي صفر اليدين من دور الثمانية بالهزيمة أمام نظيره الغاني الذي شق بعد ذلك طريقه بنجاح إلى النهائي رغم عنصر الشباب الغالب على صفوف الفريق.
وفي المقابل ، نجح أحفاد الفراعنة مجددا في تعويض إخفاقهم في تصفيات كأس العالم 2010 من خلال التتويج بلقب البطولة مثلما فعلوا في بطولة 2006 بعد الإخفاق في بلوغ نهائيات المونديال.
وبدأ المنتخب المصري رحلة الدفاع عن لقبه بفوز ثمين على نظيره النيجيري 3/1 في لقاء قمة مبكر قبل الفوز على موزمبيق 2/صفر وعلى بنين بالنتيجة نفسها.
وواصل أبناء النيل تألقهم في الأدوار التالية ففازوا على أسود الكاميرون 3/1 في الوقت الإضافي لمباراتهما بدور الثمانية والتي انتهى وقتها الأصلي بالتعادل 1/1 ثم على الجزائر 4/صفر في مباراة ثأرية بعد الخروج أمام الجزائر من تصفيات مونديال 2010 .
واستغل المصريون خبرتهم الكبيرة في التغلب على المنتخب الغاني الشاب في المباراة النهائية بهدف نظيف سجله محمد ناجي جدو الذي لقب بالبديل السوبر كما انفرد بصدارة قائمة هدافي البطولة برصيد خمسة أهداف بينما فاز زميله المخضرم أحمد حسن قائد الفريق بلقب أفضل لاعب في البطولة.
واستضافت غينيا الاستوائية والجابون البطولة الثامنة والعشرين في مطلع عام 2012 بالتنظيم المشترك فيما بينهما في غياب منتخبي مصر والكاميرون اللذين سقطا في التصفيات.
ونجح أصحاب الأرض في عبور الدور الأول ولكنهما خرجا من دور الثمانية لفارق الخبرة فيما وصلت منتخبات زامبيا وغانا وكوت ديفوار ومالي إلى المربع الذهبي.
وفجر المنتخب الزامبي المفاجأة ببلوغ المباراة النهائية على حساب نجوم غانا بينما تغلب أفيال كوت ديفوار على مالي بنفس النتيجة 1/صفر.
وفي المباراة النهائية ، كان لاعبو زامبيا على موعد مع التتويج الأفريقي الأول لهم بالفوز على الأفيال بضربات الترجيح بعد التعادل السلبي بينهما على مدار الوقتين الأصلي والإضافي.
وخاض المنتخب الزامبي جميع مبارياته الخمس في الدور الأول ودوري الثمانية وقبل النهائي بغينيا الاستوائية ولكنه انتقل بعد ذلك إلى الجابون ليخوض المباراة النهائية في العاصمة ليبرفيل.
ومع وصول الفريق إلى ليبرفيل ، حرص لاعبوه على إحياء ذكرى الضحايا في نفس الموقع الذي شهد كارثة عام 1993 والتي أودت بحياة 30 شخصا من بينهم 18 من لاعبي المنتخب الزامبي.
وتحطمت الطائرة التي كانت تقل المنتخب الزامبي بالقرب من شواطئ ليبرفيل حيث كانت في طريقها إلى السنغال لخوض مباراة مع المنتخب السنغالي في التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 1994 .
وبعد تزود الطائرة بالوقود من ليبرفيل ، تحطمت على بعد 500 متر فحسب من شاطئ ليبرفيل. ولذلك ، حرص لاعبو المنتخب الزامبي والطاقم التدريبي للفريق على الاتجاه إلى شاطئ "صن ست" بإحدى ضواحي ليبرفيل القريبة من موقع الحادث.
وعمد أعضاء الفريق بقيادة اللاعب كريستوفر كاتونجو قائد الفريق وكالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي للعبة إلى إلقاء الزهور في المياه باتجاه موقع الحادث قبل أن يتوج الفريق باللقب الأفريقي بعد ذلك بيومين ليهدي اللقب إلى أرواح ضحايا الكارثة.
وعادت البطولة الأفريقية قبل عامين إلى جنوب أفريقيا التي استضافت البطولة عام 1996 وكان أملها هو استغلال الاستضافة الثانية لها للتتويج باللقب الأفريقي الثاني خاصة في ظل غياب قوى كبيرة مثل مصر والكاميرون وتراجع مستوى قوى أخرى.
وتأهل الفريق بجدارة إلى الدور الثاني بعدما تصدر المجموعة الأولى بفارق الأهداف أمام منتخب الرأس الأخضر الحصان الأسود لتلك لنسخة من البطولة.
وعلى عكس الترشيحات التي سبقت منتخبات الجزائر والمغرب وتونس إلى هذه النسخة خرجت جميعها من الدور الأول لتخلو فعاليات دور الثمانية من أي منتخبات عربية.
كما خرج المنتخب الزامبي حامل اللقب وقتها من الدور الأول بعد ثلاثة تعادلات متتالية في مجموعته.
كما ودع أصحاب الأرض البطولة من الدور الثاني بالهزيمة أمام مالي بركلات الترجيح وأطاح المنتخب النيجيري بنظيره الإيفواري قبل أن يستكمل مسيرته في البطولة إلى النهائي على حساب مالي.
وفي المقابل ، واصل المنتخب البوركيني مغامرته وأطاح بالمنتخب الغاني من المربع الذهبي بركلات الترجيح قبل أن يخسر في النهائي أمام نظيره النيجيري الذي توج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه.
كما اقتسم مهاجمه إيمانويل إيمينيكي مع الغاني مبارك واكاسو صدارة قائمة هدافي البطولة برصيد أربعة أهداف لكل منهما.
وها هي البطولة تعود إلى غينيا الاستوائية بعد ثلاث سنوات من استضافتها بالتنظيم المشترك مع الجابون.
ويغيب المنتخبان المصري والنيجيري حامل اللقب عن هذه النسخة مما يمنح الفرصة لمنتخبات أخرى للفوز باللقب
|