نصرة للنبي أم إرهاب |
لقد كتب الكثيرون عن أحداث باريس الاخيرة ولم أفكر أن أكتب عنها شيئاً، لكن الذي استفزني ودعاني لكتابة هذه المقالة هو التبريرات السخيفة لما يسمى بالدولة الاسلامية لتلك الجرائم البشعة٠ فحصيلة الجرائم التي نفذّت في الايام الاخيرة وفي شهر ديسمبر الماضي بلغت عشرات القتلى والجرحى٠ العمليات التي نفذت على يد الاخوين كواشي قُتل فيها أيضاً رجل شرطي مسلم من أصل تونسي٠ اعتبرت مايسمى بالدولة الاسلامية العمليات الاجرامية الارهابية الاخيرة ((نصرة للنبي الكريم))، في وقت أدان العالم كله تلك الجرائم البشعة٠ أي نصرة يتحدث عنها هؤلاء؟ وهل يحتاج النبي حقاً نصرة هؤلاء المعتوهين الذين لايفهمون الا لغة السلاح والغدر واسكات الاخرين بالقوة وإشاعة الرعب بين الناس واغتصاب الفتيات والنساء وبيعهن؟ النبي أُرسل رحمة للعالمين، لا ان يتاجر باسمه الارهابيون والتكفيريون للوصول الى مآربهم الشيطانية الدنيئة. ان ما حصل في باريس يضاف الى سلسلة الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها المتطرفون الاسلاميون، أصحاب العقول الجامدة والتي تهدف الى زعزعة استقرار العالم واشاعة الرعب في اي نقطة تصل اليها أياديهم الخبيثة٠ اذا كانت تلك العمليات نصرة للرسول ضد الغرب، فبماذا يفسرون قتلهم وتشريدهم للمسلمين وانتهاك اعراضهم في العراق وفي دول اسلامية أخرى؟ أهي نصرة للرسول ضد المسلمين؟ هؤلاء الارهابيون هم أخطر على البشرية من فايروس الايبولا ومرض السرطان ويجب القضاء عليهم أينما كانوا وتواجدوا٠ يعيش في الدول الاوربية وخاصة في المانيا وبريطانيا وفرنسا الملايين من الاجانب المسلمين٠ بعضهم جاء للعمل أو للدراسة أو للبحث عن لقمة عيش وآخرون هرباً من بطش الانظمة الاستبدادية في بلدانهم٠ يتمتعون بنفس الحقوق والمزايا التي يتمتع بها المواطن الاوروبي٠ الا ان تلك الممارسات الاجرامية من قبل الفئات الارهابية تساعد على تأجيج مشاعر الاوربيين ضد الجاليات الاجنبية وخاصة المسلمة منها٠ وكردة فعل لاحداث باريس وقعت في الايام الاخيرة اعتداءات على الاجانب في ألمانيا رغم ان السلطات هناك تبذل مابوسعها لحماية الاجانب وملاحقة من يعتدي عليهم٠ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا الشعب الفرنسي في كلمة متلفزة الى اليقظة والحذر والتعاون مع الاجهزة الامنية، كما واعلن في نفس الوقت ان الاعتداءات التي وقعت في باريس لاصلة لها بالاسلام ، رغم ان الارهابيين كانوا من المسلمين٠هذا بحد ذاته موقف مشرّف للرئيس الفرنسي٠ كان يتحدث بهدوء وعقلانية واسلوب حضاري، بعيدا عن الخطابات التحريضية٠ لو كانت تلك الاحداث المؤلمة قد وقعت في بعض بلدان الشرق الاوسط على يد اجانب أو افراد من فئات لاتنتمي الى السلطات الحاكمة في دولها لتعرضوا الى بطش السلطات دون تمييز بين واحد وآخر والامثلة على ذلك كثيرة في التاريخ المعاصر٠ ان ماجرى في باريس كان بمثابة استعراض عضلات لعصابات القاعدة وداعش بعد الضربات الموجعة التي تعرضت لها وخاصة في العراق وذلك لابعاد الانظار عن احباطاتها وتقوية عزيمة انصارها٠ |