فرنسا ونيران البحر المتوسط الساخنة

الاحداث التي شهدتها فرنسا اخيرا ، فرصة للمراجعة الاوربية تجاه دعم بعض الجهات التي تعتقد انها معارضة معتدلة . لان هذا الاعتقاد الخاطئ شكل جيشا من المقاتلين الاوربيين بلغ تعداده 15 الف مقاتل متواجدين على الاراضي السورية بعد ان وجد هؤلاء بعض المغريات هناك تحت مسميات عديدة .

المهم في الامر هو انعكاس دعم المعارضة السورية المتعدلة التي لاتشكل سوى رقم بسيط على ارض الواقع السوري المعقد . والاعتدال التي يتحدث عنه الاوربيون والامريكيون ليس ذات جدوى امام الفصائل المتشددة كالنصرة وداعش واخواتها المتكونة اكثر من 200 فصيل. المعارضة التي تعتقد اوربا التي تسير على خطى الولايات المتحدة الامريكية انها معتدلة وتحتاج الى الدعم ، مجرد اجتماعيات واختلافات ولا تشكل سوى نسبة قليلة في الواقع السوري الحالي . وكان الاجدر من اوربا ان تدرك خطورة دعم المعارضة السورية لانها ستكوى بنارها في القريب العاجل. وجاءت احداث باريس لتؤكد هذه الحقيقة المرة : ان الخلايا النائمة التي اغلب افرادها هم من الذين شاركوا في القتال في مناطق

الشرق الاوسط يمتلكون كل المؤهلات الفكرية والعسكرية في تشكيل خطر على اوربا التي كان يجب ان تدرك انها الاقرب الى الساحة وليست امريكا التي يفصلها عن مناطق التوتر الآف الاميال .

هل كانت اوربا خصوصا فرنسا يمكن ان تكون بمنأى عن الخطر الذي صنعته سياستها الخارجية التي سارت كالاعمى على نهج امريكا ؟ ربما كانت فرنسا في بعض المواقف تتصرف كأنها دولة عظمى كما حال في قتالها مع (بوكا حرام ) .ولكن لم تدرك ان الخطر الحقيقي يمكن في سواحل البحر المتوسط العربية حيث اصبحت هذه المنطقة محط احلام الكثير من الشباب الاوربي الباحث عن المغامرة والمغايرة .

وصفة دعم المعارضة المعتدلة الطبية التي سارت عليها اوربا جاءت بنتائج عكسية مع اصرار غريب من قبل صناع القرار الاوربي والامريكي في اعتماد ذات النهج . وكان الاجدر الضغط على تلك المعارضة لاجل الدخول في حوار مع النظام السوري لمصلحة البلاد التي دفعت ضريبة هذا العناد بوجود ملايين النازحين وبنى تحتية مدمرة وقتال شرس لاهوة فيه ونهاية بعيدة للصراع .

اروبا الموحدة التي تعمل على توسيع اتحادها ليشمل دولا اخرى ، تحتاج الى اعادة مراجعة لسياستها بنوع من الاستقلالية بعيدا عن السلطة الامريكية لانها الاقرب من نيران الشرق الاوسط جغرافيا