سيارة موخيكا وقلم المالكي

من إطلالات المالكي غير المسبوقة وفي إحدى اللقاءات ظهر كطاووس هندي متبخترا على من حوله لكنه يوجه نداءه للنكرات غير الجالسين معه  ممن قدم لهم خدمات وخلق منهم رجال أعمال وربما سياسين كبار في سوق نخاسة عهده المقبور . في اللقاء كان يتحدث عن قلم الحبر الذي رافق مسيرته النضالية إلى أن أصبح رئيسا للوزراء . هذا القلم كما تحدث هو لا يدري ملكيته بالضبط  لأخيه أم لإبن أخيه , المهم أن القلم الذهبي شيفر 81 له قصة نضالية كصاحبه  الذي أخذه من أحد أقاربه رضاء ولكن حياء والقاعدة الفقهية التي يفترض به أنه  يعرفها أكثر من غيره تقول : المأخوذ حياء
 كالمأخوذ غصبا . بغض النظر ممن تم الأخذ .
 قال في سوريا عرضوا علي شراءه  , والسؤال  لماذا يعرضون شراءه وهو مجرد قلم والمالكي مجرد رجل بسيط  كل ما نقل عنه من الموالين والحلفاء ورفاق دربه أنه كان واحدا ليس أكثر يبيع السبح والخواتم كأي رجل يعيش الغربة . والسوق مليئة بأنواع الأقلام مثله وأكثر منه . ويكمل حديثه : لكني رفضت وقلت سأوقع به على إعدام صدام حسين , وإلى اليوم يعرضون  علي الشراء  لكني أرفض , أحد الصعاليك تصور القصىة حقيقة فإنبرى بلا حياء : المفروض نضعه في المتحف , الرجل المثقل بعقد النقص لم يعجبه المقترح لأنه يريد له سوقا رائجة ووجوه عالمية إن لم تكن عراقية تضعه في المزاد
 لأسباب في ذاته ليجعل من شخصه شبيها لساسة عظام تركوا بصمات محبتهم بأفعالهم في قلوب شعوبهم , ولا أدري هل ما زال يعيش الوهم الذي لازمه طوال سنوات حكمه . للوهلة الأولى يبدو أنه ما زال تحت تاثير العظمة التي تقمصت شخصيته , حتى راح يكتنز من المناصب والمسؤوليات ما لم يعد بإمكانه السيطرة عليها ولهذا سرعان ما سقط البلد تحت براثن الدواعش , وعم الفساد وضاعت الدولة بيد السراق 
 
مشكلة الرجل كما يبدو واضحا أنه يعيش تصور بطولي ويحتاج من الآخرين تصديقه , إن العظماء من السياسين أو العلماء والمبدعين في كل مرافق الحياة لا يمكن أن يحفظ لهم التاريخ  إسما ووجودا مالم يخلدوا أنفسهم بعمل إن لم يكن بأعمال ومواقف قد تظل أجيال تقف خاشعة أمامها , ومن باب الإعتراف  لها بالفضل  تجعل لها متاحف وبيوت وتماثيل , ترى ماذا فعل المالكي كي يستحق كل هذا الإعجاب بقلمه , يبدو لي أن الرجل حين سمع بأن سيارة رئيس أورغواي (طيب الذكر) خوسيه موخيكا يتبارى العديد من الأشخاص والدول لشرائها  وقد دفع بعضهم مليون دولار ثمنا لها وهي للمعلومات
 سيارة قديمة من نوع فولكسفاجن موديل  1987 . إختلق قصة القلم كي يتشابه مع خوسيه , غير دارك مَن خوسيه . إنه ليس له من  تماثل مع خوسيه إلا بشيء واحد  إنهما قضيا ثمان سنوات في المنصب , خوسيه رئيسا للدولة والمالكي رئيسا للوزراء , حين إنتهت مدة حكم خوسيه ظل الشعب أياما بل شهورا يتوسله للتجديد وحتى لتغير الدستور لكن الرجل وقف والدموع في عينيه ليقول للجموع : أتمنى لأورغواي الخير على يد أبنائها . والعراقيون يتذكرون إسماتت المالكي للتجديد , والعالم دوليا وعربيا ومحليا يتنفس الصعداء عساه أن يغادر المنصب بلا مزيد من الموت والدمار  . 
لماذا كل هذا الحب لخوسيه والكره للمالكي . نحتاج إلى حلقة أخرى .