هكذا الحقيقة تبدو في حادثة شارلي ايبدو .. من هو احمد ومصطفى ؟


ارى ان الماكنة الاعلامية الغربية عامة والفرنسية خاصة قد تعرضت لجريمة المجلة الساخرة بنوايا خبيثة وتعاطت مع الحدث باهداف مبطنة كما خلت تغطيتها الاعلامية من معايير الموضوعية والدقة والدليل ان الشرطي الذي اجهز عليه المهاجم على قارعة الرصيف والذي كان مكلفا بحماية المجلة اسمه (احمد) وهو مسلم يحمل الجنسية الفرنسية , هذا القتيل لم ياخذ نصيبه من التكثيف الاعلامي الغربي سوى اشارة متواضعة من بعض ضيوف برامج التغطية الخاصة , اما (مصطفى) فهو من بين الرسامين الاثني عشر الذين تم تصفيتهم داخل مقر الجريدة وهو ايضا فرنسي يعتنق الاسلام , هذا الرسام المغدور لم يشار اليه اصلا , اتدرون لماذا , كي لا يتم الاقرار بان المتشددين هم جماعة صغيرة ضالة لاتستثني المسلم عن سواه والتاكيد على انهم طغمة دينية لهم دينهم الخاص الذي يكفر الاخر ويقتل الناس ويحتجز الرهائن بلا وجه حق , لكن الكشف عن هذه الحقائق قد لايخدم الاطماع الفرنسية واعلامها الموجه المنحاز .
من لايندد فهو متعاطف !
انا استغرب من هذه الدعوة التي رفعت لواءها السياسة الفرنسية واعلامها العدائي , في العراق لدينا شعار تستسيغه كل الاطراف وهو ان (الارهاب لادين له) ما يعني ان المسلمين ليسو ملزمين او مطالبين بالضرورة باستنكار هذه الجريمة النكراء كونها لاتمت لتعاليم دينهم بصلة او باي شكل من الاشكال الا ضمن الاطار الانساني , فلم هذا الارغام والاكراه الملفوف بالتهديد والوعيد . واذا كان التعاطي على هذه الشاكلة فالغرب مطالب اليوم بالخروج في تظاهرات مليونية للتنديد بالسياسات الرعناء والمؤامرات الخرقاء التي تقتل وتجوع وتشرد وتغرب الملايين من البشر يوميا
الانسان يحصد ما يزرع 
الغالب الاعم من المثقفين العرب على دراية بان الغرب واعلامه خلال حربه البارد ضد المعسكر الاشتراكي ساهم ودعم ومول التنظيمات المتطرفة وكانوا يطلقون على المقاتلين المتشددين (المقاتلون من اجل الحرية) ليبعثوهم الى افغانستان لطرد الروس منها وقتئذ , اما اليوم فانقلب السحر على الساحر واختلفت المسميات والنعوت واضحوا ارهابيين يتوجب دحرهم في حرب امدها ثلاث سنوات بقيادة الغرب البراغماتي المتشدق بالفاظ الاخلاق وعناوين حقوق الانسان وعمليا يسحق هذه المعايير بالقدم الراسمالي ومطارق المصالح والانانية .
اسمعي يافرنسا انت وحلفائك الغربيون , انكم تمتلكون الدنيا كلها بقواها السياسية والاقتصادية والعسكرية والمالية والتكنولوجية , فان كنتم صادقين مع انفسكم عاونوا خير البشر على اشرار البشر وسخروا تفوقكم لصنع عالم افضل .