يتضح لكل ذي رؤية ودراية باتجاه سير المعادلة الدولية بين المعسكرين الغربي والشرقي الأضرار التي ستهشم اقتصاديات البلدان النامية ، نتيجة الصراع الدائم في حرب النفوذ المستعرة والتي تعتبر على أوجها في هذا العقد ، حقيقة راسخة مفادها ان لم تكن قطبا ً من الأقطاب ، فحتما ً انت تابع لأحدهم ، الدول الصغرى لا تشكل في هذا المعادلة الا صفرا ً يضاف لهذا الطرف او ذاك ، وبالرغم من هذه الأهمية التي لا تذكر في المعادلة الدولية فهي التي ستتحمل تبعات سياسة الأطراف المتحاربة وما يتمخض عنها من خسائر على جميع الاصعدة ، وتعتبر الدول النفطية على رأس قائمة الدول الأكثر ضررا ً اذا ما قورنت بغيرها لاعتماد الاقطاب سياسة التلاعب بأسعار النفط كما تفعل الولايات المتحدة الامريكية حاليا تجاه روسيا وإيران للضغط عليهما ، الضغط باتجاه روسيا هو لتحجيم دورها بعد تناميه وإيقاف توسعها بعد احداث القرم ، وأما ايران فخطيئتها الكبرى بنظر الغرب هو الملف النووي ، فدعم داعش من جهة والتلاعب بأسعار النفط من جهة اخرى هو وسيلة لها ما يبررها بنظر الغرب التي وان كانت ستدمر العديد من البلدان التي لا تعتبر طرفا ً في المعادلة فهي شيء لابد منه لأرضاخ الدب الروسي والعمامة الشيعية في ايران ، العراق بعد ان استيقظ من نومه وجد نفسه بين المطرقة والافلاس ، فمطرقته داعش وإفلاسه سعر نفطه ، فمن جهة داعش فهي حرب طويلة لن تخمد بين ليلة وضحاها بعد زيادة الدعم الغربي لداعش والاشارة بان حربنا معها ثلاثينية ، وكل ذلك في مثل وضعنا يعتبر تحملنا ما لا طاقة لنا به وستكون نتائج اطالة الحرب كارثية ، وأما مسألة الاعتماد على النفط في خضم هذه المعادلة التي لا يرجى تغيرها كمن يسبح عكس التيار فهو وان بدا يتقدم لكنه بالمجمل العام متراجع لا محالة ، نتيجة سياسة اغراق السوق التي تتبعها أمريكا في السوق العالمية والسعودية داخل اوابك ، فحرب من جهة تتطلب إنفاقا ً عاليا ، واسعار نفط ٍ منخفضة لا تؤتي أكلها ، وعراق ٌ ضعيف بشكله الحالي سيضعه تحت رحمة المجهول وما سيترتب على توازن القوى العالمي بين روسيا وأمريكا ، والتوازن الإقليمي بين ايران والخليج الذي يخفي بين طياته حرب دامية بعد ان هددت ايران بأنها لن تستطيع السكوت اذا ما استمر الخليج بسياسته النفطية الحالية ، فلن تكون الأيام القادمة بافضل من سابقاتها في ظل ما سيحدث مستقبلا اذا ما استمرت المواقف المتصلبة للأقطاب العالمية والإقليمية على حالها ، وستتقاذفه المواقف حتى يجد نفسه مع هذا او ذاك ولكنه بجميع الأحوال سيخرج خاسرا ً
|